المحفوظ يدعو لتضافر الجهود لمواجهة العنف.. والمصطفى يطالب بشجاعة «اعتدال»
دعا الباحث والمفكر محمد المحفوظ إلى تضافر كل الجهود والطاقات، لمواجهة العنف كي تتمكن المجتمعات المبتلاة به، من التخلص منه.
وعلل ذلك بأنه يدمر الإنسان والأرض والنسيج الاجتماعي، مشيرا إلى أنه لا مصلحة باستمرار العنف في الوجود الاجتماعي والإنساني.
ورأى المحفوظ أن السيطرة على العنف «مهمة نبيلة» مشددا على ضرورة اشتراك كل الفئات والشرائح الاجتماعية في الوصول إليها.
وقال في مقال بعنوان «خطاب العنف.. مقاربة إنثربولوجية» نشر في صحيفة الرياض: ”كل المجتمعات الإنسانية بحاجة أن تنعم بالأمن والسلام، ولا خير في العنف مهما كانت دوافعه وموجباته“.
وفي سبيل مواجهة العنف طالب اشتراك الإعلام والتعليم والمسجد في حث الناس جميعاً على رفض العنف ومحاربته بكل الوسائل المتاحة.
ورأى أن خطاب العنف والإرهاب يشهد حضوراً مكثفاً على صعيد الخطاب الثقافي والإعلامي في الكثير من المجتمعات العربية والإنسانية؛ مشيرا إلى أنه يستهدف إلغاء الآخر سواء كان فرداً أو مجتمعاً أو حضارة.
ونفى ان يكون خطاب العنف ”ظاهرة محدثة أو وليدة حضارة“ مشيرا إلى وجوده في كل الحضارات وأنه ”ضارب بجذوره في تاريخ الحضارات كلها“.
وانتقد التعامل مع ظاهرة العنف بوصفها «خطابا إسلاميا أو ثقافيا»؛ مستدركا بأن ظاهرة العنف المعاصرة في الدائرة العربية والإسلامية، هي في أغلبها نتاج فهم ديني إسلامي.
بدوره؛ أشاد الكاتب الصحفي حسن المصطفى بإنشاء المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف ”اعتدال“، واصفا الأمر بأنه بداية لمأسسة العمل الفكري الناقد للبنى المعرفية والفقهية التي ينبني عليها العنف، وتشكل مرجعية رمزية وذهنية للإرهاب.
ورأى المصطفى في مقال له بعنوان «”اعتدال“.. ونقدُ الأسس المرجعية للعنف والإرهاب» نشر في صحيفة الرياض، أن الفكر المتطرف هو منظومة كامنة في ”لا وعي“ شريحة من المجتمع، في السعودية وفي كثير من الدول العربية والإسلامية، وحتى المجتمعات المسلمة في أوربا وأمريكا.
وعزا الكاتب بعض الأسباب الرئيسة في نشوء ظاهرة الإرهاب إلى غياب العدالة الاجتماعية في بعض الدول، وشح فرص العمل، وارتفاع معدلات البطالة، والشعور بالضعف، وفقدان الأمل.
وحذر من خطورة الفكر المتطرف الذي ينشره عدد كبير من الدعاة عبر القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي وحلقات التدريس.
واعتبر إن هذا الفكر هو «الرافعة للعنف» حيث يجعل حالة الغضب تتحول من مجرد شعور نفساني فردي، إلى تصرف عنيف تجاه الآخر.
ووصف المهمة المنوطة بمركز ”اعتدال“ بالمعقدة والصعبة معللا ذلك بالمواجهة النقدانية مع فكر آباء الإرهابيين المؤسسين والذين يقدسون بعض الكتب المرجعية، والنصوص ويرمون من يلامسها بالزندقة أو الهرطقة أو التكفير.
وطالب المصطفى بضرورة وجود شجاعة في نقد مرجعية الفكر المتطرف، وعدم محاباتها، لأي مذهب فقهي انتمت، أو طائفة إسلامية، أو تيار فكري أو سياسي.
وقال ”إن أي انتقائية في نقد التطرف، ستؤدي إلى التسامح مع شكل من أشكال العنف، على حساب العنف المضاد له“.