آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 12:18 م

«اللقيمات» سلطانة الحلويات تزين الموائد العربية والخليجية في شهر رمضان

فضيلة الدهان - تصوير: بندر الشاخوري - القطيف

تتزين الموائد العربية والخليجية في شهر رمضان المبارك بسلطانة الحلويات «اللقيمات» وهي لقمة كروية مقلية ذهبية اللون محلاة بدبس التمر أو القطر.

وتختلف مسميات هذا الطبق الشعبي في العالم العربي ففي مصر تسمى «لقمة القاضي» أو «الزلابيا»، وفي بلاد الشام تعرف «بالعوامات»، وفي دول الخليج تسمى «لقيمات» أو «صب القفشة».

وتتعدد مسميات هذا الطبق الشعبي في محافظة القطيف وضواحيها حسب لهجة كل منطقة ففي قلب القطيف تلفظ «تلاقيم» و«قيمات» و«عسلية» واحتفظت بمسماها «لقيمات» في تاروت وباقي المناطق.

وتتنوع السيدات في إعداد عجينة اللقيمات فمنهم من يستخدم دقيق جميع الاستخدامات أو «طحين رقم 2» مع إضافة الحليب أو الزبادي أو اللبن أو البيض مع المكون الرئيسي الخميرة الفورية ورشة الملح والماء.

وتترك لتختمر من «30 دقيقة - ساعة» وتصب بأطراف الأصابع في زيت غزير ومغلي.

وتطور إعداد الطبق فدخلت في مكوناته الجبنة ورشة الزعفران مع تزيين وجهها بالسمسم، إلا أنه ما زال يحتفظ بنكتهته الأصلية في أغلب بيوتات القطيف.

واستذكر حسن الشعلة - شيف وبائع - موقفاً محزناً مع اللقيمات، «عندما انتهيت من صب اللقيمات يدويا طلبت من والدي تقليبه حتى يستوي وأثناء ماهو يقلب انفجرت لقيماته».

وأضاف لـ ”جهينة الإخبارية“ أنه بدأ في إعداد طبق القيمات الذي تعلمه من والدته وعمته قبل أربع سنوات وشاركه مع المضائف في المناسبات الدينية حتى تطور وأصبح بائعاً للطبق.

وذكر أن هناك إقبال شديد على اللقيمات على مدار العام ولا يقتصر برمضان فقط، مرجعاً هذا الإقبال بأن بعض الأسر لا تأكل هذا الطبق في بيتها ألا في شهر رمضان فتبحث عنه على مدار العام.

وأضاف أن السيدات تمتنع عن طبخه خوفاً من الحروق التي يسببها انفجار اللقيمات أثناء قليها.

وأشار أن الإقبال على اللقيمات تضاعف عندما تغيرت طريقة صبه له من يدوي إلى آلة أتوماتيكية بحيث تصب اللقيمات بأحجام متساوية.

ولتفادي انفجار اللقيمات نصح بالاعتدال في مقادير الخميرة وعدم تخمير العجينة فترة طويلة واخراج الهواء منها.

وذكرت المدربة الرياضية هيام الموسى أنها بدأت إعداد طبق «اللقيمات» بعد زواجها وتعلمته من والدها الذي كان مسؤول عن الإمداد والتموين في العسكرية.

وتعتبره من أفضل الأطباق في رمضان وأسرتها تهتم بوجوده على السفرة إن لم يكن يومياً فيكون يوم بعد يوم.

وأوضحت طريقتها في صبه بحيث تضع أطراف يدها في ماء ثم تباشر بصب جزء من خليط العجين حتى تكون مدورة وشكلها مرتب.

واعترفت نهى الدهان أنها لا تجيد صب القيمات بشكله الكروي جيداً حتى الآن، وأن طفلها تعجبه إخفاقاتها في صبه لا سيما إذا تشكلت اللقمة بصورة بطة أو قلب أو دببة.

وأشارت الى أنها تستخدم في صبه ”ملعقة حليب الأطفال الرضع“ لتقدمه بشكلها الكروي.

وذكرت أنها تعلمت طبخ القيمات المقرمش بالطريقة السهلة من أختها وبدأت في إعداده بعد زواجها، وتقدمه بدبس التمر، وتكتفي في تحضيره مرة أسبوعياً من شهر رمضان لارتفاع سعراته الحرارية.

وأشارت إلى أن مقاديره متوفرة على الدوام وهي عبارة عن كوب من الطحين والماء وملعقة خميرة فورية وملعقتين حليب.

ونصح أخصائي التغذية صبري الغاوي بتناول اللقيمات بالدبس أو العسل مع مراعاة عدم غمره بهما.

وأضاف أن الدبس والعسل يساعدان على رفع قيمة الطبق الغذائية نظراً لإحتوائهما على الفيتامينات والأملاح المعدنية.

ولفت إلى أن طبق اللقيمات «120جرام» يحتوي على 450 سعرة حرارية «تقريبا»، والقطعة الواحدة 42 سعرة، 21%بروتين، 1,5%دهون، مفضلاً عدم الإكثار منهما وتناول حبتين إلى خمس حبات فقط.

تجدر الإشارة إلى أن اللقيمات «لقمة القاضي» ظهرت في القرن الثالث عشر ميلاد ببغداد وانتشرت عند العرب والأتراك وفي شوارع الإسكندرية لاختلاط المحليين باليونانيين لحقب زمنية طويلة، وهي تشبه حلويات «الدونات» العالمية في الهشاشة والقرمشة.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
محمد ولد الداد
30 / 5 / 2017م - 10:55 ص
وينك يامريم نور
تشوفي البلا اللي احنا فيه