هل يستوي الذين يناوبون والذين لايناوبون..!
أسئلة يطرحها كل طبيب سعودي في بلادي، أسئلة أوجهها إلى كبرى التشريعات في وزارة الصحة والخدمة المدنية في بلادنا الحبيبة.
هل يعقل أن راتب الطبيب الذي يستلم المناوبات العجاف تحت جميع الظروف الصحية والعائلية وأحوال المناخ المتقلبة ويلتزم بتغطية المرضى في الطوارىء والعمليات بعد أوقات الدوام الرسمي يتساوى مع راتب غيره من التخصصات ممكن لا تشمل طبيعة عملهم المناوبات وممن يكتفي بأوقات الدوام الرسمي.؟
هل يعقل أن يكافأ من يلتزم بالمبيت في المستشفى ويناوب 36 ساعة متواصلة بنفس مكافأة من ينام في منزله قرير العينين بعد نهاية دوامه الأصلي؟
هل يعقل أن تساوي في الراتب الشهري من يناوب لأسبوع متواصل بما في ذلك عطلة نهاية الأسبوع باللذي لا يناوب إلا يومان في الشهر؟
هل يتساوى من يعاين 20 حالة في مناوبته وينجز العمليات بمن يعاين مريضاً واحداً في مناوبته؟
لماذا لا يوضع ”بدل مناوبة“ أو ”بدل حالات إضافية خارج أوقات العمل“؟
لماذا لا تتم مراجعة تطبيق أنظمة الخدمة المدنية على مناوبات العاملين بالمستشفيات ولا تتم مكافأة الموظف في حال تجاوز الساعات الموصى بها في مناوبته؟
وإليكم نظام الخدمة المدنية في اللائحة الصحية في عدد ساعاتالدوام الرئيسية حيث تبين في فصلها الرابع عن ساعات الدوام
من المادة السابعة ما يلي:
أ - تكون ساعات العمل الشهرية للمشمولين بهذه اللائحة مائة وست وسبعين «176» ساعة بالإضافة الى ما يلي:
1 - يلتزم المشمولين بهذه اللائحة بساعات مناوبة في مقر العمل لمدة لا تتجاوز «ثمان» ساعات في الأسبوع حسبما تحدده الوزارة
2 - يكون التزام الأطباء الاستشاريين وكذلك رؤساء الأقسام الطبية بالمناوبة ببقائهم رهن الطلب لمدة «10» أيام في الشهر كحد أعلى.
ب - اذا بلغت مدة العمل في اليوم الواحدأربع وعشرين «24» ساعة بشكل متصل يعطى المناوب راحة عن العمل في اليوم التالي ويجوز عند الضرورة تأجيلهاالى وقت اخر بالاتفاق مع المناوب
ج - اذا زادت مدة المناوبة الواردة في الفقرتين «1» و«2» من البند «أ» من هذه المادة عن الحدود المقررة فتتم المعاملة على أساس اعطاء المناوبين فترة راحة تعادل مدة المناوبة أو منحهم مكأفاة عن الساعات الاضافية حسب القواعد التي يعامل بها موظفوا الدولة المشمولين - بنظام الخدمة المدنية ولوائحه التنفيذية - والقواعد والقرارات ذات العلاقة.
لا أريد الخوض في المطبق من نظام المناوبات وعدم إلتزام كثير من إدارات الإقسام به لكن دعونا نناقش غيضاً من فيض من فضائل كثرة المناوبات على الطبيب والمريض، فمنذ بداية التسعينات بينت أغلب الدراسات كيف أن زيادة نسبة المناوبات والضغط في العمل على الطبيب بالذات لمن يعملون ل24 - 30 ساعة متواصلة تقلل من نسب الأمان في علاج المريض وتؤدي لزيادة نسبة الأخطاء الطبية في التشخيص وذلك استناداً لإحدى الدراسات التي نشرت منذ 2008 في ال Joint commission journal on patient quality and safety وكذلك صحة الطبيب العقلية والنفسية عدا عن اضطرابات النوم ونوعية الحياة التي يحتاج أن يسخر كل بيته وأهله من أجل مناوباته. هذا الضرر الناتج عن المناوبات على صحة الطبيب وقلة الأمان في علاج المريض مين يتحمله ويدفع ثمنه!! هل هي صحة الطبيب ونفسيته، صحة المريض المواطن، هجرة الأطباء للقطاع الخاص، وزارة الصحة، وازرة الخدمة المدنية.. أم ندفع ثمنه نحن.. أنا وأنت!!