مختصون: الصدق المتبادل بين الزوجين يعتبر جوهر العلاقة الزوجية
أكد مختصون في علم النفس والأسرة، أن الصدق في الحياة الزوجية يحيلها إلى جنة وارفة الظلال، منوهين إلى أن الكذب بين الزوجين له آثاره السلبية على حياة الزوجين، وتتعداه إلى أفراد الأسرة بمجملها.
استقرار العلاقة الزوجية
وبين الأخصائي النفسي ناصر الراشد على أن الصدق والصراحة وقود الثقة التي تعد من أهم عناصر نجاح واستقرار العلاقة الزوجية والتوافق الزواجي.
وأشار إلى أن الحياة الزوجية والعلاقات العائلية تقوم على أساس الثقة الكاملة المتبادلة بين الزوجين، لافتًا إلى أن تدمير هذه الثقة يؤدي إلى زعزعة الاستقرار وانهيار الأمن العائلي.
وأوضح أن الكذب يمثل أحد السلوكيات التجنبية التي قد يلجأ إليه أحد الزوجين، سعيًا بتشويه وتزييف الحقائق أو إنكارها بشكل جزئي أو كلي أو إنشاء قصص ومواقف غير واقعية.
ولفت الى أن أكثر حالات عدم قول الصدق بين الزوجين تكون في حال وجود علاقة خارج الإطار الأسري خاصة من طرف الزوج، ليكون الغرض منها إخفاء الحقيقة.
وأرجع ذلك لخوف الزوج من فقدان المكانة في العلاقة الزوجية وتراجع استقرار العلاقة الزوجية ومكاسبها.
وقال: أحيانًا قد يكون الكذب بإخفاء حقيقة معينة عن الزوج أو الزوجة، معللاً ذلك للتوقعات أو الاستنتاجات المسبقة بعدم موافقة أو تقبل الزوج أو رفض الزوجة لفعل معين يصدر من الطرف الآخر.
وأوضح أن الكذب في العلاقة الزوجية يؤدي إلى ظهور بعض الصفات الغير نبيلة كالخداع والغش والخيانة وغيرها من السمات التي تهدد الكيان الأسري.
وأفاد أن بعض أهل العلم لا يرون جواز الكذب إلا في حال الضرورة القصوى، في حين لا يراه آخرون، مؤكدين على الصدق.
وأشار إلى أن جواز الكذب في العلاقة الزوجية في بعض المواقف من الأمور الأكثر جدلاً، مسألة جواز الكذب في العلاقة الزوجية في بعض المواقف.
تأثير الكذب
وأكد عبدالله العليوات - استشاري أسري وأخصائي اجتماعي في مركز التنمية الأسرية بسنابس - أن للكذب آثار سلبية في العلاقة الأسرية وله تأثير على أفراد الأسرة جميعًا.
وبين أن الصدق مطلوب والكذب مذموم، منوهًا إلى أنه مع اختبار الحالات الواردة في الاستشارات الأسرية لديهم لا توجد ظاهرة الكذب.
وقال: هناك افتراء جزئي وبسيط على بعضهما البعض، حين وقوع الطلاق أو الخلاف العميق أو الفجوة بين الزوجيين، قد أسميها أنماطًا من الأخطاء قد وقع الزوجين فيها.
وحذر من أن يكون الكذب صفة ملازمة لكل من الزوجين، موضحاً أن الكذب يصل بالشخصية إلى النار بعدما أوصلها للخيانة المؤذية للفجور - والعياذ بالله -.
وشدد على الصدق لمن يسعى في الابتعاد عن المشاكل مهما كانت مبررات الكذب في نظره والعمل به.
وذكر أن من آثار الكذب على الحياة الزوجية زعزعة الثقة والأمن الأسري، مشيرًا إلى أنه يصل بهما إلى الانفصال بعد أن حطم الجدار العاطفي وأقام الخلافات المستمرة بينهما.
وقال: إن الكذب الأبيض يدفع الضرر ويصلح الشقاق، لأنه محمود للتعايش السلمي وزيادة الود بينهما وإعادة الاشتعال لجدوة الحب فيما بينهما.
وبين إن صدقت نظرية الكذب في المجال الأسري بين الزوجين، فإنها نابعة من حقيبة الخلافات الزوجية كسوء الفهم وعدم فهم نوعية الاتصال بينهما، من حيث تفسير الكلام وعدم القدرة على ضبط الانفعالات لتحليل المواقف والمشاعر بين الزوجين.
ودعا إلى الصراحة والصدق بين الزوجين لأنهما صفتان مطلوبتان لاستمرار الحياة الأسرية والعلاقات الاجتماعية، وتقوية صرح وكيان الأسرة.
وأوضح أن سوء الفهم بين الزوجين وعدم فهم نوعية الاتصال بينهما من حيث تفسير الكلام وعدم القدرة على ضبط الانفعالات لتحليل المواقف والمشاعر بينهما نابع من حقيبة الخلافات الزوجية.
ونوه أن عدم تقدير الاحتمالات المفتوحة والمغلقة، والخوف من العنف المضاد الجسدي والنفسي واللفظي، وعدم المعرفة بالحقوق والواجبات الشرعية والحياتية والقانونية منها يزيد من الشجار بينهما.
وقال: بيت يحتوي الزوجين بالتعايش السلمي بينهما، ليساعد أحدهما الآخر، لينال السعادة الأسرية وراحة البال، التي تنعكس على الأفراد بالمودة والرحمة والعطف ويسود التعاون والانسجام بين أفراد الأسرة الواحدة، التي هي لبنة المجتمع.
الكذب يسلب الثقة
وأشار الشيخ صالح آل إبراهيم الى أن العلاقة الزوجية إذا قامت على الكذب يترك آثارًا سلبية ونتائج وخيمة على الحياة الزوجية بينهما.
ولفت إلى أن الكذب يسلب الثقة بين الزوجين والتي تعد حجر الأساس في العلاقات الزوجية.
وأشار إلى أن الكذب يؤدي إلى إضعاف أواصر المودة، وإيجاد الخلاف والنزاع بين الزوجين.
وشدد على الثقة بين الزوجين لأنها أساس أي علاقة زوجية صحية ومتينة.
وأكد على الصدق الذي لا تتحقق الثقة بينهما دونه.
وذكر أن الكذب من الصفات الأخلاقية الذميمة الغير جائزة شرعًا لما يترتب عليها من مفاسد روحية وأخلاقية واجتماعية، مضيفًا أن عدم جوازه ساري في العلاقة الزوجية.
ونبه الى أن الكذب بين الزوجين يجوز في موارد وحالات استثنائية منها دفع الضرر عن نفسه، أو من أجل إصلاح الشحناء والتباغض بينهما.