أخصائية اجتماعية: صداقات التكنولوجيا ساهمت في ضياع الصديق الحقيقي
حذرت الأخصائية الاجتماعية حنان الناصر من غياب دور الأسرة في الاطلاع على الصداقات كما كان في الماضي نتيجة التطور التكنولوجي، والذي ساهم في تعدد الاصدقاء وكثرتهم مما ساعد في ضياع الصديق الحقيقي من بينهم.
وشددت الناصر في حديثها الخاص مع «جهينة الأخبارية» على ضرورة التحرر من قيود التكنولوجيا وعدم جعلها المحرك للحياة، لافتة إلى أنه بمجرد أن حل الصديق الجديد ”التكنولوجيا“ محل الوصال أخذت مواقع التواصل الاجتماعي دوره في عيادة المريض والدعوة في مشاركة الافراح والمواساة في الاحزان وتفقد أحوال الأهل والأصدقاء.
ونبهت من أن تكون الصداقة صفقة تجارية همها البحث عن الربح يأخذ فيها الإنسان ولا يعطي، مبينة أنها فن تحتاج للذوق والفكر والقلب والضمير فمتى ما توفرت في الصديق الأخلاق الفاضلة والتواضع وضبط النفس وقوة الإرادة فإنه سيصل إلى معنى الصداقة الحقيقية.
وأكدت على أهمية تجمع الأصدقاء بين فترة وأخرى لما له من دور في إبعاد الإنسان عن الوحدة وإبراز الشخصية وتغير النفسية للأفضل بشرط أن يحسن الاختيار بالإضافة لأن الوصال يقوي علاقة الأصدقاء فإن له دور في تنمية العقل من خلال تبادل الأفكار وتقويم الأخطاء ويشعرهم بالمحبة.
وقالت ”إننا نجد بين البشر معنى الصداقه رغم قلتها ومن أجل ذلك أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام ۲۰۱۱ اليوم العالميّ للصّداقة ويحتفل العالم في 30 يوليو/تموز من كل عام بها لإدراك جدواها وأهميّتها بوصفها إِحدى المشاعر النّبِيلة والقيمة في حياة البشر في جمِيع أنحاءٌ العالم“.
من جانبها، قالت ليلى الحمادي أن التكنولوجيا غيرت حياة الاطفال فجعلتهم يعيشون في عالم وهمي وتمر سنين العمر بلا ذكريات جميلة وبدون اصدقاء حقيقيين.
وأضافت: ”الصداقة الحقة اليوم باتت نادرة وما أن أجد الصديقة المخلصة فإنها ستشاركني في مساحة التكنولوجيا في حياتي“
وأردفت، ”أن الصداقة يحكمها المصالح في وقتنا الحاضر في ظل الظروف الاجتماعية التي نعيشها وضعف الاخلاقيات التي كانت موجودة قديما“.
ورأت زكية آل حمود أن الصديق الحق في هذا الزمن أصبح عملة نادرة، مشيرة إلى أن بعض المواقف تدلنا على مستوى علاقة صداقاتنا التي هي أقرب لأن تكون رفقة درب من كونها صداقة حقيقية.
وأضافت مبينة أنها اكتشفت مع مرور السنوات والعشرة غيرة إحدى صديقاتها المقربات من نجاحها فملامحها مع كل لقاء كشفت عدم سعادتها، رغم ابتسامتها المزيفة والشعور بعدم ارتياحها من وجودها أثناء تجمع الصديقات مع بعضهن، لافتة إلى أن صداقات الجامعة أغلبها انقطعت بسبب مشاغل الحياة.
ومن جانب آخر، قالت منى العبود: ”بعد مفارقتنا مقاعد الدراسة ساهم قروب الوتساب في تجمع الصديقات واستمرار علاقتنا“، مبينة أن تجمعات الصديقات تعطي انتعاش نفسي وتغير عن ضغوطات الحياة ومتنفس عن الوضع الروتيني خصوصا بعد تعب وإرهاق العمل.
وتابعت، ”إن الصداقة الحقة والمخلصة موجودة، فالأصدقاء يعتبرون جزء من حياتنا وسند في الدنيا والآخرة مثل الأخوة وإن استمرارها منوط بالتفاهم والانسجام والحب والاحتياج، وأن الصداقة تعد قيمة إنسانية عظيمة دينيا وأخلاقيا“.
واشترط الطفل حبيب آل حسين - 10 سنوات - في الصديق الحقيقي أن يكون أمينا وحكيما بعيد عن المشاكل السلوكية، ولا يتصف بالأنانية والغدر والذي تكون صداقته مؤقتة لفترة معينة وتنتهي.