آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 12:36 ص

نحتاج لوعي المجتمع ومراقبة لعمالة لخلق بيئة سلمية وسط الاحياء

علي حسن آل ثاني

إلى متى يستمر عدم وعي المواطن واهمال مراقبة العمالة من غير محاسبة لكلا الطرفين.

هذه تغريدة لي عندما تفاجئت بهذه المناظر المقززة امام منزلي والخرابيش على حائط سور منزلي وغيرها من التجاوزات التي لا ترضي الجميع ممن يريد العيش بسلام. والتي تدل على عدم وعي المجتمع في خلق بيئة نظيفة وسكن امن ونظيف وسط الاحياء.

اهمال المواطن لواجباته في العمل على خلق بيئة نظيفة وسط اسرته وبين جيرانه والمحافظة على نظافة الحي الذي يقطنه بتثقيف اسرته وتربية ابنائه على السلوك المنظم والذي به يحترم القانون والنظام وكذلك مرعاة الجار واحترم حقوقه وعدم ايذائه عندما يحرص على متابعة سلوك ابنائه وهم خارج المنزل ماذا يعملون كيف يتصرفون يعلمهم حسن الجوار والتصرف بأخلاق النبي واهل البيت والذي وصى على سابع جار. شعور جدا مؤلم هذا التسيب والإهمال وما وصل اليه حال بعض الاسر عندما تترك أبنائها دون مراقبة.

أن ثقافة الوعي البيئي والنظافة مفقودة عند البعض فلا يبالون بمخاطرها عندما نلاحظ ابنائهم متسكعون في شوارع الحي ويقومون بإيذاء الجيران بتصرفات غير اخلاقية وتجاوزات غير حضارية تدل على الجهل الذي وصل عند البعض والبيئة الملوثة بكافة صورها المقززة التي تدل على صاحبها انه غير مبالي ولم ينشئ او يتربى ويتعلم عليها فكيف سيعلم الاجيال من بعده في خلق بيئة نظيفة داخل المنزل وخارجه.

«الجار قبل الدار»

قالوا «الجار قبل الدار» للجار في تلك الايام حقوقا اصبحت تغيب عن حاضرنا، الان. نحن نعيش في مجتمع قلما يعرف الجار جاره.

مما يجب علينا كمجتمع ندعي المدنية والحضارة ومصاحبة الثورة الإلكترونية، وعالم التواصل الجديد من خلال امتلاكنا للأجهزة المتطورة من حاسوب وهواتف متنقلة تعج ببرامج التواصل وتغزو كافة شرائح المجتمع، والتي هي في متناول أيدينا وفي كل مكان وزمان نتصفح الكم الهائل من البوستات والصور ومقاطع اليوتيوب المفيدة وكذلك حرصنا حضور المنابر وخطب الجمعة، ومع هذا نحن في سبات عميق ولم ولن تجدي معنا هذه التقنية والثورة الإلكترونية وغيرها شيئاً، والتي يجب ان نحاول من خلالها الاستفادة من اقتنائها بما يفيد حياتنا اليومية المتعلقة بواقعنا الحاضر المرير، والذي أخذ مع امتلاكنا لهذه التقنية من وقتنا الكثير دون ان نستفيد ونفيد في واقعنا الاجتماعي وتعاملاتنا التي أصبحت في مهب الريح.

وما اريد التركيز عليه بيئتنا الاجتماعية والتربوية والتي مع الاسف قد أهملها الكثير من الاسر في ظل غياب الوعي عند البعض وكيفية الحفاظ على تربية ابنائهم والمحافظة عليهم من عدم ايذاء المجتمع.

«يجب غرس القيم والمبادئ في نفوس أبنائنا»

مما نحاول غرسه بل وتعليمه لأبنائنا مسألة بناء الحي امنياً وجتماعياً. حتى نعزز في نفوسهم القيم والمبادئ القيمة ونحافظ من خلالها على التكافل الاجتماعي الذي بني قديما بين ابناء الحي مما يؤمن بوابة الامن حينما يريد غريبا الدخول ويعبث بأمن هذا الحي وتخريب مرافقه وسرقة منازل اهله.

ولكن ما نراه اليوم غير ذلك بسبب التركيبة الساكنية التي مع الاسف لم يحسن البعض ويساهم في توليفة جميلة متعاونة تضمن الاستقرار ولأمن والتعايش السلمي الراقي بين الجميع دون ازعاج او ايذاء سكان الحي بمختلف الاساليب المزعجة والمقززة احياناً.

والتي تدل على عدم مبالاة بعض الأباء بهذه السلوكيات ومحاولة توجيه النصح. والارشاد وكف الاذى عن الجار، بل يرى ذلك بعينه ويتنكر لذلك من خلال توجيه الوم اليه ومناصحته بعدم تكرار ذلك بعد رصده مباشرة وهو يقوم بحركات مزعجة وتجاوزات سيئة مؤذية للجميع.

«حي المشاري» يحتاج لمسح شامل من قبل مسؤولين البيئة في البلدية.

انني وبكل صراحة اقطن «حي الواحة - ما يسمى المشاري» وأحد المتضررين من هذه الفئة المزعجة والتي تعبر عن سوء تربية بحضور الاباء وعدم مبالاتهم في تصرفات أولادهم

فمن ضمن هذه التجاوزات وقت الظهيرة. الا وجرس الباب يدق تهرع لرد على الجرس وإذا بهم لاذوا بالفرار.

وليس فقط في هذا الوقت بل لا يقف حدوثه عند وقت محدد من اليوم فهو أصبح بمثابة العرض السينمائي المستمر لمشهد مؤلم متوغل في نفوس هؤلاء في التعدي على ممتلكات الاخرين دون استحياء حيث بذلك يسلب حقهم الطبيعي من الهدوء والراحة حتى وهم بداخل منازلهم.

وكأنه يمتلك غريزة بداخله يجب تفريغها عند القيام بمثل هذه التجاوزات الغير اخلاقية. كذلك قيامهم بالكتابة والخربشة على سور البيت بأصباغ ورمي الفضلات وعلب البيبسي امام بوابة المنزل وغير ذلك أنك لا تستطيع القيام بالتشجير والزرعة، بسبب هذا السلوك وفي ظل هذه الفوضى المزعجة من هؤلاء.

وهذه تصرفات وتجاوزات خطيرة تحتاج من رب الاسرة حسن التربية والتعليم ومتابعة ابنائه ومراقبتهم.

ومن وجهة نظري لن يتجرأ اي مخلوق طفل او شاب بالقيام بمثل هذه التصرفات والتي من خلالها يحاول ايذاء الغير ادا لم تكن هناك اسرة واعية تستطيع ان تهيئ للمجتمع فردا يكون صالحاً ومتعلماً ومنتجاً مبدعاً لا مخربا مهملاً فيشكل بذلك عبئا عليه وعلى أسرته.

مقال علي آل ثاني«ظواهر سلبية وتشويه للأحياء».

ما يؤرق سكان الحي ايضا قلة وعي البعض في المحافظة على نظافة منظر الحي المتمثلة في ظاهرة رمي النفايات خارج الحاوية وتراكم المخلفات من اخشاب وقاذورات ومخلفات البناء وغيرها كذلك وضع جلسات خارجية قديمة مهشمة ومكسره وتجمعات مزعجة لسكان الحي مما يعطي للحي منظر غير لائق.

ومن جانب اخر اهمال مراقبة عمال النظافة والذين يجمعون هذه المخلفات حتى وقت متأخر من الليل واحيانا لليوم الثاني.

ناهيك عن إيقاف السيارات التالفة ووضعها امام المنازل والتي تشكل خطراً على البيئة حيث من خلالها تكون عرضة لتكاثر القوارض ومئوي للقطط والكلاب وغيرها من الاخطار كالحرائق وعبث الأطفال. وهنا اشدد وأهيب بالمسؤولين في بلدية القطيف «قسم البيئة» مراقبة هذه الظواهر وهذه المخالفات التي تشوه مناظر الأحياء. وألازام المواطن بعدم ترك هذه السيارات امام المنزل. كذلك عليهم القيام بمسح شامل لهذه المنطقة لردم الحفر التي خلفتها الامطار فقد أصبحت مستنقعات لتكاثر الحشرات مما ينتج عن ذلك تفشي الأمراض ولأوبئة وانتشارها بين السكان.

«ديننا الحنيف اوصانا بالجار.»

للأسف الشديد، لم يعد الجار اليوم يحظى بما أوصى به ديننا الحنيف من تقدير واحترام، وبدا إخفاقنا جليا في ترسيخ ورعاية المبادئ، التي تقوي وشائج الألفة والتعاضد والمودة والوئام بين الجيران، وتضبط العلاقات الإنسانية، إذ صرنا على عكس ذلك لا نعترف بواجباتنا حيال بعضنا البعض، كثرت الإساءات، والكراهية بين ابناء الحي وليس هناك من ترابط يدكر.

وبتنا نتجاهل بوعي أو بدونه ما لحسن الجوار من آثار إيجابية على المجتمع في تماسكه وتلاحمه والإرتقاء بمستوى أفراده.

ففي ما مضى كان الجار عنصر سكينة واستقرار وليس مصدر قلق وإزعاج كما هو اليوم.

إن مستقبل البيئة الاجتماعية بمختلف صورها يقع على عاتق وتصرفات الأفراد من مختلف قطاعات المجتمع

لذلك يجب السعي وراء الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة والذي يتطلب ان يكون الفرد في المجتمع على وعي تام بجوانب متعددة من البيئة والتنمية.

إن فهم القضايا البيئية يوفر منصة قوية لتعزيز الالتزام نحو اسس بيئية سليمة ومستقبل مستدام لمجتمع واعي وراقي وهذا يتطلب جهود الجميع. لابد من اشراك افراد المجتمع من مختلف التوجهات والمراكز العلمية والصحية والتعليمية وحتى المؤسسات والشركات ذات الاهمية التي تكون لها واقع تنموي على الفرد. وبعتبر التعلم النشط والتربية الراقية والحسنة أفضل وسيلة لمعرفة وتثقيف المجتمع.

أن من أكبر المعاني السامية والنبيلة التي طمست معالمها حقوق الجوار والبيئة الجوارية ومعرفة ما لكل منهما من واجب اصيل في احترام حقوق حفظ الجوار.

«ديننا الحنيف حثنا على حفظ حقوق الجار»

«الأحاديث الشريفة في حق الجار». النبي محمد صل الله عليه وآله وصى بذلك.

فمن وصايا اللّه تعالى له، قال صلى‌الله‌عليه‌ وآلة‌ وسلم: «مازال جبرئيل يوصيني بالجار حتى ظننت أنّه سيورثه» بحار الانوار 74: 94

وقال أمير المؤمنين : «اللّه اللّه في جيرانكم، فإنّهم وصية نبيكم، مازال يوصي بهم حتى ظنّنا أنه سيورّثهم» نهج البلاغة: 422، كتاب.