الفنان «الرمل» يحول الحروف العربية لمنحوتات ثلاثية الأبعاد ويحقق المركز الأول بعكاظ
حول النحات الأحسائي حسنين الرمل الحروف العربية لمجسمات ثلاثية الأبعاد محققا المركز الأول عن منحوتته «بارع» في مسابقة الحرف اليدوية بجائزة عكاظ لفنون الخشب التي اختتمت مساء السبت بالطائف.
وقال الفنان الرمل في حديثه الخاص بجهينة الأخبارية «أن فكرة منحوتاته التي ضمت عشرين عملا مختلفة الحجم والفكرة والتصميم تمركزت حول تجسيم الحرف العربي وذلك بإظهار وإبراز جمال البعد الثالث للحرف العربي والذي لم يتمكن الخطاطون رغم اجتهادهم في إظهار جمالياته إلا من زاوية واحدة».
وأبان أن فكرة التحفة «بارع» الفائزة بمسابقة سوق عكاظ في نسخته الحادية عشرة تتضمن حروف كلمة «بارع» التي مزجها بالتراثي المقتبس من جمال زخرفة البناء الاحسائية، مبينا أن اختياره لتلك الحروف بالذات لأن برنامج بارع الذي يهتم بمجال الحرف والفنون اليدوية هو من ضمن برامج الهيئة العامة للسياحة والآثار المنظمة لمهرجان سوق عكاظ.
ونفذ الرمل المجسم ”بارع“ باستخدام مجموعة من الخشب الطبيعي بألوانها الطبيعية، مظهرا جمال الألياف في خشب الصنوبر والآش والوينقي والزان مع مزجها بالتراث المتمثل بالزخرفة الأحسائية الشعبية مستخدما خشب التيك مع تجميله بخشب الآش الأبيض.
وذكر أن مشاركته في سوق عكاظ رغم أنها الأولى إلا أنها أضافت له فرصة تقديم هذا الفن الجميل إلى الناس وتعريفهم به عن قرب بالإضافة إلى أنها أعطته فرصة رؤية الإعجاب والانبهار من قبل الزوار وتكرار عبارة انت «تظلم اعمالك بالصور» من قبل متابعيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلل الرمل تبنيه أسلوبا يعتمد على اجتهاده في إظهار جمال البعد الثالث المخفي للحرف العربي عبر أعماله رغم عدم تمكنه من كتابته بقواعده الفنية والذي أيضا لا نستطيع رؤيته لدى الخطاطين لعشقه الحرف العربي بالدرجة الأولى منذ الطفولة بالإضافة لعشقه للاخشاب الطبيعية وجمالها.
وأشار إلى أن ممارسته لفن نحت الخشب كانت مباشرة أمام الجمهور بالمهرجان رغم أن المسابقة لم تشترط ذلك على المتسابقين، مبينا أن هدفه من ذلك إيصال رسالة حب وسلام للجميع عبر شرح مفصل للزوار عن أعماله وأسلوبه في التعامل معها.
وبين أنه استخدم في أعماله الفنية حروفا أصيلة لخطاطين بارعين وأظهرها بخامة فيها كثير من المتعة والحب والجمال، لافتا أنه استطاع إظهار جمالين بحرف واحد في منحوتته حرف ”الواو“ ”معشوق الخطاطين“ الذي نفذه بشكل مختلف باستخذام نوعين من الخشب الطبيعي ”الوينقي الأمريكي“ مع قاعدة من ”خشب الصنوبر“.
وفيما يتعلق بالصعوبات التي تواجهه ذكر أن فراق ما ينتجه عند اقتناء المنحوتة من قبل الآخرين ليس بالأمر السهل عليه فهو يعطي شعورا مزدوجا مابين صعوبة مفارقة محبوب والفرح أنه تم اقتنائها بالإضافة إلى أن العمل على المنحوته فيه من التعب والجهد إلا أن عشق العمل يجعل كل شيء سهل كونه سبب للانتاج.
وأضاف في نفس السياق، بأن عملية نقل أعماله دائما ما تشكل هاجسا لديه عند المشاركة في أي معرض أو مناسبة سواء كانت محلية أو دولية حيث لا يسمح عادة بمرافقين للمساعدة.
ودعى من خلال فنه لتقديم الحب والسلام في كل عمل أو تعامل نقدمه للآخرين سواء كان مع خامة فنية أو بشر أو حيوان لأن الحب هو أساس كل شيء في حياتنا كما دعا بحسبه لعبارة «كن طموحاً واصنع مستقبلك بنفسك».
وفيما يخص شغفه وتعلقه بموهبته وعطائه، قال «ولأنني عاشق للحرف العربي والأخشاب الطبيعية أنتجت أعمالي بكل حب وعشق وغرام مع التحفة الفنية واجتهدت في أن أسقيها من نظرات الحب ولمساته في رسالة حب وسلام أرسلها مع كل تحفة للمتلقي لأني على يقين من أن رسالتي ستصل لجميع الزوار لذلك كانت أعمالي ملفتة وجاذبة جداً لجميع متذوقي الجمال ومتذوقي الحرف».
وحظيت أعمال الرمل الفنية بردود فعل من قبل المقتنين ومن قبل شخصيات مجتمعية وإعلامية بارزة أبرزها خطاط الكعبة مختار عالم وكذلك الأمير سلطان بن سلمان عندما قدمت إليه هدية بمناسبة التراث الوطني من انتاجي وأشاد بها.
وكانت أحب الأعمال لقلبه قطعة فنية بعنوان ”الحب وطني“ نفذها بمناسبة اليوم الوطني وأهديت للأمير بدر بن عبد المحسن.