مقلدو أساليب موضة «الحداثة».. تكرار رديء لأعمال رديئة في الغرب
التجريدية تسيطر على أعمال المعرض التشكيلي لفناني وفنانات القطيف
شهد المعرض السنوي السابع عشر لفناني وفنانات القطيف تطورا ملحوظا على مستوى المعروضات والتي تظهر جلية من خلال الجهد الذي بذل من قبل القائمين والمشاركين فيه لرفع مستوى الأعمال التشكيلية، إضافة لحرصهم على استبعاد بعض الأعمال المنسوخة التي تشكل ظاهرة ترافق معظم المعارض الجماعية وتؤثر سلبا على مستواها الفني والإبداعي.
وتضمنت الدورة الحالية من المعرض مشاركة 64 فنانا وفنانة من ضمنهم مشاركة الفنان البحريني عباس موسوي، فيما تنوعت أعمالهم بين الواقعي والانطباعي والسريالي والتجريدي، فيما احتوى المعرض على بعض مقلدي أساليب موضة «الحداثة»، وهي تكرار رديء لأعمال رديئة في الغرب.
ومن الملاحظ سيطرة الاتجاه التجريدي على كثير من التجارب الجدية، فكان من اللافت للأنظار تجربة فاضل أبو شومي وهو عمل جيد لولا الخلفية بلون محايد هو الرمادي.
وعمل محمد الحمران لولا استخدامه الأبيض والأسود كلونين رئيسيين «رغم أنهما ليسا أصلا من ألوان التصوير التشكيلي»، وعمل جاسم الضامن الذي وصل إلى التجريد اللوني الخالص بقوة، وكذلك عمل حسين الحبيل الذي تراجع عنده العامل الزخرفي والتزييني لصالح التصوير التجريدي.
وتميز أيضا عمل أحمد البار الذي اعتمد على سيطرة لونين متضادين قويين الأحمر والأزرق، وكذلك عمل الفنان المخضرم عبدالله المرزوق التجريدي الخبير الذي أثر على قيمته التصويرية نمنمة الخط العربي والزخرفة.
كما لم ينج عمل هويدا الجشي من الزخرفة في أعلاه وأسفله، بينما ضعفت القوة التصويرية في مشاركة الفنان حسين المصوف بسبب إلصاقه على السطح ما يشبه الأعشاب البحرية.
وتميز عمل الفنان كميل المصلي الذي قدم لوحة تصويرية تشكيلية حقيقية تنجو من «الموضات» غير المبررة الآتية من الأعمال الفاشلة في الغرب.
كما تميز عمل الفنانة سعاد وخيك، المصورة والملونة الجريئة التي قللت في عملها المعروض من العناصر الزخرفية والتزيينية لصالح قوة التصوير وقوة اللون وتجاوراته المبدعة.
وقدم الفنان البحريني المخضرم عباس الموسوي لوحة رائعة تعتمد على التبسيط تصور وجه فتاة يستخدم فيه ضربات الريشة الجريئة والقوية والمتناغمة.
ومن المخضرمين المشاركين في المعرض الفنان عبدالعظيم شلي الذي شارك بعمل سريالي يعكس مقدرة تصويرية هائلة لم يترجمها الفنان إلى أعمال إبداعية لانشغاله بأمور أخرى.
فيما صور الفنان الانطباعي المخضرم منير الحجي نخلة القطيف بألوان قوية ومنسجمة، كما قدم سامي الحسين لوحة الطيور بألوان قوية متناغمة تعكس خبرته كملون قوي.
وقدمت سيما باقي لوحة تقوم على تبسيط الشكل، فيها انسجام واستخدام للأزرق والأصفر بمقدرة عالية، وقدمت هدى القطري أربع لوحات صغيرة ضمن اطار واحد تراوحت بين سيطرة العامل الزخرفي في اثنتين منها، وسيطرة العامل التصويري في الاثنتين الباقيتين.
ولا بد من التنويه أيضا بأعمال الفنانين عباس آل رقية، الملون القوي الذي صور البيئة الاجتماعية المحلية، وكذلك عمل الفنان حسن أبوحسين المنفذ بواقعية دقيقة رغم الأجواء السريالية التي يعكسها عمله، وكذلك التنويه بمائية الفنان سارا الكزاز.
ومن أعمال التصوير التشكيلي التي تلفت النظر أعمال الفنانين زهراء السويداني وصلاح الناصري، ومن الأعمال الهامة أيضا عمل الفنان إبراهيم الخبراني الذي يقدم تجريدا قويا بالألوان الرئيسية، وينجح عمله بقوة.
كما لم يخل المعرض من أعمال لفنانين راوحوا مكانهم ولم يأتوا بجديد، إضافة لأعمال منسوخة عن صور فوتوجرافية لا تزال تجد مكانا في معرض جدي كالمعرض السنوي لجماعة الفن التشكيلي في القطيف.