شاعر: الثورة الحسينية ساعدت على ظهور جيل من الشعراء الشعبيين
دعا الشاعر يوسف آل ابريه إلى الاستفادة من تجارب الشعراء السابقين دون التقليد الأعمى، وكذلك محاولة التجديد وعدم الوقوع في أسر الشعراء السابقين، ولفت إلى أن الثورة الحسينية ساعدت على ظهور جيل واعٍ من الشعراء الشعبيين.
جاء ذلك خلال استضافته في منتدى الكوثر الأدبي بأمسية ”قهوة سمر“ مساء السبت، التي تحدث فيها عن تجربته الشعرية والمئة أبوذية في ديوانه الذي صدر حديثا ”تلوتك شعرا“.
وقال آل ابريه: ”الأناشيد المدرسية وما يقرأ من قصائد حسينية على المنابر هي أوّل ما طرق أذني من شعر، واستمر الحال نفسه في المرحلتين المتوسطة والثانوية، ولكن بمدارك أكثر اتساعًا“، لافتا إلى أن النقلة الحقيقية كانت في المرحلة الجامعية ودراسته لمنهج العروض على يد الدكتور أحمد الخطيب، ثم الاعتماد على النفس والتدرب من خلال القراءة الذاتية في كتب العروض والشعر والنقد.
وتناول قراءة للمشهد الشعري المعاصر ومنها الحديث عن تساوي الشعر الشعبي والفصيح في الامتيازات، إذا لا تفاضل لأحدهما في الاسم، وإنما التفاضل في المضمون - حسب تعبيره -.
وتطرق لأبرز الشعراء الشعبيين الكبار الذين كان لهم الأثر الكبير في الشعر الشعبي، كمظفر النواب، وعريان السيد خلف، وكاظم الكاطع، وكاظم الرويعي وهو أول شاعر قرأ من خلاله شعرا شعبيا وديوانه هو ”الفجر وعيون أهلنه“، وعبد الحسين أبو شبع، وجابر الكاظمي، وشهيد الحلفي، وغيرهم.
وأشار إلى شعراء الكنانة كأحمد فؤاد نجم، وعبدالرحمن الأبنودي وفؤاد قاعود وهو ممن اشتهر بالموال، وذكر أن القصيدة الشعبية المعاصرة تسير على خطى الشعراء السابقين.
وعدد نماذج لشعراء شعبيين محليين قدامى مستشهدًا بأقوالهم، كالشاعر عيسى التاروتي، وحمد الحمود، وهما من أبرز شعراء الموال في المنطقة، ثم بسط الحديث عن شاعر سنابسي لم يسمع به أكثر القطيفيين، ودعا إلى لملمة تراثه وتراث غيره، وهو الشاعر حسن الكاشون.
ونصح الشعراء الشباب بعدم التسرّع في الوصول إلى أعلى السلم الشعري، عدم التحزبات الشعرية، اتخاذ الأسلوب الخاص، عدم اليأس عند مصادفة الصعوبات، الاهتمام بكتابة قصيدة الموقف وليس قصيدة الحدث والمناديل الورقية التي تستعمل لمرة واحدة.
وشدد على أهمية الإلقاء الجيد وعدم الانفعال والافتعال عند الإلقاء، والعنوان المثير والمختصر والدال على الموضوع، العبارات الافتتاحية المتقنة، والدقيقة، والشاعرية والاهتمام باللغة الشاعرية ذات الإيحاء والتأثير، ضاربا مثلا بشاعر عدّه من أبرز الشعراء الشعبيين المعاصرين، وهو عودة التميمي.
ووصف آل ابريه الأبوذية بأنها أكثر الفنون الشعبية انتشارا في الخليج، مشيرا إلى أنواعها الكثيرة وعدّد بعضها، كالأبوذية المطلقة، والمولدة، والمدورة، والمحبوسة، والمنثورة، والمذيلة، والملمعة، والموحدة، والمطرزة، والمؤرخة، والسلسلة، والروضة، والفصحى، وذات الرباطين وذات الجناسين.
وذكر بأن التوليد من الشعر الفصيح لم يقتصر على الأبوذية، وإنما ولجه الموال والدارمي وغيرهما، وأوضح ضوابط وأسس بحسب رؤيته، عدّها مهمة في كتابة الأبوذية المولدة.