التناقض العجيب
ضمن المجتمعات التي تعج بالمتناقضات يغدو طبيعيا ان تشاهد المجتمع يؤمن بأمر ويمارس عكسه ويرفع شعار ويقوم بما هو خلافه وترى أفراده يشكون من عادات هم من صنعها ومصرين على الاستمرار فيها.
يخترعون باضطراد عادات للمناسبات المختلفة كالزواج والوفاة وماشابه ثم يرفعون عقيرتهم بالمعاناة منها.
يسافرون للدول المختلفة ويحضرون الاحتفالات ويشاهدون السينما ويقصدون الاماكن المختلطة ثم يعودون هنا لينتقدوا كل احتفال بسيط لا يرقى لمستوى ماحضروه هناك من امور فنية واختلاط وغيره ويعترضوا على فكرة أن تقام سينما هنا حتى لو كانت ضمن رقابة وتحكم وادارة لمحتوياتها.
ومن ضمن التناقضات من يرفعون شعارات الحرية والتعددية وهم متعصبون منغلقون ولو اختلفت معهم في أمر يخص تشخيص أو الحل لمشكلة اجتماعية أو سياسية ما لأساؤا لك صراحة وضمنا واتهموك في نزاهتك وانتمائك حيث انهم يعتقدون انهم هم من يمثلون الانتماء الحقيقي لما يعدونه دينا أو مذهبا أو وطنية حقة حسب مفهومهم.
كذلك رافعي شعارات العلمانية والليبرالية واللا دين وهم طائفيون فكيف يجتمع الايمان بأن الدين مكانه المسجد فقط وبين رؤيته ودعوته للحل السياسي والاجتماعي والامني بتقسيم البلد على أساس طائفي ومذهبي ومناطقي وهم من ينادون أيضا بالوحدة الوطنية!
أحد من يحملون لواء العلمانية التقى المسؤول الثقافي بالقنصلية الامريكية على أساس أنه لقاء ثقافي يتجاذب فيه أطراف الحديث حول الشان المحلي واذا به يطلب منه التدخل لتقسيم الوطن على أساس طائفي كحل لما يراه مشاكل في المنطقة حتى أن ذلك المسؤول والذي مسؤوليته واهتمامه ثقافي وتتمع بلاده بعلاقة صداقة مع المملكة أصابه الذهول وأخذ يعترض على ذلك باسلوب مهذب مستشهدا بشخصيات من المنطقة لها وزنها الفكري والديني والاجتماعي ومواقفهم الوطنية والسلمية الحكيمة للخروج من الازمات.
واحدهم أرسل لي ضمن الواتساب بما يشي بالتعصب القبلي وعنما انكرت مايرنو له رد بما يسيء لي ويتهمني فيه بعدم الاخلاص.
وأقول لكل هؤلاء اما ان تعملوا بما تنادون به وترفعوا شعاره كي ننظر لكم ونتعامل معكم على هذا الاساس أو ان تصمتوا فذلك أفضل.