”أسرية سنابس“ تستهدف الآباء والأمهات لإعداد ”الطفل القارئ“
نظم مركز التنمية الأسرية بسنابس أمسية بعنوان ”إعداد الطفل القارئ ما قبل المدرسة“، وذلك في مبنى مركز التنمية الأسرية بسنابس.
وهدفت الأمسية التي قدمها المدرب طالب الحاجي وأقيمت مساء الثلاثاء إلى تعليم الآباء والأمهات كيفية تعليم أبناءهم القراءة قبل دخول المدرسة، وكيفية علاج ضعف القراءة عند الأطفال المتعثرين.
واستهدفت المحاضرة التي شهدت حضورا مكثفا من المهتمين من المعلمين والمعلمات والآباء والأمهات.
وتضمنت الأمسية على: الكشف عن أسرار صعوبات تعلم الحروف وكيفية التغلب عليها، والتعرف على أشهر الطرق العالمية في تعليم القراءة، والتعرف على المرحلة العمرية المناسبة لبداية تعليم القراءة، ومعرفة مرض العسر القرائي ”الديسلكسيا“ ومؤشراته وطرق التعامل معه.
وبين أن مؤشرات الديسلكسيا تتفاوت حالاتها من بسيطة إلى حادة جداً، لافتا الى أنه لا يوجد علاج كامل للديسلكسيا لأنها مشكلة في التآزر بين العين والأذن، وهي عبارة عن خلل في بعض وظائف الدماغ.
وأشار الى ان المصاب بالديسلكسيا يجد صعوبة في الربط بين صورة الكلمة وصوتها مما يجعل عملية تعلم الهجاء والقراءة أمرا غسيرا عليه.
وقال ”يمكن التقليل من آثارها وتابع إلى أن هذه الفئة يتم معها التعليم الفردي المتخصص باستخدام برامج علاجية متخصصة“، مؤكدا إلى أنهم بحاجة منا للمراعاة والصبر، والكلمة الطيبة والتشجيع وعدم تحميلهم فوق طاقتهم.
ولفت إلى مؤشرات الديسلكسيا والتي منها عدم القدرة على تذكر أشياء معرفية مثل الألوان، الخلط بين الكلمات الخاصة بالاتجاه مثل فوق وتحت، وقوع متكرر واصطدام بأشياء، صعوبة في تعليم أناشيد الحضانة.
وذكر المدرب الحاجي أن أشهر طرق تعليم القراءة هي الطرق الجزئية ”التركيبية“، والطرق الكلية ”التحليلية“، والطريقة التوفيقية ”التوليفة المزجية“
وتطرق إلى مرحلة ما قبل القراءة ”مرحلة التهيئة القرائية“، من خلال التعرف على النضج السمعي، والنضج البصري، والمعجم اللغوي، مشيراً إلى ضرورة وأهمية التمييز بين هاتين المرحلتين الهامتين، وهي مرحلة التهيئة القرائية، ثم مرحلة تعليم القراءة.
وذكر بأن العمر الأنسب في تعليم القراءة الذي أشار له الباحثون هو 6 سنوات لأن غالبية الأطفال في هذه المرحلة العمرية يحققون النضج السمعي والبصري ويكون لديهم ثراء لغوي بالقدر الذي يؤهلهم للدخول في مرحلة تعلم القراءة.
وأشار الى انه في حال لم يحقق الطفل القدر الكافي من النضج البصري والسمعي والثراء اللغوي فلن يكون مؤهلا لتعلم القراءة حتى لو بلغ سن السادسة.
وبين الحاحي أن الطفل بإمكانه تعلم القراءة قبل سن السادسة بشرط أن يحقق النضح السمعي والبصري والثراء اللغوي.
ولفت الى أنه بإمكاننا الارتقاء بمستوى النضج السمعي والبصري والثراء اللغوي قبل سن السادسة من خلال تدريبات التهيئة القرائية.
وحذر من خطأ كبير قد يقع فيه بعض الآباء والأمهات وهو تعليم القراءة لأطفالهم قبل تحقيق ذلك النضج لأن له مردودات سلبية قد تمتد آثارها طول العمر مثل النفور من التعليم وبعض العقد النفسية.
وشدد على ضرورة توعية الآباء والأمهات بهذا الجانب، ”فلا يزج الآباء أطفالهم بالدخول في مرحلة تعلم القراءة إلا بعد تحقيق النضج السمعي والبصري والثراء اللغوي أي بعد المرور بمرحلة التهيئة القرائية“.
وشرح المحاضر الحاجي أن المقصود بالتهيئة القرائية هو تحقيق النضج الكافي في أمور ثلاثة وهي: النضج السمعي، النضج البصري، الثراء اللغوي.
وأكمل أن المقصود بالنضج السمعي ليس مجرد السماع بل القدرة على التمييز بين الأصوات المختلفة والمتشابهة وتمييز الأصوات المتنوعة للجمادات والكائنات.
وأضاف ليس المقصود بالنضج البصري هو مجرد القدرة على النظر وإنما القدرة على التمييز بين المؤتلف والمختلف في الأشكال التي يراها كالألوان والأشكال والأحجام والأضداد وغيرها.
واختتم أن الثراء اللغوي يتمثل في القاموس الشخصي للطفل وعدد الكلمات التي يتكلمها الطفل في حياته، فكلما زادت عدد المفردات التي يتكلمها الطفل تزداد معها بشكل طردي قدراته العقلية ويصبح أكثر قدرة على تعلم القراءة بيسر وفي فترة زمنية قصيرة.