أسر منتجة تستغل تعاطف المجتمع وتبالغ في الأسعار
برزت المشاريع المنزلية المتنوعة للأسر المنتجة بشكل لافت في الآونة الأخيرة، لاسيما التي تختص بالأطعمة كأنواع الحلويات ووجبات الغذاء والعشاء ونحوها، إلا إن أسعار المنتجات أصبحت تشكل تفاوت كبيرا بين كل منتج وآخر يوما بعد يوم.
وبدورها، استطلعت «جهينة الإخبارية» آراء عدد من الأهالي في المنطقة الشرقية حول أسعار الأسر المنتجة بالمنطقة.
وأوضح محمد الحسن - متخصص في المشاريع الرائدة - ان 50% ممن يسمون أنفسهم أسرا منتجة، وهم من الأسر الغير محتاجة بل انهم من الطبقة المتوسطة. مشيرا إلى إن عددا من هذه الأسر تقوم بأستقدام عاملات لطهي الطعام والبيع بأسعار مرتفعة.
وطالب الحسن الأسر المنتجة بمراعاة أسعار منتجاتها، مشيرا إلى أن أسعارهم أغلى من المحلات والمطاعم ، بل تصل فرق أسعار منتجاتهم إلى 200 بالمائة مقارنة بأسعار المطاعم، بالرغم من عدم وجود إيجارات ولا ضوابط واشتراطات مهنية.
وأكد البراهيم على أهمية ضبط أعمال الأسر المنتجة من قبل الجهات المختصة مثل الأمانات ووزاة العمل والتنمية الاجتماعية، ووضع ضوابط واشتراطات لعمل هذه الأسر.
وصفت الشابة نور آل حرز أن دخول السيدات إلى عالم التجارة بالأمر الإيجابي، مبينة إن هناك فتيات تُعيل أسرتها التي لم يعد يقف لها رجل ينفق عليها فاستخدمت موهبتها في الطبخ أو الأعمال الفنية أو الحياكة لتسد حاجتها من المال.
وذكرت زينب المحمدعلي أن أكثر المشاريع المنتشرة في المنطقة هي بيع الأطباق المنزلية، حيث تجيده كبيرات السن والفتيات اللاتي لم يخضعن لتعليم بمستوى يؤهلهن إلى وظيفة مرموقة فتلجأ لبيع أطباق غذائية.
وانتقدت في الوقت نفسه، ارتفاع أسعارهن بشكل مبالغ فيه جدا طمعا في الوصول إلى ربح كبير كراتب وظيفة لم يحصلوا عليها - حسب اعتقادها -.
وقال عبدالعزيز الفضلي: ”أمر جميل جدا أن نرى طبخ بيت مرتب ونظيف، لكن هناك مبالغة كبيرة في الأسعار“، مضيفا: ”أنا مع الأسر المنتجة ولكنني ضد أسعارهم“.
وأشارت عقيلة نزار إلى أن الأسر المنتجة أخذت تستغل مشاعر وتعاطف الناس بعدم حصولها على وظيفة وأن راتبها لا يكفي حاجتها، فتبيع منتجاتها ولاسيما أصناف الحلويات والكيك بشكل مبالغ فيه حد الجشع - حسب وصفها -.
وأيدتها فاطمة المهناء بقولها: ”كنت أشفق على هذه الأسر وأشتري منهم في أغلب مناسباتنا، إلا أن بعد رفعهم للأسعار التي تفوق المحلات التجارية التي تدفع رسوم إيجار ورواتب عمال، عرفت إن مافعلوه هو مجرد محاولة إثارة شفقة“.
وأضافت: ”عن نفسي لم اعد أشتري منهم إلا الذين مازالوا يحافظون على الأسعار المعقولة“.
وعلّل حسن الرمضان ارتفاع الأسعار بحس اللامبالاة لدى السيدات اللاتي ينفقنّ بلا هوادة فقط للاستعراض والتعالي على بعضهن البعض، مبينا أن هذا الأمر دفع الأسر المنتجة لاستغلال الفرصة ورفع الأسعار لطالما هناك من يدفع دون إدراك.
واستنكر مرتضى السلمان تزايد الأسعار التي وصفها بأنها غير مدروسة ومجرد رمي رقم وتخمين عشوائي.
وقال: ”نرى أغلب الأسواق والسوبر ماركت لديها عروض بشكل مستمر ومكرر، وأجزم أن الأسر المنتجة لاتشتري إلا البضاعة المخفضة وذات العروض، ولكنها تضرب رقما عشوائيا كمبلغ لمنتجها دون دراسة الأرباح ولا الخسائر“.
ومن جهة أخرى، ذكر صادق العلي أن هناك فرق بين مشاريع الأسر المنتجة والمشاريع المنزلية، التي أخذت تنتشر مؤخرا بين الصغير والكبير، مؤكدا أن المشاريع المنزلية قد أثرت سلبا على مشاريع الأسر المنتجة التي هي بالفعل بحاجة للمادة.
ويرى أن الأسر المنتجة تكون تحت مظلة جمعيات ولجان خيرية وليست عشوائية مثل المشاريع المنزلية، ويرى الدافع وراء انطلاق هذه المشاريع بين السيدات خاصة، ماهو إلا تنافس لإثبات ذاتهن ووجود المهارة لديهن وليس الحاجة المُلحة إلى المادة".