العيدية.. أسر تتباهى بمواقع التواصل وشخصيات تنادي: ”أعيدوها لبساطتها“
تحولت العيدية لساحة تنافس وتباهي بمواقع التواصل الاجتماعي وتنحت عن قيمتها المعنوية ودخلها التكلف وانكب البعض للمبالغة بطرق تنسيقها وتقديمها التي فاقت مبلغ العيدية نفسه بعد أن كانت بسيطة وتمنح بحب وود.
واسترجعت فاطمة علي أيام طفولتها بقولها كانت العيدية تبدأ من ريال واحد وأعلى مبلغ أحصل عليه من الأهل والجيران 10 ريالات وتوقف إعطائي للعيدية عندما أصبحت في سن 12.
وانتقدت أنوار محمد المبالغة في تقديم العيدية وقمتها التي تصل بالمئات والآلاف والتفنن في أشكالها وعرضها بأفكار جديده وابتكارات غريبه لتصويرها ونشرها في ”السوشل ميديا“.
ولفتت إن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة لاستعراض مواهب وإبداعات توزيعات العيدية مما أفسح المجال للتنافس والمبالغه الزائدة عن الحد وجعلها تبتعد عن البساطه التي هي أساس فرحة العيديه في يوم العيد.
ووافقها موسى جعفر بقوله ”زوجتي تجتهد كل عام في تقديم العيدية وإخراجها بشكل مبالغ فيه من كروت وعلب زجاجية وصناديق مما ضاعف علي عبء المصاريف في العيد، مشيرا بقوله «التكلف ممل أحيانا»“.
ومن جهتها، نددت فاطمة آل شعيب بمن يقدم العيدية ويروم من ورائها التفاخر بتقديم الأغلى والأكثر، كما ينبغي على غير القادرين عدم المبالغة في تقديم العيدية حتى لا تشكل عبئا ماديا، معتبرة التواد والتراحم لا يرتبط فقط بقيمة العيدية.
ورأت أن العيدية قديما بالرغم من أن قيمتها المادية بسيطة إلا أن معناها غال وعزيز أما الآن فأصبحت قيمتها كبيرة إلا أنها تخلو من البركة.
وخالفتهم حوراء المسلم فبرأيها أن لكل زمن اهتماماته ومميزاته وفي نظرها أن هذا الزمن يحب الناس فيه التأنق في كل شئ حتى في تقديم العيدية.
وأشارت إلى أن المتاجر الإلكترونية جذبتها خصوصا فيما يتعلق بتصاميم العيديات ذات الأشكال المبتكرة مما جعلها تطلب عيديات تفوق ال300 عيدية وبسعر كلفها 2500 ريال.
وأضافت، أنها تلجأ لهذه الحسابات عندما تقوم بوضع عروض تسويقية للعيديات المنسقة كل حسب الطلب والتي عادة ما تكون مكلفة.
وبدورها، ذكرت سميرة محمد صاحبة حساب تنسيق وبيع هدايا بالانستقرام إن بعض السيدات يحرصن كل عام على طلب توزيعات العيديات وبأسعار جيدة مشترطين تنسيقات مبتكرة سواء للأطفال أو للكبار وهي بدورها تلبي رغباتهن.
ومن جانب آخر، أرجعت شمسة الصفواني هذه الظاهرة إلى أنها نتاج تركيزنا المفرط على الشكليات وولعنا بالمظاهر، مؤكدة على أن التنافس أصبح يفرض على الناس تقديم المزيد مما يسبب تحدي لقدرات الناس وامكانياتهم.
واعتبرت تطور العيديات والاهتمام بالنواحي الجمالية بأنه أمر طبيعي ومطلوب وليس أمرا سلبيا بشرط عدم التباهي والتفاخر بأعطية العيدية.
وتابعت، إن متلقي العيدية أصبح لا يستمتع برمزيتها المعنوية وفرحتها بقدر شكليات التقديم وعادة ما تصيبه خيبة أمل إذا لم تكن على قدر التوقعات، مبينة أن العيدية أحيانا قد تتسبب في حدوث مشكلة أو سوء فهم بين الاطراف وتفسد فرحة العيد.
ومن جانبها، نادت صفية العلي بعودة تلك البساطة التي كانت تحتوينا وتلحفنا بلحاف السعادة وتؤكد على هويتنا التي بدأت تتلاشى بسبب الرغبة في تلوين تراثنا بألوان غير ثابتة سرعان ما تبهت وتصبح الصورة لا تنتمي لا لماضيها ولا تعكس حاضرها.
ورأت أن سبب تفاقم ظاهرة التباهي في العيديات بين الناس ناتج عن قصر الفهم، مؤكدة على أن التبعية الغير مدروسة وراء كل من يدعو لمنهجية مقتبسة من الغير سواء كانت لأفراد أو مجتمعات بحجة التحضر سواء وافقتنا هذه المنهجية أم لا.
ومن جهتها، أكدت الأخصائية الاجتماعية مريم العيد على ضرورة أن تكون قيمة العيدية في حدود المعقول حتى لاتنقطع هذه العادة التي يفرح بها الصغير والكبير ولا تفقد مكانتها مستقبلا.
وحذرت من المبالغة في التباهي والتفاخر في عرض العيدية عبر السناب شات أو وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى والتي قد تصل بالبعض للكذب في تصوير وعرض العيدية بقصد التعالي على الناس.
وأضافت، أن برامج التواصل الاجتماعي ساهمت في خلق بعض المشاكل عند بعض الفئات الجاهلة التي تقارن نفسها بغيرها نتيجة استعراض ما يحصلون عليه من عيديات متنوعة الأشكال وذات قيمة باهضة الثمن.
ولفتت، أن العيدية كانت منذ القدم ولا زالت متفاوتة بين طبقات المجتمع كل طبقة توزع العيدية وفقًا لمستواها المادي.
ودعت الاخصائية وفاء التاروتي لضرورة تربية الأطفال على حبها والسعي لإدخال الفرح والسرور على قلوبهم مبينة أنهاترسخ في نفوسهم معاني المحبة والعطاء كونها إرث تاريخي قديم.
وقالت العيدية لها رونقها وطابعها الخاص فهي ليست مالا بقدر ماهي فرحة العيد تقرب القلوب وتقوي صلة الرحم خصوصا لدى الأطفال.