افحص عين طفلك وجنّبه كسل العين وخسارة المستقبل
لو كان هناك ما أستطيع الحديث عنه يوميا لكان «كسل العين» و«فحص الأطفال»، فكلما جلست لأكتب مقالا أو موضوعا صحيا كان «كسل العين» هو ما يخطر في البال لأهميته القصوى ولأن علاجه سهل لو تم اكتشافه مبكرا ومستحيل اذا تأخر ذلك.
كم من شاب وشابة جاءني طالبا أي علاج ومستعد لدفع الأثمان ليجد حلا لعينه التي لا يرى منها وهي سليمة فأقف عاجزة لأن الأمر بسيط والعلاج مستحيل!
كم من حالة جاءتني فسألتني بحزن ما ذنبي اذا الأهل لم يكن لديهم وعي ولم يهتموا في صغري، فهأنا أهتم وأريد حلا، فأقف حائرة، فللأسف لا علاج والحل كان يجب أن يكون في صغرك وبيد أهلك!
«كسل العين» مصطلح يطلق على ضعف البصر في إحدى العينين بدون سبب عضوي ظاهر بحيث لا يمكن تصحيحه بالنظارة ولا العمليات الجراحية، ويتولد من تجاهل المخ لإحدى العينين في الطفولة فيتم نمو الخلايا البصرية دونها، ويكون ذلك لسبب ما كفرق ضعف النظر بين العينين أو لمرض في احدى العينين.
«كسل العين» قد يكون سببه ضعف نظر شديدا في العينين، أو اختلاف ضعف النظر بين العينين، أو ضعف نظر في عين واحدة والاخرى سليمة، أو وجود عائق يمنع وصول الضوء للشبكية كالماء الأبيض أو قد يكون بسبب الحول.. وكل هذه الأسباب يمكن اكتشافها بفحص بسيط في المستشفى ولا يكلف إلا قطرة!
ومن المؤسف أنه رغم سهولة اكتشافه إلا أن في حالات كثيرة لا يتم اكتشافه الا بعد فوات الاوان، فكسل العين قد يكون صامتا لا أعراض له إما لصغر المريض الذي لا يجعله يدرك عدم قدرته على الرؤية أو الاكثر شيوعا لأن المصاب به يستطيع أن يمارس حياته بشكل طبيعي ويرى كل شيء دون أن يدرك أنه يرى بعين واحدة فقط، فحالات كثيرة تم اكتشافها بالصدفة حين يغطي الشخص لسبب ما عينا واحدة فيتفاجأ باختلاف كبير في قدرته على الرؤية أو أنه لا يرى بالعين الثانية وهذا في حالات كسل العين الشديد.
إن التأخر في اكتشاف «كسل العين» يجعل علاجه مستحيلا وقد يؤثر على مستقبل طفلك الدراسي والعملي فبعض التخصصات لا يقبل فيها إلا من يستطيع الرؤية الكاملة في العينين، كما أن وجود كسل العين سيحرم طفلك من الرؤية الثلاثية الأبعاد طوال عمره، كما أنه سيكون سببا للاجهاد والصداع خاصة مع تطور التكنولوجيا وحاجتنا للعينين في التركيز.
ورغم استحالة علاجه للآن في الكبار إلا ان علاجه في الأطفال بسيط وغير مكلف، فمعظم الحالات يحتاج لمجرد نظارة وتغطية العين السليمة ومتابعة مستمرة مع الاخصائي أما في حالة وجود عائق مرضي فقد يحتاج لتدخل جراحي سريع وبعدها التغطية.
تغطية العين تكون للعين السليمة لإجبار المخ على استخدام العين الكسولة وبالتالي تنشيطها، وهذا العلاج يحتاج جهدا من الأهل والتزاما واصرارا على الاستمرار، فالطفل لا بد سيشكو من التغطية وقد تستغرق التغطية وقتا طويلا حسب الحالة لكن لا بد من إصرار الأهل ومحاولتهم تشجيع أطفالهم ومثابرتهم عليها.. فالمعاناة في الصغر ستوفر الراحة والمستقبل في الكبر أما التعب والملل فسيورث كسل العين ويصعب الحياة.
وللتنبيه فإن كسل العين وضعف البصر واختلافه أمر وراثي.. فإن كنت تعاني ضعف النظر أو كسل العين بسبب تأخر أهلك في فحصك، فاحرص على الكشف المبكر والسريع لأطفالك كي لا تورث لهم معاناتك.
أطفالكم أمانة في أعناقكم فاحرصوا على فحص البصر والعين منذ الصغر كي لا تحرموهم من مستقبل في الكبر. ِ