آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

قصيدة أبي تمام تمنح تشكيلي جائزة عكاظ بالطائف

جهات الإخبارية إيمان الفردان - الطائف

استعار الفنان التشكيلي زمان جاسم قصيدة أبي تمام في تصميم لوحته ”جفون“ ليحقق الفوز بالمركز الثاني بمسابقة ”لوحة وقصيدة“، ضمن 70 مترشحا بجائزة عكاظ للفنون التشكيلية الحرة التي اختتمت مساء السبت بالطائف.

واستوحى فكرة اللوحة من قصيدة الشاعر أبوتمام في بيتها ”يا جفوناً سواهرا أعدمتها.. لذة النوم والرقادِ جفون“، لتكون تعبيرا لمضمون لوحته الفائزة بالمسابقة التي تقدم لها أكثر من 100 فنان ونال الفوز بها خمسة مشاركين فقط.

واختار الفنان زمان خوض التجربة الأولى في مسابقة الفن التشكيلي الحر لتميز هذه الدورة بما يتناسب وأفكار الفنان واختياره للخامات والمواضيع والأحجام، بعد أن كانت الجائزة في السنوات العشر الماضية مشترطة بأن تكون مستوحاة من الشعر الذي يختاره الفنان أو ”عكاظ“.

وذكر أنه استند في تنفيذ فكرة عمله من خلال صورة فوتوغرافية لخيل عربي للمصورة نجاة الفضل التي نشرتها على ”الفيسبوك“، مبينا أنها لفتت انتباهه لما تحمله من معاني قيمة في وقفة الخيل العربي ونظراته وما تحتويه من قيمة تراثية.

وأضاف في نفس السياق، بأنه وقع اتفاقية طلب استخدام الصورة في عمل فني مع المصورة لحفظ وضمان الحقوق من حيث شروط الاستخدام والتعديل لكلا الطرفين.

ووظف التقنيات والخامات في تنفيذ فكرته بما يتناسب مع توصيل الرسالة الفنية للمتلقي بشكل جمالي أولا، وتجربة الخامات المستخدمة ثانيا وذلك حتى تعطي نوعا من الديمومة.

وفيما يتعلق بالخامات والأدوات التي استخدامها في تنفيذ لوحته، رأى أنه من الأنسب في عمله الفني تجربته على ”ستلايت“ مصنع من خامة ”الفايبرجلاس“ «الألياف الزجاجية» حيث حفر عليها كلمة ”جفون“ الذي عنوّن اللوحة به.

وأكد على أن تصور اللوحة قد يختلف عن الواقع نظرا لأن الأفكار تتوالد أثناء العمل وأحيانا يواجه الفنان بعض الصعوبات، فيجد حلولا مرضية أخرى أو العكس من الممكن أن تتطور الأفكار لتفتح طرق أخرى مبتكرة خلقتها اللحظات التي نعيشها في إنتاج أعمالنا.

واعتبر الدورة الحادية عشرة من سوق عكاظ هذا العام الأكثر قوه من حيث ضخامة المشروع وحجمه والذي تحول لمشروع وطني عالمي حقق نجاحا باهرا، وقال: ”أن مناسبة مثل سوق عكاظ لها نكهتها الخاصة حيث أضافت لي الكثير، وأنا مؤمن بأن كل لحظه نقضيها في الحياة تضيف لنا شيئا جديدا“.

ووصف الأعمال المشاركة في المسابقة بأنها اتسمت ب ”التطعيم الجميل“ للتجربة حيث جعلت الجائزة مفتوحة للفنانين السعوديين والمقيمين بمختلف جنسياتهم، ويرى أنه كلما كانت هناك نسبة اشتراك معقولة للفنانين غير السعوديين المحترفين كلما لامس أن يكون دوليا.

وطالب المسؤلين بالمنطقة الشرقية بتوفير بيئة فنية حقيقية تحتضن وتتبنى المواهب الفنية، لافتا إلى أن المنطقة كانت ولا زالت ولادة بالمبدعين في شتى المجالات.

وأهدى التشكيلي زمان فوزه بمسابقة جائزة عكاظ للفنون التشكيلية الحرة لكل المتفائلين الذين يمتلكون روح الثقة والعزيمة داخلهم.

وأشار أنه يتحفظ دائما عند أي مشاركة أو مشروع لم يستكمل ولا يرغب في استباق الأحداث، إلا أنه كان متفائلا أن يكون لعمله شيئا من الاستحسان، مبينا أن مشاركته كانت مرتبطة بالنتائج ولم يكن عليه سوى تقديم المشروع بالشكل الذي يراه مناسبا.

يشار إلى أن جائزة عكاظ للفنون التشكيلية تعد تظاهرة ثقافية وطنية وفرصة لتحقيق التواصل بين الفنانين التشكيليين، والتعرف على تجاربهم وعرض إبداعاتهم الفنية، بهدف الارتقاء بالفنون التشكيلية السعودية.

وجاء تنظيم الجائزة هذا العام بإطار تنظيمي جديد بتنظيم مسابقتين باستمارة موحدة المعايير وجوائز منفصلة، الأولى ”مسابقة عكاظ التشكيلية في المجالات الفنية الحرة“، والثانية ”مسابقة عكاظ التشكيلية التفاعلية“.