شقيق ”شهيد القرآن“ يدعو للتلاوة ضد التعصب وتأجيج العواطف وزراعة الكراهية
دعا الدكتور حاتم آل هاني في كلمته الختامية بمراسم عزاء شقيقه شهيد القرآن إلى احتياج المجتمع لتلاوة ضد من تعصبوا في كل شيء إلا الإنسان.
وأكد في كلمته المستوحاة من معاني القرآن ومبادئ الشهيد القرآنية ورفض الكراهية على الحاجة للترتيل بأن الغرائز هي لغة الإنسان التي تمارس خديعتها الدائمة باسم العاطفة لتحقق العصبية.
وعزا فيها أن تأجيج العواطف والغرائز وزراعة الكراهية بين الجار وجاره والزميل وزميله وحتى الأخ وأخيه أعظم مصائب البشرية المتوحشة وبأسماء زائفة.
وطلب فيها حسن الظن والرفق بقاتل أخيه الشهيد ومستشهداً بوصية أمير المؤمنين عندما أوصى أبناءه، بقاتله خيراً ”اسقوه مما تشربون، وأطعموه مما تأكلون“.
وحيث ابتعد فيها عن العاطفة وما تثيره من غرائز، مؤكداً أن الشهيد كان معلماً قرآنياً، ومحمدياً وعلوياً.
وقال أن: ”في صف الاستاذ الشهيد لأكثر من ربع قرن حيث كان معلماً لمادة العقل فيها، كان فيه عمر وعلي وعثمان جميعهم أبناؤه، يفرح عندما ينبغون ويطيرون بأفكارهم بل كان عمله أن يتحولوا جميعهم بلا استثناء إلى نوابغ ويستشعر الفزع إذا واجهه من ينشر الحقد ضمن هذه الورود الجميله“.
ولفت إلى أن شهيد القرآن كتب على جدران الصفوف ﴿رتل معي﴾ و﴿ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا﴾ مشدداً على أن المجتمع اليوم أحوج الى تعليقها الان امام جموعه وعلى جسد الطلقة التي عانقت جسد الشهيد.
وأشار إلى معرفة المجتمع عن الشهيد أنه لم يكره في يوم أحد وكان يجسد معاني السلم والسلام في تفاصيل حياته ومؤمن بأن من يعيش على أشلاء الناس وجثثهم ويربي أرقام حساباته على تعاستهم وجثثهم لهو الخاسر الأكبر والواهم الأكبر.
وأكد أن الورود التي غرسها ”الأستاذ الشهيد“ لآلاف الطلاب ستواصل مهنيتها وتونع في جسد الطلقة التي أردته، وأنها ستنبت هديةً لطفل ابٍ عاد ليلة العيد إلى بيته بعد إنجازه المهمة العظيمة بقتله.
واستنكر استبدال العاقل نعمة الأمن والسلام بالخوف والموت مؤكداً أن من يفعل ذلك ويفرّق بين أبناء الوطن الواحد يرتكب جريمة عظمى.
وشدد على الحاجة لأن يطمئن الإنسان على نفسه وعلى أخيه وجاره حتى تعمر الأرض بالحب، حب الله وحب الخير والوطن، والتمسك به وطنًا نهائيًا لا بديل عنه.