جيران الحسينيات
لا يخفى على الجميع الدور الكبير، التي تقوم به الحسينات في مجتمعنا، خصوصا وأن بعضها في وقتنا الحاضر تخضع لادارات شبابية متفهمة، تدير الحسينية بشكل جيد، ولم يقتصر على برامج المناسبات الدينية بل تحولت الى مشاريع مجتمعية مهمة.
لكن هناك بعض الملاحظات على مكبرات الصوت الخارجية، التي تكون مصدر ازعاج لجيران الحسينية وليس الكلام محل التعميم انما بعضها إذ تروى كثير من القصص تحكي هذا الواقع والبعض يتحفظ على الكلام اما احتراما للحسينية أو خوفاً من المجتمع.
نقل لي أحد الخطباء أنه كان يقرأ في احدى الحسينيات بعد خروجه قابله طبيب يعمل في المستشفى العسكري بنظام الدوام المتقلب، بالاضافة إلى جاهزيته في أي وقت على التلفون حسب المصطلح الدارج على الكول.
الطبيب يقول أنا آتي من العمل منهك أحتاج إلى النوم لكن السماعة الخارجية يصل صوتها كأنني في الداخل، ولا أستطيع النوم وليت الأمر ينتهي عند خلوصك إنما يأتي المسجل بالعزاء واللطم فيما بعد.
وآخر نقل أيضا للخطيب نفسه هذه القصة حصلت معه، حيث ان زوجته حامل وتحتاج للنوم والراحة، ففي تمام الساعة الثامنة يبدأ المايكرفون بالقرأن من ثم السيرة وبعدهم الخطيب وفي النهاية كاسيت رادود.
اتصل لصاحب المأتم وقال له لو تكرمت تغلق السماعة الخارجية بعد انتهاء الخطيب، فرد عليه صاحب المأتم بهذه الكلمات " هل الحسين يزعجكم؟.
اخر يشتكي من حسينية بجانب منزله في كل ليلة جمعة يقرأ دعاء كميل والسماعات الخارجية صوتها مرتفع الى حد الازعاج، لا يستطيعون تبادل الاحديث بينهم، وهم في العادة يجتمعون في مثل هذه الليلة، طلبوا من صاحب الحسينية قطع الصوت السماعات الخارجية فلم يستجب لهم فقرروا تغيير مكان اجتماعهم الى مكان آخر، نتيجة تلك الأصوات المرتفعة في الحسينية.
هذه بعض القصص غير مواقف السيارات التي تقف في الشارع بطريقة غير قانونية، أو من امام كراجات اصحاب المنازل.
ألم يأن الأوان اقفال السماعات الخارجية للحسينيات؟ خصوصا وأن المستمع يكون في الداخل وليس في الخارج، إلا في بعض الحسينيات المركزية التي يكثر فيها الحضور؟
لو فسح المجال لكثير من الناس يروون قصصا مؤلمة لهم وأنزعاجهم نتيجة تلك الأصوات الخارجية لسمعنا الكثير لكن الموضوع مرتبط بأمر مقدس عند الناس فيضطرون السكوت ولا يجادلون في هذا الأمر خوفا من تخوينهم واتهامهم بانهم ضد مثل هذه الطقوس المقدسة.
فالحسينية نعمة علينا فلا نجعلها نقمة ومصدر ازعاج.