آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 10:22 م

”السوشل ميديا“ والتوعية

جمال الناصر

قبل أيام، أبصرت عيناي مقطعًا - فيديو -، وصلني عن طريق قناة التواصل الاجتماعي - واتساب -، يطرح فيه المختص في الطب - دكتور أو صيدلي لا أعلم -، موضحًا كيفية تناول أقراص العلاج - الحبوب - بطريقة سليمة من خلال ارتشاف كأس كامل تقريبًا من الماء، وعدم تناولها مع أي مشروبات أخرى، كالعصيرات أو المشروبات الساخنة بأنواعها إلى آخر القائمة، مما لها تأثيرات سلبية على صحة الإنسان - بحسب قوله -. هنا لن نتحدث عن المعلومات، التي تناولها المقطع، بقدر ما نسعى إلى مناقشة فكرة القيام بهذه الأعمال، لاستشعار مدى فعاليتها القيمة لدى المتلقي. إن ”السوشل ميديا“ أرضية خصبة في اتخاذها سبيلاً لتوعية المجتمع في مختلف مجالاتها الطبية والتربوية والتعليمية..، لتحتضن كل الفئات العمرية والمستويات الثقافية، و- على سبيل المثال لا الحصر -، الأمهات - كبار السن -، من لا يجدن القراءة، بإمكان هذه المقاطع - الفيديو -، ذو البضع دقائق أن يوصل لهن معلومة طبية أو لفتة تربوية أو تعليمية أو أي فائدة من هنا أو هناك، وهذا ينطبق على الكل.

إن تفعيل الناحية البصرية في إيصال المعلومة، لتبتعد قليلاً عن التوثيق الفوتوغرافي، لتكن محطة يمر من خلالها كل شغوف بالمعرفة، ليستغل وقته بكل ما من شأنه أن يقدم فائدة له. هناك البعض حقًا لجأ إلى مثل هذه الأساليب، كبرنامج ”سناب فن“، الذي يقدمه الكاتب المسرحي والسيناريست عباس الحايك، حيث يأخذنا عبره إلى الولوج في الفن التشكيلي، معلمًا إيانا كيفية قراءة اللوحة التشكيلة. إذًا الفكرة بحد ذاتها تعتبر قيمة، حين تستغل استغلالاً منطقيًا - مقننًا -، وبلغة تتناسب فعليًا مع المعطيات، كذلك في فعلها الدرامي والإخراجي - المونتاج -.

حري بالنخب الثقافية والطبية والعلمية، أن تفيدنا، كمجتمع بهكذا طرح، بدلاً من هذه المقاطع المترهلة الجدوى، المزدحمة باللا مفيد سوى إضاعة الوقت، ونشرها مفاهيم وثقافات لا تليق أحيانًا وفي أخراها ”هياط مبستر“ وتهريج يضعف ذائقة الأدمغة ويلوث الأنفس. وعليه إن ”السوشل ميديا“ تعد نافذة، يطل منها ضوء العلم والمعرفة، ومنبرًا لكل من يريد أن يقدم لمجتمعه، ما يرتقي به، ويغذي أفراده بألوان الثقافة والتوجيه والإرشاد.