الوسواس القهري يسيطر على السيدات في موسم التخفيضات
ازداد اقبال السيدات على التسوق بشكل متكرر في مواسم ”التخفيضات“، مسبباً للبعض منهن مايُعرف بالوسواس القهري لشغف التبضع.
واختارت علياء مصطفى الإجازة الإسبوعية للذهاب للمجمعات التجارية وتجاوزت هذه الأيام في وقت ”التخفيضات“ لاكثر من ثلاثة أيام بالاسبوع.
وقالت بروح الفكاهة: ”أصبح اليومان للتسوق لايكفيني فأنا أصاب بالوسواس القهري في فترة التخفيضات، على الرغم من اني لا أبذر الكثير من المال واشتري حاجتي فقط ولكن هو فقط هوس التسوق“.
وشاركتها زينب الحسين نفس التصرف والاحساس بشدة الرغبة للتبضع خلال موسم التخفيضات، مرجحة السبب إلى أن بعض العروض تكون مغرية ولا تقاوم مع قرب عيد الأضحى المبارك.
وقالت المقيمة اللبنانية كوثر جميل: ”نشتري على قدر استطاعتنا وحاجتنا ونترك مالا نريد، وان الوسواس هو ليس للشراء فقط انما حب التفرج في جميع المواسم“.
ومن جهته، أكد المختص النفسي زكريا المادح لـ ”جهينة الإخبارية“ أن الوسواس القهري هو فكر متسلط وسلوك جبري يظهر بتكرار لدى الفرد ويستحوذ عليه ولا يستطيع مقاومته، رغم وعيه بغرابته وعدم فائدته ويشعر بالقلق والتوتر اذا قاوم ماتوسوس به نفسه ويشعر بإلحاح داخلي للقيام به.
وذكر بأنه لايوجد سبب واحد محدد لمرض الوسواس القهري، وتشير الأبحاث إلى أن مرض الوسواس القهري يتضمن مشكلات في الاتصال بين الجزء الأمامي من المخ المسئول عن الإحساس بالخوف أو الخطر، والتركيبات الأكثر عمقاً للدماغ «العقد العصبية القاعدية التي تتحكم في قدرة المرء على البدء والتوقف عن الأفكار».
وتابع انه تستخدم هذه التركيبات الدماغية الناقل العصبي الكيميائي ”سيروتونين“، ويعتقد أن مرض الوسواس القهري يرتبط بنقص في مستوى السيروتونين بشكل أساسي وتساعد الأدوية التي ترفع من مستوى السيروتونين في الدماغ عادة على تحسين أعراض الوسواس القهري.
وتعليقه على التبضع عند السيدات، قال: ”اذا كان التبضع والشغف بالموضة ليس بصورة قهرية ولايؤثر على الحياة فهي حالة طبيعية“، مستثنياً الحالات التي تكون بصورة قهرية وملحة فتعتبر مرضية وبحاجة للعلاج.
وبين لعلاج المرض لابد من معرفة الطبيب المختص الشخص المريض معرفة جيدة بعد عدة مقابلات وتعريفه بالمرض وتشخيصه بالطريقة السليمة، ويجب تعرف أهل المريض بالمرض ونصحهم وتعليمهم كيفية الإهتمام بالمريض بشكل صحيح وعدم اليأس من العلاج والاستسلام للوسواس.
وشدد المادح على ضرورة اتباع تعليمات الطبيب من حيث المواعيد وكميات أخذ الدواء، لأن بعض الأدوية لاتؤدي ثمارها الا بعد عدة اسابيع.
وأشار إلى أن مساعدة المريض تكون بالقيام بعدة أمور مثل فتح شهيته وعدم التركيز على الوسواس واعتباره أمراً عادياً وطبيعي موجود في حياة الأغلب بطرق مختلفة، كالرياضة والسباحة والهوايات الجميلة.
ونوه إلى أن هنالك نوعان متبعان في علاج الوسواس القهري وهما: العلاج النفسي الذي يعرف ب ”العلاج المعرفي السلوكي“، والعلاج بالأدوية ودمج العلاجان مفيد في تحسن المصاب والحرص على إرسال المريض إلى الطبيب المختص، مع الحرص على معرفة الطبيب بمرضه والتحدث مع الأطباء النفسيين المختصين ومراعاة أهل المريض لمرضه والاسترخاء، التمارين الرياضية، ترك التدخين والنوم لساعات كافية.
