الكاتب الحايك يؤكد أن الفن التشكيلي وجه من وجوه الحضارة
أكد الكاتب المسرحي والسينارتيست عباس الحايك، أن الفن التشكيلي وجه من وجوه الحضارة، وحضارة الإنسان ووسيلة تعبير وتسجيل ومغذٍ جمالي.
جاء ذلك في الحلقة الأولى من البرنامج الثقافي الذي يبسط المفاهيم الثقافية والفنية ”سناب فن“، التي حملت عنوان ”كيف تقرأ لوحة تشكيلية“ على قناة التواصل الإجتماعي ”يوتيوب“.
وقال الحايك: ”الكثير منا لا يحضر المعارض التشكيلية لأن الفن ليس من ضمن ثقافتنا الشعبية التي تعودنا عليها، لكن الذي يحضر من خارج دائرة الفنانيين والمتهمين بالفن، وإن كان عددهم قليل غالبًا فإنهم يميلون للوحات الواقعية، كلوحة صباح الخير سيد كوربية للفنان الفرنسي كوستاف كوربية“.
وأوضح أن الفن التشكيلي يحتضن مدارس مختلفة، وكل مدرسة لها مواصفات وطريقة رسم ومعالجة وموضوع، لافتًا إلى أن تشابه أسماء المدارس بين كل الفنون، مثل: «الكلاسيكية أو الرومانسية أو الانطباعية أو التعبيرية أو التكريبية أو السريالية».
وأشار إلى وجود لوحات تُفهم بالتواصل معها، ”هناك لوحات من ضمن مدارس معينة نقف أمامها لا نفهم شيئًا منها، لأننا لا نملك لغة الحوار معها، وهذا راجع إلى كون أكثرنا لم يدرس الفن التشكيلي ومدراسه ولم نتعلم كيف نتذوق اللوحة التشكيلية من طفولتنا، كذلك لم ندرس مناهج الفن التشكيلي وتطوره ومدارسه“.
وذكر أن غالبية المجتمع تعرفت فقط على الفنانين المشهورين لكل مدرسة وكيفية رسم غيمة وكوخ وشمس في الزوايا، فلا تعرف قراءة لوحة تشكيلية أو تذوقها أوكيفية التواصل معها.
وأوضح بأنه لا يوجد خطأ أو صح في تأويل اللوحة وفهمها، مؤكدًا أن كل تفسير للوحة هو مقبول حتى لو اختلف عن المعنى الذي يقصده الفنان، مشيرا إلى وجود مفاتيح لتذوق الفن التشكيلي والاستمتاع باللوحة كشخص عادي ليس له علاقة بالفن التشكيلي ولا ممارسته او النقد فيه.
وقال: ”لوحة الموناليزا الشهيرة ليست مجرد لوحة بورتريه لإمرأة، هناك تغيرات لنظرة المرأة، تغيرات وضعية جلوسها وملابسها وملامحها، وكل واحد منا يفسرها بحسب خياله ومفاهيمه ومزاجه“.
وبين أن تفسير اللوحة هو تفسير إلى الذات، حيث أن الألوان نفسها لها معاني وتأثير على النفس البشرية، التي يجب أن نعرفها، مؤكدًا بأنها تساعد على قراءة اللوحة وفهم العلاقة بين الألوان.
ودعا إلى الاطلاع والتعرف على تاريخ الفن التشكيلي ومراحل تطوره، منذ بداية الرسم على الكهوف حتى الآن، وقال: ”أنا أعلم بأن الموضوع صعب من البداية، لكنه مع ممارسة إعادة حضور المعارض سيكون الأمر بسيطًا جدًا، لا تحرموا انفسكم أنفسنا من هذا الغذاء البصري الجميل، ولتكون زيارة المعارض لكم عادة“.