كاتب يدعو إلى كشف الخطاب المنحرف والعودة للإسلامي
دعا الكاتب محمد الحميدي إلى كشف الخطاب المنحرف ومعرفة آلياته التي يتبعها في كسب المشروعية والعودة للخطاب الإسلامي الحق، سعيًا في نشر الصحوة الإسلامية بين مكونات المجتمع الإسلامي.
جاء ذلك في الأمسية الثقافية التي أقامها نادي اقرأ كتابك مساء الاثنين بعنوان ”ردة العقل الإسلامي الجذور والمآلات“، في ديوانية الكاتب حسن آل حمادة بالقطيف، وذلك بعد إصداره الأخير ”صراع الأنساق الثقافية“.
وتحدث الحميدي عن السياق والنسق وعلاقتهما بالتقييم الرباعي لفيرث، مبينًا أن منطقة اشتغال السياق والأنساق المتفرعة هي الثقافة وخطابها، متسائلاً: ”أين تعمل الأنساق وفي أي مستوى، لغوي أم فكري أم على مستوى الخطاب“.
وتحدث عن ارتباط خطاب الخوارج بالخطاب الإسلامي الحق، جاعلاً منهم موضوعًا للتمثيل على الردة الثقافية الإسلامية، كونهم سعوا إلى المماثلة مع الخطاب الإسلامي للحصول على المشروعية منه، مشددًا على العودة إلى الخطاب المقدس كاشف ضلالهم وانحرافهم.
وبين النتائج المترتبة في هذه المرحلة وهي: معرفة أصل الصراع الثقافي الإسلامي وإدراك خطورة الخطاب المنحرف، بأنه لا يموت وإن قتل أتباعه، كذلك اكتشاف الآليات التي يستخدمها الخطاب المنحرف لكي يؤمن به أتباعه.
وأشار إلى الشبه بين ”داعش“ والخوارج سابقًا في اتباع ذات المنهج والفكر.
وأوضح أن تعرية الخطاب المنحرف هو مشروع ثقافي، يساهم بالضرورة في محاربته وبيان زيفه وإنقاذ البشرية من ويلاته التي لازالت البشرية تعاني منها.
ونوه إلى أن التيارات الثقافية تسعى جاهدة إلى الحصول على المشروعية، باستغلالها الدين، لكسب الأتباع ولتنفيذ مآربها وطموحاتها.
وأوضح أن تبيين الضبابية الإنحرافية للخطاب المنحرف تتطلب جهدًا ثقافيًا نوعيًا، والذي تقع مسؤوليته على المثقفين والمفكرين بكل اتساع الأفق الثقافي.
من جهته، قال الكاتب حسن آل حمادة: ”لكي نحارب الفكرة الخبيثة نحن بحاجة ماسة، لطرح الفكرة الطيبة والبديلة، وهذا ما نستلهمه من منهجية الإمام علي بكونه لم يمارس قمعًا تجاه الفكر المعارض، بل سمح حتى للخوارج بأن تكون لهم منابرهم التي يبثون من خلالها أفكارهم، ولم يمنعهم من المال ولم يبدأهم بقتال“.
ونوه إلى أن الفكر المتطرف لا يُحارب بالمدفع وإنما بالفكر الذي يعمل على كنسه من العقول.