آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 2:13 م

المجالس القرآنية تصدح بالذكر في شهر رمضان بالقطيف

إيمان الفردان، تصوير: سعيد الشرقي - القطيف

تشهد المجالس القرآنية في ليالي شهر رمضان بمحافظة القطيف حضورا كبيرا من قبل الأهالي، معتبرينها من باب التواصل بين أهالي الحي. فمكبرات صوت التلاوة اعتلت أسقف المنازل والحسينيات والمساجد مؤذنة ببداية طقوس عبادية في الشهر الفضيل.

واعتاد أصحاب هذه المجالس على ختم القرآن إما مرة واحدة أو مرتين أو ثلاث، فالبعض يختم القرآن مرة واحدة في ليلة العيد، والبعض الآخر يختمه مرتين، الأولى في النصف من شهر رمضان، والثانية ليلة العيد، فيما يختم بعض أصحاب المجالس القرآن ثلاث مرات، في الثلث الأول والثاني والثالث من الشهر المبارك.

المجالس القرآنية في رمضانوفتحت المجالس القرآنية قنوات تواصل بين الناس إذ يجتمعون ببعضهم مهنئين بالشهر الفضيل حيث يتوافدون على زيارة هذه المجالس للمشاركة في قراءة القرآن ويصطحب الآباء أبنائهم الصغار معهم لتتأصل هذه العادة لديهم بالإضافة لتعلم القرآن وحفظ آياته.

وذكرالحاج مهدي أحمد عقيل أن المجالس القرآنية تطورت فبالإضافة لتلاوة القرآن أصبحت تعقد فيها المحاضرات الدينية مشيرا أن هذه العادة تقام في منزلهم منذ 50 عاما وأكثر من عام 1388 هـ جري.

وقال لـ ”جهينة الأخبارية“ أن برنامج المجلس ”الدرس“ يبدأ عادة بعد وجبة الإفطار مباشرة فيجتمع في المجلس الأقارب والجيران والأصدقاء ويتناوب من يستطيع التلاوة على قراءة القرآن أما الأمي فيكتفي بالاستماع وإطلاق عبارات الدعاء والثناء على القارئين.

واعتبر ازدياد عدد مجالس القرآن دليل على قوة إيمانهم وتمسكهم بالقران فهم يهدون ثواب هذه التلاوة لأموات المسلمين بالإضافة إلى أن هذه المجالس تشجع الأجيال على تعلم هذه العادة والاستمرار عليها جيلا تلو الآخر ولا تنقطع.

وأبدت بلسم مهدي شوقها كل عام للأعمال العبادية الخاصة في شهر رمضان بقولها ”شهر رمضان في القطيف له نكهته الخاصة التي تميزه عن بقية الشهور، وذكريات أيامه ينتظرها الكبير والصغير بشوق، فيتداخل في النفوس شعور جميل مستمد من الارتباط الوثيق بين القرآن الكريم وهذا الشهر، فالشعور بالفرح وقت الفطور والسحور وأثناء القيام بالأعمال العبادية له قيمته في القلوب“.

المجالس القرآنية في رمضانمن جانبه، لفت الحاج باقر الصائغ أنه يتم التدقيق على ما يقرأ من آيات القرآن الكريم في مجلسهم من قبل الحضور العارفين فيبدأ برنامجهم القرآني لختم القرآن ليليا بقراءة القرآن الكريم وينتهي بدعاء الافتتاح وبعض الأدعيةو يختتم مرتين خلال الشهر الفضيل.

وتابع الصائغ إن عادة تكليف قارئ للقرآن نظير مبلغ مالي موجودة للآن ولكن بصورة محدودة، لافتا إلى أن من كان متعلما من الآباء والأجداد قليلون فيكلفون قارئ يتولى قراءة القرآن طيلة شهر رمضان أما الآن فيتناوب على القراءة الصغير والكبير في المجلس الواحد وأما البقية فينصتون للقراءة.

ومن جهتها، قالت زكية آل حمود ”إن مجالس الدرس عادة قديمة كتب الله لها الاستمرار وأن انتشارها بشكل كبير يدل على خصوصية الشهر الفضيل فشباب الحي يتوافدون ويبدون مشاركتهم في قراءة ما تيسر من القرآن الكريم“.

وأضافت المتحدثة، لم تكن قراءة القرآن محصورة بشخص محدد بل يتشارك عدة أشخاص على قراءة القرآن فيما بينهم وكانوا قديما يتخذون قارئا خاصا يقوم بالقراءة وبعد انتهاء شهر رمضان وختم القرآن تملأ ”زبيل“ - سلة كبيرة - بمؤنة العيد وتسلم مع مبلغ مادي للقارئ.

وأشادت آل حمود باهتمام الأهل بشكل خاص بإلحاق أطفالهم ببرامج ودور القرآن وتعليمهم الارتباط بالقرآن وتلاوته وتدبره، بالإضافة لازدياد إقبالهم على البرامج الدينية الرمضانية والتثقيفية في فترة المساء.