باحث: كُتب العلامة الفضلي حاربت الفكر الماركسي والغربي
ذكر الباحث حسين الشيخ أن كتب العلامة عبد الهادي الفضلي واكبت متطلبات المرحلة وحاربت الفكر الماركسي والفكر الغربي وأهمية مواكبة العصر، مشيراً إلى أنه استحدث بعض الدراسات وربطها بالدرس الشرعي التقليدي.
وطرح المراحل الفكرية التي مرت بها مؤلفات العلامة الفضلي وتنوع عطاؤه بين المنهجية والفكرية، والتاريخية، والثقافة العامّة، والمؤلّفات التخصّصية.
كان ذلك في ندوة بعنوان «الدكتور الفضلي والعلاقة مع الكتاب: من التلقي إلى الإنجاز» التي نظمها نادي أقرأ كتابك بالقطيف يوم الإثنين في منزل الكاتب حسن آل حمادة.
ولفت إلى أنه ساهم في الحركة الثقافية بطابعها الحديث من خلال إنشائه للمجلات والمشاركة فيها: «النجف، الثقافة الدينية، الأضواء، الإيمان، رسالة الإسلام، البذرة»، وفي السلسلات الثقافية: «مختارات إسلامية، من هدي النجف، بحوث إسلامية».
وتحدث عن علاقة العلامة الفضلي مع الكتاب، مقسماً العلاقة إلى بيئتين واقعية وافتراضية، متناولاً سيرة الدكتور الفضلي فيهما.
وذكر أن العلامة الفضلي تأثر في ثقافته بمجموعة من أدباء البصرة، مشيراً إلى بداياته الأدبية التي كان منها مذكراته، متطرقاً إلى مطالعاته المبكرة والتي نتج عنها كتابًا بعنوان: «خمسون لغزًا ولغزًا» عندما كان عمره 11 عاماً، وفي عمر الثالثة عشر جمع كتابًا باسم: «عشرة أبيات وبيت مشكلة الإعراب».
وأوضح بأنه تميز بالتنوُّع والسعة في الاطلاع من قراءة الموسوعات، من قبيل: «الأغاني، والأعلام للزركلي، وشرح النهج لابن أبي الحديد»، إلى جانب مختلف أنواع الشعر، وفكر الإخوان، وجميع المؤلّفات الحركية في حينها، وعلى فكر الحركات اليسارية والثورية في ذلكم العصر.
وبين أنه كان لهذه الثقافة أثرها على إنتاجه العلمي بالرغم من ارتباطه بالحوزة، إلَّا أنّه هضم الكتب الحديثة، وتأثر بها ولازمته منهجيًّا في جميع ما كتب ونشر.
وتناول الباحث الشيخ طقوس الكتابة عند العلامة الفضلي ومنها الإفادة من القراءة في التأليف، يفيد من المحاضرة في الكتابة، التنظيم في الكتابة، يستثمر أوقات الفراغ أو الرحلات لكتابته، الاهتمام بالبطاقات، الهمّة العالية في البحث والرصد، إخلاص النية.
واعتبر الباحث الشيخ أن العلاقة المبكرة بالمطالعة لها دور مهم في التوجه نحو الكتابة والإبداع فيها، لافتاً أن قرار الكتابة لا يأتي بالفرض والإكراه.
وأضاف أن الارتباط المبكّر بالكتاب والمطالعة المستمرّة تكوِّن لدى الإنسان بيئة موزاية للبيئة الخارجية فتنعكس على شخصيته مستقبلًا، ومنها شخصيته العلمية والثقافية وما يصدر عنه من إنتاج معرفي.