الباحث الجارودي: تكاليف دراسة تقنية النانو تجاوزت 40 بليون دولار
قدّر دكتور الكيمياء والباحث الأكاديمي في علاج السرطان بمركبات الذهب والحاصل على براءات اختراع من المكتب الأمريكي لعلاج السرطان سعيد الجارودي، حجم الإنفاق العالمي في دراسة تقنية النانو حاليا باكثر من 40 بليون دولارا أمريكي، متوقعا ارتفاعها إلى 100 بليون بحلول 2021.
وأشار إلى أن الدراسات المستقبلية تؤكد أن هذه التكنولوجيا ستبلغ ذروتها في الاستغلال في حدود عام 2030، لافتا إلى أن أفضل دول مصنفة في سباق تقنية النانو هي: أمريكا، الصين، اليابان، الألمان، شمال كوريا، فرنسا، روسيا، تايوان والهند.
وأضاف، أن المملكة أدركت أهمية هذه التقنية وتطبيقاتها المستقبلية، حيث تُوِّج هذا الاهتمام بتبرع الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز بمبلغ 30 مليون ريال تُخصص لدعم بحوث تقنية النانو في المملكة ومواكبة التطورات العالمية في هذا المجال، مبينا أن مجال علوم وتكنولوجيا النانو أصبح اليوم أحد أهم المجالات العلمية التي تتسابق الدول المتقدمة في نشر المقالات العلمية وتسجيل براءات الاختراع، وقد وصل حجم السوق العالمي لتقنية النانو حوالي 3 ترليون دولار في عام 2015.
وذكر ان تقنية النانو تدخل في المجال الطبي لتمكن العلماء من صنع آلات دقيقة في حجم كرات الدم يمكنها معالجة العديد من الأمراض التي تستدعي عمليات جراحية كإزالة الأورام أو الانسدادات داخل الشرايين، كما يعمل العلماء في إدارة الطيران والفضاء الأميركية «ناسا» على صنع آلات دقيقة لحقنها داخل أجسام رواد الفضاء وذلك لمراقبة الحالة الصحية للجسم والتعامل مبكرا مع الأمراض التي قد تصيبهم دون الحاجة إلى طبيب.
وذكر أن التطبيقات الطبية الواعدة لتقنية النانو هي استخدام ألياف البوليمر النانوية لإجراء الجراحات الترقيعية للأوعية الدموية، وقد تم حديثاً زراعة أجهزة ترقيعية مصنوعة من ألياف البروتين النانوية في الجهاز العصبي المركزي للإنسان كذلك تستخدم ألياف البوليمر النانوية في علاج الحروق والجروح عند حقن جسيمات الكادميوم النانوية «النقاط الكمية» داخل الجسم، فإنها تتجمَع داخل الخلايا السرطانية بشكل انتقائي وفي حالة تعريض المنطقة المستهدفة لضوء فوق بنفسجي فإن الجسيمات تُضيء مما يساعد في تحديد موقع الخلايا الخبيثة وإزالتها بدقة.
وقال: تجري حاليا بحوث لإختبار إصلاح الخلايا المصابة داخل الجسم البشري، وتغيير مقاطع من جزيء الحمض النووي المنقوص الأكسجين «دي أن أي» بواسطة روبوتات نانوية لتفادي الإصابة بالأمراض، متوقعا انتشار عمليات زرع شرائح وأجهزة إلكترونية نانوية لتعويض أجزاء تالفة من أعضاء الجسم البشري كشبكية العين واليدين والجلد وغيرها في السنوات القادمة
وأشار إلى وجود تفكير بتصنيع أجهزة نانوية ذات خصائص ميكانيكية وكهربية تحل بديلاً عن خلايا الدم الحمراء وتقوم بجميع وظائفها، وقد ورد في بعض البرامج التسجيلية أنه يمكن صناعة خلايا أقوى 200 مرة من خلايا الدم ويمكن من خلالها حقن جسم الإنسان ب 10% من دمه بهذه الخلايا فتمكنه من العدو لمدة 15 دقيقة بدون تنفس.
وذكر ان الأدوات الجراحية أصبحت الآن هدفاً للتطوير والتحسين باستخدام تقنية النانو، حيث أمكن تصميم مشرط جراحي يعتمد على مادة الألماس النانوية والذي يقطع بدقة متناهية خلال كرة العين، متوقعا أن تُقدم تقنية النانو حلولاً ناجحة لتصحيح التلف الناتج في الأجهزة السمعية والبصرية والحسية في الإنسان وذلك بزراعة أجهزة نانوية دقيقة داخل الجسم، ”فعلى سبيل المثال: يعمل الباحثون الآن على زراعة غشاء نانوي في شبكية الأعمى لتحسين النظر لديه“.
وأشار إلى أن تقنية النانو تقدم الآن بديلاً لقطع الغيار البشرية بكفاءة تكون قريبة من الأصلية، حيث تُجرى البحوث الآن باستبدال بعض الأعضاء التي تؤدي وظائف حركية، كالعظام والعضلات والمفاصل بأعضاء نانوية تقوم بنفس المهمة. وايضاً، ممكن من خلال تقنية النانو صنع ربورتات في حجم الذرة يمكنها الإبحار في جسد الإنسان لإجراء عملية جراحية والخروج من دون جراحة.
وقال ان العديد من الفرق تعكف على ابتكار أجهزة لتخزين الطاقة بصفة عامة، وستساعد تكنولوجيا النانو بإنتاج بطاريات تخزن كميات كبيرة من الطاقة لفترات طويلة، وهو ما سيساهم بإنتاج سيارات تعمل بطاقة نظيفة بكلفة أقل، كما يسعى الباحثون إلى تطوير خلايا شمسية شفافة ذات مردودية عالية جدا تقترب من 100%، مع العلم أن الخلايا الشمسية المستعملة اليوم لا يتجاوز مردودها المتوسط 20%.
واضاف، ان صغر حجم هذه المواد النانونية يمكنها من سهولة النفاذ للجسم البشري إلى الحد الذي يمكنها من التسلل وراء جهاز المناعة في جسم الانسان، وبإمكانها أيضاً أن تنسل من خلال غشاء خلايا الجلد والرئة وما هو أكثر إثارة للقلق أن بإمكانها أن تتخطى حاجز دم الدماغ.
وتابع: ”لايوجد علاج طبي يمكن من التخلص من هذه المواد إذا دخلت الجسم، وعلى ما يبدو فإن هذه التحذيرات لن توقف قطار عصر تكنولوجيا النانو بعد تحوله إلى السرعة القصوى“.
يشار إلى أن أصل كلمة ”النانو“ مشتق من الكلمة الاغريقية ”نانوس“ وهي كلمة إغريقية تعني القزم، كلمة نانو تطلق على كل ما هو ضئيل الحجم دقيق الجسم ويبلغ طوله واحد من بليون من المتر أي ما يعادل مقاس 6 ذرات من الكربون.