أخصائي نفسي: القلق الإيجابي خبرة إنسانية وقيمة للبقاء
بين الأخصائي النفسي حسين آل ناصر أن القلق الإيجابي يعد خبرة إنسانية وقيمة مهمة للبقاء والحماية، كذلك يحفز الإنسان ويدفعه للأمام، كشخص يذاكر من أجل اختبار أو استعداد لمقابلة شخصية.
وقال: ”كل الناس يقلقون، وهذا من دون شك يمثل طابعًا مميزًا“.
ونوه إلى أن ”قلق الحالة“، يصف خبرة المشاعر غير السارة عند مواجهة مواقف أو أحداث محددة، حيث ينشأ نتيجة لتقييم الشخص لنوع من أنواع التهديد وهو حالة مؤقتة ويعد استجابة لتهديد مدرك.
وأوضح أن الفرق بين قلق الحالة وبين قلق السمة يختلف من حيث الشدة والتأثير في الأنشطة المختلفة والاستمرار، وكون الأخير معيقًا.
ونوه إلى أن آثار القلق تكمن في أنه يؤثر في الجسم والنفس معًا ومن مظاهر التأثير والنتائج السلبية ما يدعى أعراض الاضطراب، منها: الجسدية، كجفاف الفم وزيادة ضربات القلب وضيق التنفس، ومنها المعرفية، كالأفكار السلبية وتشتت التركيز، والسلوكية، كالتجنب أو سلوكيات الأمان، التي يقوم بها الشخص بهدف تخفيف حدة القلق، كالنظر لأسفل عند إلقاء محاضرة، والانفعالية النفسية كالخوف.
وأكد آل ناصر الحاصل على الماجستير في علم النفس الإكلينيكي، أن اضطرابات القلق تعد من أكثر الاضطرابات شيوعًا بأنواعها، كالقلق المعمم والقلق الاجتماعي والهلع، إضافة للرهاب المحدد والضغوط التالية للصدمة.
وأشار إلى أنه في التعامل مع قنوات التواصل الاجتماعي، يجب التفريق بين عوامل نشوء الاضطراب وعوامل استمراره، وقال: قنوات التواصل الاجتماعي كغيرها يمكن أن تحفز القلق.
وتابع: مثلا شخص شاهد فليمًا عن مرض السرطان، وعنده استعداد مسبق نفسي أو وراثي، ربما يحفز قلقًا يتعلق باحتمالية الإصابة بهذا المرض، بكونه دور وسيط وليس مباشر.
وأفاد أن علاج القلق يأتي الحديث بالتوجه في العلاج وفق النموذج الحيوي النفسي الاجتماعي، الذي ينظر لتفسير القلق على أنه نتيجة تفاعل عوامل متعددة، حيث يكون العلاج متعددًا وفق فريق ”طبيب نفسي - أخصائي نفسي - أخصائي اجتماعي“.
وذكر أن العلاج المعرفي السلوكي هو علاج مبني على الأدلة العلمية، وقال: أشارت كثير من الدراسات، لفعاليته في التعامل مع اضطرابات القلق، ومنه: التثقيف النفسي بالقلق، الاسترخاء، إعادة البناء المعرفي، العلاج بالتعرض ".
وأشار إلى أنه يحصل خلط كثير عند غير المختصين عند التحدث عن القلق والاكتئاب، مفيدًا يصنف الاكتئاب ضمن الاضطرابات المزاجية ولا يطلق على مجرد الحزن اكتئاب، بل له أعراض متعددة، كفقدان المتعة والاهتمام في الأنشطة، كذلك مشكلات في النوم والشهية والشعور بالذنب وانعدام القيمة، علاوة على ذلك تمني الموت، أفكار أو سلوكيات إيذاء للذات والانتحار.