خبز التاوة رفيق السفرة الرمضانية في القطيف والأحساء
ارتبط خبز التاوة الذي هو من أقدم الأكلات الشعبية في التراث الرمضاني العريق بالسفرة القطيفية والأحسائية حيث تفوح رائحته الشهية معلنة قرب شهر رمضان.
ومازالت غالبية أهالي القطيف والأحساء يحرصون قبل شهر رمضان المبارك على توفيره في إعداد طبق الثريد الذي يعد أساسيا على المائدة الرمضانية.
وتقضي أمينة المشهد ”أم علي الجشي“ في كل عام من شهر رمضان وقتا طويلا أمام حرارة موقد النار في فناء منزلها لاعداد خبز التاوة الذي يعد من الأكلات الشعبية الرمضانية حيث ارتبط اسمه بشهر رمضان فلا يكاد يخلو منزل منه لاعداد الثريد.
وتحدثت لـ «جهينة الأخبارية» عن بداية ارتباطها باعداد خبز التاوة ومن ثم بيعه.
وقالت ”عندما كنت صغيرة أحببت تجربة عملية الخبز كنت أقوم بعجن الطحين وأخبز على التاوة عندما تكون والدتي خارج المنزل وأحببت صنعه بعد تجربة الخبز التي يوما عن يوم اجدتها“
وعن طريقة إعداده أشارت الى أنها تقوم بتسخين التاوة بعد عملية عجن الخبز المكونة من مزيج من الطحين والماء والملح والسكر وقليل من الخميرة وبعد تخمرها تقوم بوضع العجينة على التاوة وتحركها بيدها وتلفها على التاوة بشكل دائري مكونه قرصا وبعدها تستطيع إضافة بعض المواد والنكهات كالجبن والزعتر واللبنة والعسل والنوتيلا.
وأضافت، أن إعداد خبز التاوة لم تعد مقتصرا على النساء وإنما أصبح الرجال أيضا يمتهنونها فمن الملاحظ كثرة من يعدونها من الرجال في الأسواق الشعبية وهذا دليل على أنها مهنة رابحة.
وبينت إن نسبة إقبال أهالي القطيف على خبز التاوة في شهر رمضان كبيرة لأنه رفيق السفرة الرمضانية، لافتة إلى أن سر شغف الناس على تناوله عائد لهشاشته ورقته ومن ذلك أطلق عليه ”خبز الرقاق“.
وعن أسعار بيع خبز التاوة قالت ”إن قرص الرقاق المالح والمحلى له سعر خاص يبدأ من ريال إلى ريالين أما إذا كان بإضافات ونكهات فإن سعره يبدأ من خمسة ريالات وأكثر أما كيس الخبز المكون من سبعة وثمانية أقراص فإن سعره عشرة ريالات“.
ومن جهتها، ذكرت سلمى محمد أن أهل القرى يتفننون في صنعه وإجادته حيث يؤكل مع المرق ”الثريد“ أو مع اللبن والزبادي، مشيرة أن أسماءه متعددة فالبعض يسميه خبز الرقاق والبعض خبز التاوة أوالمسح كما عند الاحسائيين.
وأضافت، أنه بالإضافة لكونه موروث شعبي أصيل إلا أن له عائد اقتصادي جيد ويمارس البعض هذه المهنة كنوع من الاستثمار بالتعاون والتعاقد مع بعض الجهات ذات الاهتمامات الشعبية في المنطقة لتوفيره في مراكزها.
وذكرت أنها حاليا تقوم بعمل دورات للكبار وللاطفال عن طريق بعض المراكز الخاصة ذات الاهتمامات الشعبية من أجل الحفاظ على هذا الموروث الشعبي وأيضا لحب الناس لهذه الأكلة.
ومن جانبه، أوضح الحاج محمد علي أنه يفضل خبز التاوة مع الثريد أكثر من خبز التنور وقت الافطار.
وبين أن محافظة القطيف اشتهرت منذ زمن بعيد به ويباع حاليا في الأسواق الشعبية والمهرجانات التراثية وبحسب الحاج محمد فإن التاوة قطعة دائرية تصنع من حديد توجد في كل بيت واليوم حل محلها الأجهزة الكهربائية الحديثة.
وبدورها، قالت زهراء علي ”أحب أجواء خبز الرقاق حيث يتحلق الأطفال حول أمي وهي تقوم بعملية الخبز ويتنافسون على خبز آخر العجينة والتي يطلق عليها“ الحناوة ”أو“ اليعامة" عند الاحسائيين وهي خبزة صغيرة من باقي عجينة خبز التاوة.
وفيما يتعلق بتطور إعداد خبز التاوة، لفتت منال علي أن خبز التاوة يمر حاليا بمراحل تطور إلا أن الأصلي هو الأساس والأكثر إقبالا فبالإضافة لإعداده بالنكهات أصبح أيضا ملونا بألوان متنوعة كالأصفر والأخضر والبرتقالي وغيره وبنكهات الفواكه كالمانجو والأفوكادوا والليمون والفراولة.
ومن جهتها، ذكرت رباب الفردان أنه ما أن يقترب شهر رمضان حتى تقوم نساء الحي قديما بإعداد وتجهيز خبز التاوة وذلك في ”حوش“ البيت أو ”الحوي“ حيث يتحلق الأطفال حول الأم أو الجدة وهي تخبز ويقومون بمشاركتها في تهذيب الخبز بالمكشط الخاص بالخبز.
وأضافت أنها تفضل خبز التاوة الخالي من النكهات الذي يوضع بالصينية ويرش بمرق اللحم مع الخضار في سفرة الإفطار.
