الشيخ السميّن: كثرة الذنوب تحرم صاحبها من لذة العبادة
أوضح الشيخ محمد السميّن أن هناك من يعاني من حالة التذبذب في التوجه إلى الله، ففي فترة من الزمن يمر بحالة رغبة بالتعبد والدعاء وزيارة مجالس الذكر، وفي فترة أخرى أو في موسم العبادة كليالي القدر وعرفة تصيبه حالة من الخمول، واصفا هذا التذبذب بالحرمان وعدم التوفيق.
وأشار إلى أن هناك من لايشعر بإصابته بهذا الحرمان بسبب الذنوب التي تكبر شيئا فشيء وتؤثر على قلبه وتسوده وتحرمه من الشعور بالخشوع ولذة العبادة، إذا لم يتب ويسارع بالاستغفار والتوبة إلى الله.
جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها مؤخرا في أحد المساجد بمدينة الدمام تحت عنوان «الجفاف الروحي».
وذكر الشيخ السميّن أن الروح الإنسانية تمر بأعلى مستوى وتفاعل تكاملي «الاستنفار الروحي»، وهو أعلى حالات التفاعل الروحي والإيماني وحالة من التوجه المطلق الكلي إلى الله سبحانه، لافتا إلى أن أدنى مستوى «النقوص الروحي» تصيب من ينقلب على عقبيه، ومابين هذه المستويات مايسمى بحالة النشاط والهمة وأقل منها مستوى «الجفاف الروحي» ثم «الشلل الروحي».
ولفت إلى أن حالة الجفاف الروحي هي حالة من التكاسل والخمول في الجوانب العبادية والروحية تسبق حالة الشلل الروحي وهو الإعراض عن العبادة والتوجه إلى الله تعالى، منوها إلى أنه بالإمكان تشخيص حالة الجفاف ومعرفة أسبابها وعلاجها.
ونوه إلى أن تلوث القلب وكثرة الذنوب والمعاصي تنعكس على صفاء الإنسان وسمو نفسه، مستشهدا بقول الرسول ﷺ ”إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد إذا أصابه الماء“.
وأوضح أن من علامات الجفاف الروحي هي عدم الخشوع في الصلاة والقيام لها وأدائها بكسلٍ وتثاقل، وكذلك قراءة الدعاء دون حضور قلب وإدراك معاني الكلمات التي يتلفظ بها فلايذوق حلاوة الدعاء والمناجاة.
ولفت إلى أن البعد عن الله تعالى يُفقد الإنسان لذة الشعور بالعبادة والدعاء فيأتي بالعبادات بشكل صوري فقط، مؤكدا أن هذه الحالة تحتاج إلى علاج وهو كثرة تذكر الموت وقراءة القرآن بخشوع وفهم معانيه ودلائله.