اخصائي: الأسرة والمجتمع المسؤول الأول في تربية الأجيال الناشئة
قال المدرب الأسري قاسم ناصر البريه أن الأسرة والمجتمع هما العامل الأساسي والمسؤول في التربية، فالمجتمع يمثل البيئة التي تنشأ من خلالها سلوكيات الأبناء، فيما الأسرة تعتبر اللبنة والركيزة التي يقوم عليها البناء الأخلاقي الجيد للأبناء.
ولفت الى ان دور الوالدين في التربية يعتمد على الثقافة لتأسيس جيلٍ واعٍ، متعلم، بارز المفاهيم، قوي الإدراك، داعيا الوالدَين التعاون والمشاركة في تربية الابناء كٌل بدوره.
واضاف خلال امسية بعنوان ”بُنيَّ، إليَّ“ نظمتها مجموعة نخب العطاء أقيمت مساء الاربعاء بالتعاون مع لجنة التنمية الاجتماعية بسنابس في ديوانية سنابس ان دور الأب في التربية هام وحيوي، باعتباره المسؤول الأول خاصًة مع الأبناء الذكور فهم الصورة المكملة لشخصه في المستقبل.
وطالب الاباء باحتواء الابناء والتقرب إليهم وتوجيههم والتعامل معهم كأصدقاء، كما جاء في الحديث: ”دع ابنك يلعب سبعًا ويؤدب سبعًا والزمه نفسك سبع سنين“.
وأشار الى إن هذه المرحلة مرحلة تربوية شاقة نظرًا لرغبة الطفل في الاستقلال، ولتوسُّع علاقاته خارج الأسرة.
وبين انها تحتاج إلى جهد متواصل في التربية والمراقبة في جميع ما يخص الطفل من أفكاره وعواطفه وعلاقاته، وحتى دراسته وتعلمه، داعيا الوالدين الاستعداد لهذا الدور العظيم ولما يحمله من تأدية رسالة إلهية.
وذكر، أن الحضارة الجيدة الغنية بالثقافة الفكرية لها دور كبير في بناء عملية التربية وجودة السلوك التربوي للوالدين، لأن فطرة الطفل في هذه المرحلة لا تزال سليمة ونقية تتقبل ما يُلقى إليها من توجيهات وإرشادات قبل أن تتلوث بالشوائب المُكتسبة من البيئة غير الصالحة.
ونوّه أن التربية تجمع بين المشقة والمتعة، مشيرا الى ان المشقة تكمن في صعوبة الحياة وضعف الفكر التربوي وعدم الانسجام في البيئة المحيطة بالأبناء.
ولفت الى ان المتعة تكون بحصاد ما زرعت في أبنائك منُذ الطفولة من جمال الأخلاق والدين والخير وبر الوالدين.
وأضاف، ان ذلك يعتمد على الثقافة التربوية والتي ليست مهمة الأبوين فحسب بل إنها مهمة الأسرة والمجتمع، واصفا، التربية كزراعة البذرة الطيبة في أحضان التربة الصالحة؛ حتمًا ستعود عليك بالفائدة والثمر الطيب.
وأشاد بالأم التي تُعنى بتقوية طاقاتها الفكرية، الجسدية، وبمهاراتها وخبراتها، مشددا على دور الوالدين في إعداد الشخص المتوازن فكريًا، عاطفيًا، وسلوكيًا.
وطالب، الأم بتقبل سلوك الطفل سواء كان سلبيًا أو إيجابيًا، لأن الطفل يحتاج إلى تشجيع واحتواء ودعم، داعيا في الوقت نفسه الام عن ابتعاد عن أي مقارنة بينه وبين أي طفل آخر.
وأعتبر التوازن مهم في مرحلة الطفولة وكل سلوك يُقابل به الطفل في محيط الأسرة سينعكس عليه في الخارج مما قد يُسبب له اختلالًا في التوازن.
وقال ان الألعاب تهدف لتنمية مهارات الطفل وكيفية اختيارها من قبل الوالدين، مبينا، أن التنشئة الأسرية لها الدور الأساسي في صياغة الإنسان وتحديد معالمه وتوجهاته؛ ولذلك درس علماء النفس تأثير دور التربية العائلية على مستوى توكيد الذات، فوجدوا أن التنشئة السليمة يتخرج منها أقوياء الشخصية والعكس صحيح.