تعدد الأدوات عند القارئ ضروري جدا لتقديم قراءات وملاحظات للواقع
تشريح نقدي للرواية المعاصرة في نادي كتابك بالقطيف
نظمت مساء الإثنين الماضي في نادي اقرأ كتابك بالقطيف ندوة بعنوان «الرواية والقراءة النقدية» للكاتب والقاص والناقد حسين الضو الذي تناول الرواية كأداة لتوسيع منظور القارئ.
وقال: لا شك في أن تعدد الأدوات عند القارئ ضروري جدا لتقديم قراءات وملاحظات للواقع بدقة وموضوعية، والذي يمتلك أداة واحدة فقط يحاول دائما تفسير الواقع عبر تلك الأداة أو ذلك المنظور.
وأشار الى ان هذه الفكرة ليست جديدة، فكرة الإفراط في استخدام الأداة لتفسير كل شيء، وهي معروفة باسم «قانون الأداة» أو «مطرقة ماسلو».. يقول ماسلو: «من المغري عندما تمتلك مطرقة أن ترى كل شيء كما لو كان مسمارًا».
وتابع إذن لكي نتجنب الانغماس في القراءة في جانب معرفي واحد والوقوع في فخ مطرقة ماسلو لابد أن ننوع قراءاتنا، والرواية من أفضل الخيارات لما تقدمه من أسلوب أدبي متفرد من التكثيف وتنوع زوايا ومناظير الفرد التي تجعل القارئ يتناول الموضوعات بزوايا ووجهات نظر متعددة.
وركز المحاضر حسين الضو على التلازم بين العلوم والفنون والمقصود بالعلوم ليس فقط العلوم الطبيعية وإنما يشمل حتى العلوم الإنسانية والاجتماعية. مما يؤكد على تلازم العلوم والفنون من جانب مع كل ما يتعلق بإنسانية الانسان.
وتساءل: لماذا الفنون والعلوم بهذه الأهمية؟ ما الذي يجعل الفنون والعلوم ركنين رئيسين في بناء أي حضارة إنسانية؟ بالنسبة للعلوم قد تكون الإجابة بديهية أكثر، ولكن في الحقيقة وكما يقول الروائي الإنجليزي أنطوني برجس في كتابه الأدب الإنجليزي ان هذه ليست وظيفة العالم الحقيقية.
وأضاف يعني ليس وظيفة العالم أن يساهم في إنتاج اختراعات جديدة، بل وظيفته الحقيقية هي أن يكون فضوليًا، أن يطرح الأسئلة ويحاول الإجابة عنها، بعض الأجوبة جعلت حياتنا أسوأ مثل معرفة كيفية انقسام الذرة واستخدامها في الحروب.
وأنهى الضو محاضرته قائلا: لو نظرنا للفنون أو الأدب وبالخصوص الرواية، وتساءلنا: هل تساهم الرواية بأي إضافة حقيقية لهذه القيمة؟ بمعنى آخر هل تساهم قراءة الرواية باكتشاف الحقيقة أو جزء منها؟ الإجابة باختصار، نعم، لأننا نستطيع تعريف أي شيء بعدة تعاريف مختلفة، وفق معارف مختلفة، وكل هذه التعاريف تمثل جزءا من الحقيقة.