اختصاصي: التربية الخاطئة والعنف الأسري مسبب للاكتئاب
ذكر الإختصاصي النفسي جلال عبدالناصر أن الاكتئاب كغيره من الإضطرابات النفسية ومسبباته معروفة إما وراثية أو عصبية أو أجتماعية، مبينا أن التربية الخاطئة أو العنف الأسري بأنواعه المباشرة وغير المباشرة تسبب عدم توازن واستقرار في الشخصية، وعليه قد يظهر الاكتئاب على الطفل أو المراهق نتيجة هذا العنف أو المشاكل الأسرية.
وأشار إلى أن الاكتئاب والقلق يكونا مرتبطان ببعضيهما في كثير من الأحيان، موضحا أن الاكتئاب عبارة عن شعور بالحزن وصعوبة في الحصول على المتعة بالحياة، أما القلق فهو خوف مستمر من المستقبل.
ولفت إلى أن الاكتئاب أو غيره من الإضطرابات النفسية لاتُعد مؤشرا لضعف في شخصية الإنسان أو كما يطلق عليها في علم النفس انخفاض مستوى الأنا، وهناك الكثير من الشخصيات العالمية المعروفة بصلابتها انهارت وأصيبت بالاكتئاب.
وقال لـ «جهينة الإخبارية» اليوم الأحد: ”تعتمد الإصابة بالإكتئاب على حسب الحالة ونمط الشخصية، فمثلا قد يثصاب شخص بالاكتئاب نتيجة لفشله في اختبار الجامع، فيما يصاب بالاكتئاب آخر مر بظروف شديدة كفقدان زوجة أو أحد الأبناء بطريقة مفاجأة“، موضحا أن الأول يصنف ضمن الشخصيات التي تملك الاستعداد للإصابة بالمرض النفسي، على عكس الشخص الثاني الذي مرّ بظروف مشابهة للأول إلا أنه لم ينهار إلا لحالة الوفاة فقط.
وعدّد أعراض الاكتئاب الشائعة ومنها فقدان الرغبة في الأكل، الميل للإنطواء وحزن شديد، منوها إلى أهمية مراجعة العيادة النفسية عند إستمرار هذه الأعراض لأكثر من أسبوعين، وذلك لتقييم الحالة وتشخيصها وبالتالي علاجها من الجانب الدوائي والنفسي، وقال: ”يدخل المصابب الاكتئاب في برنامج قد يصل إلى 22 جلسة حسب شدة الاكتئاب“.
ويرى أن أبرز الأسباب التي تدعو المريض للتأخر عن مراجعة أخصائي نفسي هو الخوف من الوصمة الاجتماعية، حيث يخاف المراجع بأن الآخرين سوف ينظرون إليه بأنه أصبح يشكل خطر على نفسه أو على الآخرين بمعنى آخر كما يطلق عليه في المجتمع «مجنون»، بالإضافة إلى المفهوم الخاطئ للجانب الديني فكثير من المرضى يقوم بمعالجة الأعراض عن طريق رجال الدين معتقدين بأن الحالة هي عبارة عن سحر أو حسد وبذلك يضيع الوقت ويصل المصاب إلى العيادة النفسية في وقت متأخرأو مرحلة متقدمة من المرض.
ونوّه إلى أن المجتمع السعودي تطور عن السابق، وأصبحت مراجعة العيادة النفسية أمر مقبول لديه مقارنة بالسابق.