السلطان: الفكرة أهم مقومات الكاريكاتير وأبرز أسباب نجاح الرسام
ذكر الرسام الكاريكاتيري ميثم السلطان أن فن الكاركاتير فن يبرز الأمور السلبية بشكل ساخر وناقد للجنسين، منوها أنه من الخطأ قراءة فكر الرسم الكاركاتيري بناء على الشخصيات المرسومة والحكم على واقعية الأشخاص أو الشعوب، مشيرا الى إن الفكرة أهم مقومات الكاريكاتير وأبرز أسباب نجاح الرسام.
وأشار إلى الدراسة التي ظهرت مؤخرا من جامعة الملك سعود حول تصوير رسامو الكاركاتير للمرأة السعودية في الصحافة السعودية بأنها سمينة وسطحية وماشابه من الصور السيئة، مبينا أن الفن الكاركتيري يتعمد رسم الشخصيات بشكل مضحك.
ويرى أن الدراسة بُنيت على تصور خاطئ، ”الدراسة كان بها جزئية صحيحة وهي تركيز رسامو الكاركتير في السعودية على المرأة ونوعية المواضيع التي دارت حولها، إلا أن محاولة تصوير المرأة السعودية بشكل سيء فهو غير صحيح لأن الفن أساسه يعتمد على تكوين شخصية غير طبيعية ومبالغ فيها بحيث تكون مضحكة“.
جاء ذلك خلال حديثه الخاص مع «جهينة الإخبارية» في ركنه بالخيمة الفنية ضمن مهرجان الوفاء التاسع، الذي تنظمه جمعية سيهات الخيرية للخدمات الاجتماعية.
وتحدث الزميل السلطان عن بداية الفن الكاريكاتيري الذي بدأ في أوروبا ويعتمد على تضخيم الملامح ومايسمى بالتشويه، لافتا إلى أن التشويه يكون في تكبير الأنف أو تصغير الفم وماشابه، بحيث تحتفظ الشخصية المرسومة بالملامح الأساسية المفهومة.
وأشار إلى أن فن الكاركاتير تحول إلى فن الانتقاد الساخر الذي ينقد الظواهر الاجتماعية أو حالات سياسية وغيرها بشكل ساخر يتقبله الناس أكثر من الانتقاد المباشر.
ولفت إلى نشوء مدارس كثيرة في أوروبا وأمريكا استخدمت نففس طرق الرسم العادي مثل التحبير ويستخدم فيها القلم الحبر لإبراز الأبعاد، وآخر طرق في الوقت الحالي هي الرسم الرقمي عن طريق برامج بالأجهزة الذكية مثل الآيباد.
ووصف تقنية الرسم الرقمي بالذكية التي بدورها تسمح للرسام أن يحمل فرشاته في كل مكان ويتحكم بالألوان بسلاسة دون أن يتلطخ، موضحا أن الرسم الرقمي ليس سهلا ولايتطلب مهارة كما يظن البعض، ”هو مجرد أداة اختلفت لكن بدون المهارة لايستطيع أن يخرج أي شخص برسمة“.
وأكد أن الرسم الكاريكاتيري هو نفس الرسم العادي يعتمد على مهارة الرسام وثقافته ومدى إطلاعه ومايراه حوله.
وبين أن المدرسة الأمريكية للفن الكاريكاتيري يتضمن تفاصيل كثيرة جدا للوحة الواحدة وتدرجات كثيرة من الألوان المختلفة، بينما المدرسة العربية تتضمن رسم بسيط ويفرض على الرسام استخدام محدود من الألوان بحسب طبيعة الرسمة ومساحاتها وعدد العناصر بها.
وأشار إلى أن من أبرز الصعوبات التي تواجه الفنانين هو الوقوع في حيرة بين إمكانية إيصال الفكرة إلى الناس بصورة سهلة وصحيحة، وبين قولبة الفكرة بشكل رمزي وترك التحليل للمتابع، ”البعض يرى الفكرة غير واضحة فيما يراها آخرون سهلة ولايوجد بها تحدي لمعرفة ماهيتها“.
وقال أن ملهمه الأول هو الرسام الكاريكتيري السعودي خالد أحمد، إلا أنه يرى الرسام عبدالله جابر هو الأفضل في الساحة العربية حتى الآن ”عبدالله جابر رجل مدهش جدا نال جماهيرية واسعة، لأن رسوماته بسيطة جدا ومعبرة وتحكي هموم الشارع“.