زواج مقابل إنجاز
فتاة في ريعان شبابها لم يتقدم أحد لخطبتها، ولم يحالفها الحظ للزواج، لها من الإنجازات الشيء الكثير، تُبدع في المهارات، تُحقق الإنجازات، تُمنح الجوائز نظير نشاطها المستمر، حازت على تكريم لإنجازاتها الكبيرة، مقابل هذا كله يصدمها أحد أقاربها ويقول لها: ليس هذا النجاح! الزواج والإنجاب هو الظفر، والفوز الكبير.
أخرى أكملت دراستها الجامعية بتقدير ممتاز، حازت على الشهادة بمرتبة الشرف، هذا الإنجاز لا يستحق الثناء والتقدير لمن حولها، لأنهم يعتبرون ذلك بسيطاً أمام الزواج الذي هو عندهم بمثابة الفتح العظيم، والأدهى من ذلك مهما بلغت المرأة درجة التقدم العلمي، أو النشاط المجتمعي، ولم تتزوج ينظرون لها نظرة المشفق عليها، يحسبون أنهم بهذه الشفقة قد أحسنوا صنعًا، لا يعلمون أنهم قتلوا المرأة بزعزعة ثقتها بنفسها.
الفتاة لم يطرق بابها أحد للزواج حتى يُوجه لها هذا العتاب القاسي الذي يُنبئ عن تفكير متدني، وليس في يدها الأمر كي تختار الزوج المناسب حتى تُستعتب بهذه الطريقة السخيفة.
بطبيعة الحال مجتمعنا ينظر للرجل نظرة مغايرة عن نظرته للمرأة، إذ لو كان الرجل هو المنجز ولم يتزوج، لا يوجه له نفس هذا الكلام الذي يوجه إلى الفتاة.
الرجل له التصفيق والمدح، لمجرد إنجاز بسيط، بخلاف المرأة لا تجتاز عقبة الا وتُنصب لها أخرى، ولا تقفز على حاجز إلا ويُبنى لها غيره، لتقف دون الوصول لأي هدف اختارته لها.
الزواج ليس هو الخيار الوحيد للفتاة كي تُعطل مسيرة حياتها، ويُصفق لها بالفوز العظيم.
إلى متى نحارب المرأة بسلاح الحب تارة، وبالخوف من العيب تارة أخرى؟
إلى متى عندما ترتكب المرأة جرمًا بسيطًا كان أو كبيرًا، سواء كانت أختًا أو زوجة أو بنتًا تقوم الدنيا ولا تقعد، وسرعان ما يصبح حديث الساعة عنها؟.
كل ذلك لأن المرأة في المجتمع هي من تُشكل عرض وشرف العائلة الكريمة، لكن عندما يكون أحد أفراد العائلة من الذكور سارقًا، أو مرتكبًا لجريمة من الجرائم المنصوص عليها، هنا العرض والشرف لا يؤثر على العائلة.
أليست هذه ازدواجية في التفكير؟
اتقوا الله في المرأة فهي بشر لها ما لكم وعليها ما عليكم.