أنبوءة الحبيب أبو رقيبة للقدافي...!
اعترض القدافي على الحبيب ابو رقيبة.. لسعيه وشدة حرصه على تعليم وتثقيف التونسيين..!
وقال له - اذا تعلموا عزلوك..!! فرد عليه ابو رقيبة فورا: واذا لم يتعلموا قتلوك...!!
وقد حرص القدافي طيلة 40 حولا على ان لا يتعلم الليبيون شيئا، صناعة الجهل وإنتاجه عبر ثروات ليبيا النفطية الهائلة..!!
وفِي نهاية الأمر تحققت أنبوءة أبو رقيبة.. وقتل الليبيون القدافي.. بعد تعريته وإذلاله وامتهان كرامته...!!
يعتقد البعض. ان «شعوب مع القوم يا شقرا» غنيمة باردة ولقمة هنيئة في فم الساسة، ولكن الوقائع التاريخية ثبت خلاف ذلك..، هنا يتحول المجتمع الجاهل الى قوة جاهلة يمكن ان تكون لك.. ولكنك لا تمتلك النجاة منها حين تنقلب عليك.. أو يملك أحد غيرك قدرة التأثير عليها.. وتوجيهها..!!
فحتى الاستعمار الفرنسي أسوء واشرس وأقبح أنواع الاستعمار.. وكله قبيح، وسيء. كان يحرص على تمرير جرعات من الوعي بغرض تحسين السيطرة على الشعب الضحية.. وان كانت جرعات الوعي موجهة لمزيد من الخضوع، أو تكوين ثقافة الإستسلام. او الخضوع بإرادة مختارة..!!
وبالتالي ليس من الخير.. تكوين مجتمعات «آمين» على كل فعل، وقول، وقرار، دون أن يكون لها حق الكلام، ولا حق الاعتراض، ولا حق عدم الموافقة، وأقل حظا من التوفيق إن عقبوا على رأي، أو وجهة نظر...!!
في أكثر المرات أجد النفعية والتكسب.. أو الأنانية القاتلة للشعوب، في جعل النقد الصادق خيانة، أو تنزيل تصويب الخطأ خروجا عن السمع والطاعة
، شر مستطير ان نصنع النفاق صناعة بعقوبة الرأي المخالف،
وأعظم. شرا منه أن ننتج مجتمعا جاهلا.. يسهل اقتياده الى أي قناعة وفِي كل السبل..
لأننا غالبا سنكون من ضحاياه في يوم من الأيام..!!.. فحين نقول «اداة الاعلام» عندنا غير مختصة وضعيفة في الشكل والمضمون..! هذا يعني ان نحكم الكفاءة على الواسطة في المناصب التي تمثلنا أمام العالم، حديث «المعدة» لا يتناسب مع صراع سيغير ما بعده، وما حوله..!!
النجاة في صدق النصح
وطهارة القلب في صدق القول
، وراحة النفس في صدق الحب..!!.
ووَيْل لأمة تحتفي بالمنافقين وترقيهم. وتقصي الصادقين.. وتعاقبهم على صدقهم...!!
جاء رجل منافق الى الإمام علي ، فأثنى عليه ثناء عظيما مبالغا فيه..!! يتقرب به اليه.. ويمني نفسه بنوال منه وعطية..! فرد عليه:
- أنا أقل مما تقول..!! وأعظم مما في نفسك..!!
لأن الذي يرفعنا أكثر مما نستحق..! أما جاهل أو منافق..!! لهذا لم أتعجب من نشر مقال «حليم آواب شديد العقاب» لأنه نشر في ذات الجريدة التي نشرت في الملك عبد الله رحمه الله «يعلم ما كان.. وما سيكون».!!..!
أننا نقرب في كل يوم. من يكذب علينا طمعا فينا.. أو خوفا منا.. فمتى وأين سيتاح لنا أن نسمع كلمة الصدق.. من الصادقين..!!
الأوطان كالنبات.. لا ترتوي ألا بالماء العذب النقي..!! وكل صبغة أو لون يقتلها.. ويسلبها الحياة..!! ولذا كنت في غاية السعادة بأمر خادم الحرمين بمعاقبة الكاتب والناشر لمن اسقط صفات الله المختصة به سبحانه عليه..!! لعلها تكون بداية لطريق طويل.. وطويل.. وطويل جدا.