«مستقبلي» والمبرّة
في حفل غاية في الجمال رأينا ”مستقبلي“ الوليد الذي كبُر عن حُلم عمره أكثر من 10 سنوات، مجموعة من الشبيبة «فتية وفتيات» عاشوا اللحظة وترى في أعينهم بارقة الأمل ذاتها التي كنا نراها في الملتقيات وعلى مدى السنوات.
ليلة الخميس الماضي وعند إطلاق الهوية الجديدة لبرنامج ”مستقبلي“ لموسمه الحادي عشر، ذات الشبيبة استطاعوا أن يلمسوا قلبنا قبل كل شيء لنعيش معهم رحلة الأحلام والطموح وبنائه لبنة لبنة حتى أعلنوا لنا عن النقطة الهدف، مقرٌ خاص بالبرنامج على أرض الواقع يحتضن المشاريع والخطط والطاقات وبالتأكيد النتائج المدهشة، هذا المقر الذي أعلن الأستاذ عصام الشماسي الرئيس الحالي لخيرية القطيف بأن السنوات الثلاث الأولى تم دفع مستحقات الإيجار له من مبرّة المرحوم الحاج سعيد الجشي، حلمٌ يشاطر حلم.
”مبرّة“ تارة تأتي بمعنى العمل الخيري وتارة بمعنى ما يجلب البِرّ ولها معانٍ أُخَر تدور كلها حول البِرّ، هذه المساهمة الجليلة والصدقة الجارية في التفاتة إلى شباب القطيف ومساعدتهم لتحقيق طموح لا تحده السماء يتطلب أن تولد جهات جديدة أو مبرّات عائلية تتكاتف في مشروع واحد كما هو معتاد في مجتمعنا ولكن هذه المرة في دعم مشاريع تطوعية علمية منتِجة وخِلاف السائد لتحتضن الأفكار والحماس، فهناك الكثير من المشاريع التي تدور في عقول الشباب خاصة مع تسارع الاطّلاع على ما يدور في العالم ورغبة الكثير في التغيير وفي أن تكون المشاريع قريبة وفي نطاق محافظة القطيف.
في الكويت بالتحديد تنتشر المبرّات العائلية والتي تتكاتف مع الجمعيات الخيرية فتعملان جنبا إلى جنب من أجل النهوض بالمجتمع عن الحاجة ومن أجل أن ينتج ويبدع أيضا، في القطيف أيضا يوجد مثل هذا العطاء والذي انطلق من الشعور بالمسؤولية، لكن دون أن يكون معروفاً.
أن يكون مصدر هذا العطاء واضحاً وبمسمًى واضح المعالم يسهِّل على الجهة التي تبحث عن الدعم إلى أين تتجه، أن تتحمل المبرّات دراسة المشروع وما يتطلبه من دعم لضمان صرف المال في مورده يضمن شخصيات أكثر جدية وأن يجد الشباب من يسمعهم ويحتضنهم يعني أننا سنشهد ولادة الكثير من المشاريع الخلّاقة والأهم أنّ هذا الدعم سيكون صدقة جارية للإنسانية والعلم والحياة.