طاقتك العقلية
طاقتك العقلية التي تحتكم عليها هي مفتاح واقعك. صحيح أنك تعيش في عالم مادي، إلا أن كل شيء من حولك له صلة بعالمك الخفي من مُعتقدات وأفكار. لذى يتوجب عليك أن تتعلم مهارة السيطرة على أفكارك، التي بدورها تهيمن عليك وتسيّر حياتك.
ما أن تأخذ بحقيقة أن عقلك هو مصدر الأوامر، وأن طاقتك العقلية اللامتناهية لا تعترف بالمستحيل، تتولد لديك الرغبة في اكتشاف المجهول وذلك بالنظر إلى الداخل. معظم الناس يعتقدون ويشعرون خلاف هذا المفهوم، فهم ينسبون كل شيئ إلى الظروف المحيطة بهم، متناسين أن الطاقة العقلية المتمثّلة في قوة الأفكار الصادرة مِنْهُم، هي من تخلق تلك الظروف، وبالتالي تبتكر ذلك الواقع.
عقلك الباطن هو خزان معتقداتك. عندما تتخذ قرارًا بتغيير ظروف حياتك الخاصة بك، والتي اخترتها لنفسك، هنا تبدأ مهمتك ببرمجة عقلك الباطن وإن كانت تتطلب بعض المهارات. تبنيك للأفكار الإيجابية والعمل على تكرارها وتغذيتها بما يُقويها من شُحنات عاطفية، يجعل من تلك الأفكار حقيقةً واقعة تتحول بدورها الى صُوَر ذهنية، تظهر وتتجلى في العالم المادي بما يعود عليك بالمنفعة.
من الأهمية بمكان أن تَحْذر أفكارك المعتادة، وأن تقوم بتعديلها وما يتناسب ووضعك الحياتي الراهن، حتى تتمكن من الحفاظ على موقف عقلي إيجابي. لا تكن مهووسًا بكل فكرة تدخل إلى عقلك، كل ما عليك ببساطة هو أن تثق بعقلك الباطن وبأنه سيبادر بإرشادك الى كيفية استبدال أو تعديل تلك الأفكار بأخرى تعينك على تحقيق أحلامك وخلق عالمك الذي تسعى لبنائه وتشييده، متى ما شعر «عقلك الباطن» أن تدخله بات ضروريًا.
ليس من الحكمة أن تتخلص من كل الأفكار التي ترد إلى عقلك، فكل ما يحتاجه بعضها، هو شيئٌ من الترويض قبل أن تُصبح تلك الأفكار أكثر تقبلًا واستحسانًا. السيطرة الواعية على ما يدور داخل عقلك من تصورات بغض النظر عن مصدرها، هي ما تجعلك أكثر قدرة على إدارة تلك الأفكار والمعتقدات العشوائية والوصول إلى حالة من الرؤية الواضحة لكل ما يجري داخل حدودك الشخصية.
أفكارك ومعتقداتك هي المكون الأساس لتلك اللوحة المثالية التي تحاول رسمها لنفسك والتي تعكس حياتك وواقعك الطبيعي. سيطرتك وإدارتك لتلك الأفكار والمعتقدات يعني تحكمك وهيمنتك على عالمك الخارجي والذي يعتبر هو الآخر مكون أساس من تلك الأفكار. طاقتك العقلية قوية جدًا، وبها يمكنك أن تبني وتصنع وتخترع وتُبدع، كما أنه بإمكانك أيضًا أن تُدَمّر وتهدم وتخلق عالمًا من الفوضى. كل ذلك يبدأ بفكرة وينتهي بفكرة. طاقتك العقلية سلاح ذو حدين، بل هي أداة تتقن عملها بشكل حرفي بديع. وظّفها أحسن توظيف تصنع عالمك وواقعك الذي تتطلع لبنائه وتسعد لرؤيته.