بعد فوزه بجائزتين في فرعي ”القراءة النقدية“ و”الرواية“
الحميدي: ”الأمانة العلمية“ لجائزة القطيف هي سبب فوزي بالـ ”جائزتين“
أكد الكاتب والناقد الأدبي محمد الحميدي بعد فوزه بجائزتين في حفل ”جائزة القطيف للإنجاز“ على أن المفاجأة ليست في الفوز نفسه، بل بأن لجنة الجائزة قد أقرت ذلك دون إلغاء أحداهما وبأن ”الأمانة العلمية“ هي من دفعتهم لذلك.
وقال لـ ”جهينة الاخبارية“ لا شيء يمنع من تكرار الفوز طالما هنالك عزيمة تأخذنا بعيداً إلى المستقبل، موضحاً بأنه طالما لديه موهبة التي يستثمرها ويقوم بتنميتها وتطويرها متحدثاً نيابة عن جميع المنجزين المبدعين من أبناء بلاده.
وأضاف لدينا العدد الكبير من المنجزين المجهولين، ينسربون من المواجهة إما خوفاً أو قلقاً من ردة الفعل أو خشية من السخرية، وأملي أن يظهر هؤلاء على الساحة يساهمون بدورهم في النشاط العلمي والثقافي.
وذكر بأنه قد قدم عدداً من الأعمال النقدية للجنة التحكيم جائزة القطيف للإنجاز، مشاركا فيها في فرعي القراءة النقدية والرواية وهما جانبان منفصلان.
وأشار إلى أن الأعمال النقدية التي قدمها متنوعة لكنها تصب في خانة الاستفادة من المنهج النقدي الذي تحدث حوله وصلته في إصداره الأول ”السياق والأنساق“ ”ما لسياق؟ مالنسق؟“.
وأوضح بأنه ليس كتاباً نخبوياً كما يظن البعض فيمكن لأي قارئ قراءته كما تقرأ الرواية والكتاب التاريخي، لافتاً أنها تحتاج إلى حصيلة معرفية أعلى من بعض الشيء فيها من التنوع والإلمام ببعض المباحث المنطقية والفنية.
وبين أنه في جانب الرواية فقد شارك براويتين هما ”صمت الشهداء“ صمت بنيت على أساس خيالي وتحكي فترة من الزمن السابق فيها الألم الكثير، والمعاناة الكبيرة وفيها التطلع للمستقبل، وتتميز بنهاياتها العجائبية وبقاء الروح معلقة بين السماء والأرض في انتظار فرصتها للصعود بعد أن خسرتها.
وذكر بأن ”رواية الشهداء“ تحكي المجزرة الرهيبة التي قامت بها الفئة الضالة في حادثة تفجير مسجد الإمام علي بالقديح وذهب ضحيتها 23 شهيداً، وبنيت على أساس حوارية الأرض والذئب مستخدماً فيها لغة ”غير اعتيادية“ تسير بها ناحية الرمزية الإيحائية بعيداً عن المباشرة الحسية.
وعن موقع الرواية في الفنون القطيفية قال الحميدي أنها فترة انتعاش تعيشها على كافة الصعد في العالم وعالمنا العربي مما أثر بشكل ملموس على تطورها المحلي باتت تنافس مثيلاتها العربية، وربما الملاحظة هنا طغيان الشعر على بقية الأجناس الأخرى بما فيها الرواية.
وأشار إلى أن بعض الروايات التي صدرت آخيراً اشتملت على أحداث كثيرة بلغة رائعة جداً لكنها لا تأخذنا إلى أي مكان، ولا تضيف جديد في مجال الخبرة الإنسانية.
وعبر عن سعادته بالفوز والحصول على هذا المستوى، مشيراً إلى أنه قد حقق المركز الأول قبل عشرة سنوات في مجال القراءة النقدية ونال تكريماً مادياً من النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية لكن ”جائزة القطيف“ لها طعم مختلف فهي تأتي من البيئة التي تحتضنني وأنتمي إليها وأفتخر بكوني أحد أفرادها.
وعن رأيه بالمسابقة قال ”أن المسابقات الإبداعية لها أثر في تحفيز الفرد على الإبداع والإنجاز لأنها تأتي مصحوبة بالتكريم والاحتفاء وهذا ما ينقص المنجزين في بلدي، كثيرة من المواهب التي ضاعت على أصحابها بسبب قلة الاهتمام وعدم وجود الحفاوة“.
وأشار إلى أن المسابقة لا ينقصها الكثير وأتت هذا العام بصورة مختلفة وتم تجاوز الأخطاء السابقة، وقال: ”صحيح أن الجائزة قامت بتكريم المبدعين ولكن فيما بعد لا نرى للمبدع دوراً يقوم به لتطوير المجتمع وزيادة الوعي بين ابنائه ولا توجد مؤسسة أو لجنة تستفيد من هذا المبدع وتعمل على توظيف امكانياته“.
وأكد على أن الجائزة لها شبكة واسعة من اللجان تعمل للترويج لها دعوة المبدعين في جميع المجالات، لافتاً بأنه يرى إقبالا كبيرا عليها لكونها هي بوابة التكريم للحصول على الحفاوة المفقودة للمثقفين والأدباء.