الأخصائية البقشي: الدلال الزائد يقيد مستقبل الطفل فلا يتحمل المسؤولية
ذكرت الأخصائية الاجتماعية هدى البقشي بأن الطفل المدلل هو نتاج تربية متساهلة لا يحكمها الانضباط، مشيرة إلى أن الوالدين الذين يغرقان الطفل بجرعات زائدة من الاهتمام والرعاية ويعاملونه كأنه الوحيد في هذا العالم، ويتوجب عليهم أن يلبوا جميع رغباته، لا يدركان ساعتها أن ذلك سيشكل خطرًا على مستقبله وخطرًا عليهم أيضًا.
وبينت أن الدلال الزائد يقيد مستقبل الطفل، لأنه سيخلق منه شخصية غير قادرة على تحمل المسؤولية ولا يتحلى بالصبر، وقالت: ”إن الطفل المعتاد على التدليل، تصبح لديه متطلبات كثيرة، قد لا تقوى الأسرة على الوفاء بها دائمًا وقد تجعله دكتاتورًا صغيرًا يحب السيطرة على كل من حوله“.
ونوهت إلى أنه بالتالي يكون طفلاً أنانيًا يسعى للحصول على كل شيء ولو على حساب الآخرين، وعندما يكبر تحدث له مشاكل تكمن في عدم التكيف مع البيئة الخارجية - المجتمع -، حيث يعجز عن مواجهة الحياة بمواقعها المختلفة.
ولفتت إلى أنه عندما يصبح رجلاً ولا يجد نفس الاهتمام والحب ممن حوله كسابق العهد، فهو إما أن يصبح عدوانيًا أو ينسحب وينعزل عن المجتمع، مؤكدة أن المدللون ينشأون عادة غير مكترثين لمستقبلهم العملي أو لحياتهم الخاصة أو العامة، فيكون الفشل حليفهم ولا يجني الآباء في النهاية إلا الحسرة والشعور بخيبة الأمل.
وأضافت: ”إن الدلال الزائد يغرس في نفس الطفل الأنانية والفوضى والعناد وقسوة الطباع، مما يجعله مصدر إزعاج للآخرين يريد كل شيء أن يكون تحت تصرفه، لأنه اعتاد أن تلبى جميع طلباته من دون تردد سواء من أحد الوالدين أو من كلاهما“.
من جهة أخرى، أوضحت بالنسبة للزملاء في دائرة العمل فإنه من المفترض أن تسود العلاقة الاحترام المتبادل، بحيث لا يتعالى أو يتطاول أحدهم على الآخر ولا يتملق له بحجة منصبه الكبير مثلاً أو لأنه قريب أو بكونه إبن فلان، مؤكدة أن هذا يدعو إلى الفشل في العلاقة المهنية وبالتالي تدني الإنتاجية في العمل.