منتدى الثلاثاء العلاقات والبناء
للمنتديات دور فعال في الحراك الفكري والثقافي، يتضح ذلك من خلال المشاركات المتنوعة فيها، لأنها تتيح الفرصة لأي مهتم أن يرى ذاته من خلال المناقشة أو الاعتراض على الفكرة المطروحة. وفي منطقتنا ازدهرت هذهالمنتديات خلال عقدين المنصرمين، وكان لها دور واضح على المستوى الثقافي لدى الناس. وبصفتي عضوا في منتدى الثلاثاءالثقافي، الذي اختتم موسمه السابع عشر، الحافل بنوعية المشاركين فيه، وبالندوات المتميزة، طارقا احتياجات النخبة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية الى قضايا متعددة، إضافة الى فعالياته المصاحبة.
إن دور المنتديات كان واضحا لي، لهذا يصب مقالي عن منتدى الثلاثاء الثقافي لكنني لا أغيب دور المنتديات الثقافية الاخرى في المنطقة. إذ لا يخفى على أي متابع للمنتدى ما تقوم به اللجنة المنظمة من جهد متواصل من بداية الموسم، الذي يرشح فيه رئيس للجنة؛ للتنسيق والمتابعة وتوزيع المسؤلياتلكل عضو، إضافة الى إدارة الجلسات التنسيقية، التي تعقد في مستهل كل شهر، كما أن هناك جلسة خاصة مع الهيئة الاستشارية، التي تضم نخبة من المثقفين والكتاب، ممن لهم اهتمامات ثقافية على مستوى الوطن. ويتركز دور هذه الهيئة الاستشارية على مناقشة المواضيع المهمة، التي يحتاجها المجتمع، وترشح الشخصيات المستضافة في هذا الشأن؛ ليتم - بعد التحضير وعتماد مسمى الندوة - التواصل مع الضيوف، ومتابعة اجراءات سفرهم وتهيئة مواقع اقامتهم، ان كانو من خارج المنطقة.
وتتنوع طبيعة الضيوف، بحسب كل ندوة من حيث الاهتمامات التي من شأنها اكساب الضيف معارف وخبرات ذات طابع عن اهل المنطقة، فضلا عن تكوين علاقات مع مثيقفيها، والوقوف عند ابرز الفعاليات والمناشط المختلفة في المنطقة، فلا يغادر الضيف المنطقة الا وجعبته ممتلئة من المعارف والعلاقات والخبرات عن المجتمع القطيفي.
على مستوى العلاقات أتاح لي المنتدى فرصة كبيرة؛ لبناء علاقات ومد جسور مع كفاءات ونخب ثقافية من خارج المنطقة الشرقية، والتي تشمل التنسيق المبدئي معهم، واستقبال، واستضافتهم للإقامة بالمنطقة، وصحبتهم لزيارة شخصيات المنطقة والتعرف الى معالمها، وهو الأمر الذي يجعل الضيف صديقا ومحاورا، اكتسب منه ألوان الثقافة والمعرفة وخلاصاتها، وكثيرا ما يبدي لي الضيف انطباعته، وما يخالج شعوره اتجاه من يلتقي بهم؛ مستفسرا مني عن انطباعتهم وآرائهم ومستشيرا لي فيما يتلاءم مع هويتي الناس وثقافتهم؛ ليكون حديثه على اتم وجه. وعقب كل ندوة يجزل علي الضيوف ثناءهم وإشادتهم ويدعونني للتواصل معهم عبر حساباتهم الشخصية وهواتفهم.
ان منتدى الثلاثاء الثقافي ليس مجرد ملتقى ثقافي عابر، تناقش فيه الامور ليلة ما، بل هو ملتقاً صانع للثقافة ومؤسس وفي لها، حاضن للتجاهات الفكرية، متناغم معها، أخذ صيته على مستوى الوطن ووجد له مكانا مرموقا، نلحظ ذلك من الرسائل التي ترسل لنا، يعبر مرسلوها عن عميق إعجابهم وجميل ثناءهم على التواصل وإقامة الندوات الهادفة، حتى صار المنتدى محط رغبة الكثيرين في المشاركة.
وختاما اقدم اجمل باقات الشكر والتقدير لراعي المنتدى الاستاذ جعفر الشايب، الذي له الدور الكبير في نجاح هذا المنتدى الفكري طوال السنوات الطويلة.