القطيف.. سرعة جنونية وسباق في الشوارع قبل الفطور
تشهد شوارع القطيف قبيل فترتي الإفطار والسحور في شهر رمضان المبارك إفراطاً في سرعة قيادة المركبات مما يؤدي إلى زيادة الحوادث المرورية.
وسلطت ”جهينة الإخبارية“ الضوء على هذه المشكلة والوقوف على أسبابها والحد منها.
وذكر الشيخ محمد العمير في حديثه ( لجهينة الإخبارية) أن قطع الإشارة المرورية غير جائز شرعاً، كونها مخالفة للقوانين المتفق عليها والتي لا يرضى الفقه الإسلامي بتضييعها أو تجاوزها منعا للفوضى.
ونوه أنها تقترن باحتمال حصول الضرر على السائق وعلى الآخرين، وهما عنوانان يتم استعراض المسألة الشرعية من خلالهما.
وربط السرعة الجنونية التي يمارسها قائدو المركبات بردات الفعل العصبية الناتجة من الإرهاق أو الجوع والعطش في نهار شهر رمضان أو عند السحور.
وأشار إلى أن المشايخ يستعرضون هذا الموضوع في أوقات ومناسبات مختلفة.
وأكد على المسؤولية المجتمعية عن السلامة المرورية لأن فيها حفاظ على الأرواح والممتلكات، مطالباً بالتشجيع على نشر المحبة والسلوك الواعي والحضاري في كل الحياة.
ونصح الشيخ العمير الالتزام بالدين وبالتشريعات التي تحرم الإساءة للآخرين، فضلا عن الإضرار بهم والقيم المانعة من التسبب بأذية الآخرين.
وأوضح أن تشريع الصوم جاء ليهذب النفوس ويدربها على التقوى لا لصنع أجواء ًمشحونة بالعصبية وردود الفعل غير المتزنة.
وفسَّر المهندس علي كريم حوادث السيارات في وقتي الإفطار والسحور بغياب ثقافة الصوم عند الكثير من الناس، ناصحاً بتناول شيء بسيط في السيارة بدلاً من التهور والسرعة والتجاوزات الخطيرة.
ورأى أن أكثر الحوادث في شهر رمضان تكون في أوقات الذهاب للدوام، مرجعاً ذلك إلى السهر وعدم أخذ قسط كافي من النوم مما يؤدي إلى الإرهاق والتعب.
وذكر أن الحلول الأساسية في الحد من السرعة الجنونية تنبع من نفس الإنسان وثقافته ووعيه، والحزم في تطبيق النظام على كل مخالف للأنظمة كون عواقب التجاوزات خطير على أرواح الناس.
ووجه بوضع لافتات تذكِّر بالصوم الحقيقي وبترويض النفس، مشتملةً على نصائح شرعية وكلمات تدعو للتحلي بالصبر والحلم وعدم الغضب وأن التجاوزات في الشارع تضر بالصوم وصحته وثوابه.
ودعا إلى تحديث وتطوير المحاضرات التي تتناول أحكام الصوم والحديث عن الأمور المهمة التي يحتاجها المجتمع ويبتلي بها في هذا الشهر مثل الحوادث والتجاوزات التي تحدث في الشوارع بسبب صوم الإنسان.
وذكر الأخصائي النفسي الإكلينيكي حسين آل ناصر أن البحث عن الإثارة، البحث عن الجديد والخبرات غير المتوقعة والتحرر من الضوابط مع قيود محددة، التعب والملل وفقدان التركيز أثناء القيادة، البحث عن الأمان، الثقة بالنفس والطاقة والانفتاح في المعلومات الجديدة والخبرات من السمات النفسية التي يمكن التنبؤ من خلالها بمعدل الحوادث المرورية.
ودعا إلى تكثيف تواجد شرطة المرور في الأماكن التي تحتاج لذلك وتكثر فيها الناس والسيارات قبيل الإفطار لتنظيم الطرق والتعامل مع المشكلات الناتجة عن السرعة المفرطة.
وأكد على ضرورة دراسة أنظمة السلامة المرورية جيداً ومراعاة مسارات الطرق وتخطيطها والسرعات المحددة لها.
وشدد آل ناصر على ضرورة ضم الثقافة المرورية في المناهج الدراسية والتركيز على الوعي المروري.
وطالب باستثمار التقنيات في تقديم معلومات وبرامج هادفة توصل الثقافة المرورية بروح حديثة وبنكهة عصرية.
وأرجعت الصحافية شادن الحايك زيادة الحوادث وقطع الإشارة في شهر رمضان إلى العصبية واستخدام الجوال والتصرفات الغير مسؤولة.
ودعت إلى منع صغار السن من قيادة السيارات والدراجات النارية والالتزام بالقوانين المرورية والأخلاقية، مطالبة بالوقوف على حلول تعالج المشكلة على أرض الواقع.
واقترحت عمل مسابقة عامة في الحملات المرورية الإرشادية لعبارات يدونها الأطفال لوالدهم أو أم لأولادها، لتكون أكثر صدقا وتأثيرًا.
ونبهت إلى ضرورة تكاتف الأهالي مع المرور في مراعاة ضوابط وقوانين سلامة قيادة المركبات على مدار العام وليس شهر رمضان فقط.
وقالت الحايك "تخيل أن تفقده أو يصبح من ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك قد يحدث في غمضة عين، وقد يكون هو سبب لهلاك إنسان، تلك الكلمة لكل من يقدم السيارة أو الدراجة النارية لطفله".