الشيخ الصفار يحثّ على اعادة النظر في التقاليد المتعلقة ب ”الفواتح“
ويقول إن أغلب العادات المتعلقة بالفواتح غير منصوص عليها شرعا.
ويرفض اعطاء بعض الأعراف والتقاليد صبغة من القداسة.
ويقول من الخير للفقيد ان تصرف تكاليف ”الفاتحة“ لتسديد ديونه ومساعدة أيتامه.
حثّ الشيخ حسن الصفار على اعادة النظر في العديد من الأعراف والتقاليد الاجتماعية المتعلقة بمجالس العزاء ”الفواتح“ التي باتت تثقل كاهل الناس ماديا ومعنويا.
جاء ذلك خلال حديث الجمعة في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار ان الأعراف والتقاليد ينبغي أن تكون خاضعة للمراجعة والتغيير تبعا للتحولات التي يشهدها المجتمع وبما يحقق المصلحة العامة في نهاية المطاف.
وأضاف بأن التكاليف المادية لمجالس الفاتحة باتت تزداد يوما بعد آخر وتشكل عبئا كبيرا على أهالي المتوفى وخاصة منهم العائلات ذوي الدخل المحدود الذين يضطر بعضهم للاستدانة لإقامة العزاء.
وحثّ العائلات الميسورة خصوصا على الاقتصاد في الصرف في هذا المجال حتى لا يرسوا بذلك اعرافا جديدة تحرج العائلات محدودة الدخل.
وأشار إلى أن أغلب العادات المتعلقة بالفواتح غير منصوص عليها شرعا. مضيفا بأن بعضها مناف للتعاليم الدينية من قبيل الأكل عند أهل المصيبة والذي وصف في الرواية عن الإمام الصادق بأنه من عمل أهل الجاهلية.
ومضى يقول انه من الخير للفقيد لو خصصت تلك المبالغ المالية المصروفة لتسديد ديونه أو مساعدة أيتامه أو التصدق على الفقراء نيابة عنه.
إلى ذلك دعا الشيخ الصفار إلى اعادة النظر في الأوقات الطويلة والمرهقة التي تجبر فيها العائلات المثكولة على استقبال المعزين.
وتابع بأن لا ينبغي ارهاق ذوي المتوفى أكثر بالوقوف لاستقبال المعزين طويلا وعلى مدى أيام متتابعة. مشيرًا إلى اختلاف ظروف العصر التي باتت لا تتيح للكثيرين تجشم هذا العناء.
وأضاف ان بعض المجتمعات الشيعية في غرب المملكة والكثير خارجها قد تنبهوا لهذا الأمر وصاروا يكتفون بعقد مجلس الفاتحة ليلا فقط تخفيفا على أهل العزاء.
كما حثّ الشيخ الصفار على اعادة النظر في الصفوف الطويلة التي تشهدها مجالس الفاتحة لجهة أهل المتوفى. متسائلا عن الداعي لأن يتلقى العزاء في الميت من هم من غير أفراد العائلة من الدرجة الأولى.
ورأى من جهة أخرى أنه لا لزوم لطوابير المعزين في مجالس الفاتحة. موضحا بأن حدود التعزية يتحقق بمجرد رؤية أصحاب العزاء للمعزين الحاضرين لقول الإمام الصادق ”كفاك من التعزية أن يراك صاحب المصيبة“.
ورفض اعطاء بعض الأعراف صبغة من القداسة على نحو يجعلها لا تقبل التغيير. داعيا إلى التحلي بالمرونة وأخذ زمام المبادرة في تغيير هذه الأعراف في سبيل تيسير حياة الناس.