كيف يتم تطوير إدارات الأندية بطرق علمية حديثة؟
اتطرق لكم في مقالي المطول هذا لجهة دورها يتعاظم مع تعاظم العمل في المجال الرياضي لكل نادي، لأهميتها بصفتها الجهة التي تقود وتتحكم في هذا العمل من النواحي الإدارية، ولا بد لنا قبل الدخول في لب الموضوع أن نستعرض مفهوم الإدارة؛ لأن إسهام الإدارة في ترقية العمل هو إسهام في تنمية الحضارة الإنسانية، إنما يأتي من خلال التأثير الذي يحدثه في الجهد الإنساني من حيث زيادة كفاءته؛ مما يؤدي بدوره إلى تحسن معدلات العمل والخدمات والعلاقات الإنسانية، إضافة إلى ذلك فإن الإدارة تنمي ملكات التخيل والإبداع والتطوير، ومن ثم فهي الأساس الأول للتقدم الإنساني، إن الإدارة تعني النظام العام، وهذا يعني أنه من خلال الإدارة يمكن الربط بين أحداث متفرقة ومعتقدات متباينة، ووضعها جميعا في شكل علاقات ذات معنى تستخدم في تحليل العديد من المشاكل، والوصول إلى أفضل البدائل الممكنة للتعامل مع تلك المشكلة، والإدارة هي العضو الديناميكي الذي يدفع ويوجه النشاط الإنساني نحو أكفأ استخدام للموارد المتاحة لتحقيق الأهداف، وتتضمن هذه المهمة الملقاة على عاتق الإدارة العديد من الأعباء والأعمال، تبلغ في نوعها وبيانها درجة كبيرة من التعقيد، هذه المهمة تتكون من مهام عديدة فرعية سمتها التنوع في طبيعتها.. في أهدافها.. في الأعباء التي تتضمنها.. في المهارات المطلوبة.. في أدائها.. في تخصصات العاملين على إنجازها.. في طبيعة المشكلات التي توجهها.. في الأدوات والأساليب المستخدمة في حل هذه المشكلات.. في ميول الأفراد المتصلين بها، ويزداد هذا التنوع بازدياد حجم العمل والعاملين فيه، ولها تعاريف ومعانٍ كثيرة نذكر جزءا منها للعلم، وهي تعني تقديم خدمة على اعتبار أن من يعمل في الإدارة يقدم خدمة للآخرين.
والإدارة تُعدّ من النشاطات الإنسانية وعلما يتبع العلوم الإنسانية، وهي أمر ملزم لأية جماعة تستهدف تحقيق غاية معينة، ويقصد بالإدارة التنبؤ والتخطيط وإصدار الأوامر والتنسيق والرقابة، وتعرفها أيضا موسوعة العلوم الاجتماعية بأنها عملية خاصة بتنفيذ الأغراض والإشراف على تحقيقها، وهى الناتج المشترك لأنواع ودرجات مختلفة من الجمهور الإنساني الذي يبذل في هذه العملية، وهناك تعريف يؤكد أنها فن الحصول على أقصى النتائج بأقل جهد؛ حتى يمكن تحقيق السعادة لكل من العاملين وصاحب العمل مع تقديم خدمة جيدة معتمدة، والإدارة علم وفن، وقد كثر الجدل واحتدام النقاش حول ماهية الإدارة وطبيعتها، هل الإدارة علم؟ هل الإدارة فن؟ هل الإدارة قابلية واستعداد؟، هل الإدارة انطلاق شخص يتحلى بمجموعة من الصفات، ويصعب وصفها، أو يصعب إعطاء وصف علمي دقيق يعبر عنها، ويفصح عن حقيقتها؟ وهل الصفات تولد مع الإنسان وتتفاعل مع بعضها وتكون نوعا من القدرة الخاصة التي تساعد الظروف البيئية المحيطة المناسبة على نموها وبروزها، وليس المقصود من منافسة صفة العالم.
الفن فيما يتعلق بالإدارة وهو مجرد الجدل أو النقاش في ذاته، وإنما المقصود ألا تترك الإدارة تصل في متاهات لا تحكمها قاعدة، أو مبدأ، أما القول بالصفة العلمية للدراسة الإدارية فينبغي إخضاع الإدارة للقواعد العلمية والاستفادة من المبادئ التي تحكم الظواهر الإدارية من أجل تقدم الإدارة وزيادة كفاءتها بدلا من تركها تخضع لهوى الظروف المتغيرة دون ضابط أو معيار، ويزاد بالعلم لغة إدراك الشيء على حقيقته، ويزاد به اصطلاحا دلالة على المعرفة أو مجموعه المبادئ أو القواعد التي تتكشف بالتجربة وتكون ثابتة فلا تختلف قيمتها من مجال إلى آخر كما هو الحال في علوم التربية الرياضية والطبيعة والكيمائية، فالعلم يبحث في المسائل التي ترتبط بعضها بعضا بعلاقة سببية وضرورية عن طريق البحث والتجربة؛ ولذلك فإن العلم يستهدف وصف وتحليل الطبيعة والتنبؤ بها، ويراد بالفن المهارة والقدرة القائمة على الأداء وممارسة عمل معين، وهو يقوم على الخلق والابتكار، وعلى هذا النحو فإن عوامل متغيرة غير ثابتة تتمثل في درجة الذكاء وعمق التصور وصواب الحلم وقدرة الاستعداد الفطري لدى الأفراد، والفن على عكس العلم فهو يوحي دائما بما يجب أن يكون لا بما هو كائن؛ ولذلك فهو يعتمد على المهارة الإنسانية وعلى الملكات الخاصة والمواهب الذاتية والاستعدادات الشخصية، على أن الفن يقتضي ضرورة سبق المعرفة والإلمام بالأصول والمبادئ العلمية والرياضية، ويجب أن يعرف كل منهم القواعد والأسس المتعارف عليها في مجال الرياضة، إلا إذا لازم تلك المعرفة استعداد ومهارة ذاتية؛ حتى يستطيع كل منهم أن يعتبر عما يجيش في خاطره بطريقة خلاقة ومبدعة؛ فهي علم له أصول وأسس ونظريات، كما أنها فن من حيث إخراج هذه النظم والأسس إلى حيز الواقع مغلفة باللمسة الإنسانية الإبداعية، وهنا نخص إدارات الأندية الرياضية فهي فن قائم بذاته.. لأن الإداري فيها يتعامل مع ألعاب ومستويات عدة.. ويكون تحت إدارته كثير من اللاعبين في شتى الألعاب، وخاصة كرة القدم ومشكلاتها المتلاحقة وفي شتى الأعمار.. وينطبق ذلك على إدارات الاتحادات التي تنضوي تحت لوائها اتحادات فرعية.. فمن يديرها يجب أن تكون لديه خبرة كافية في كيفية التعامل مع هؤلاء البشر المختلفين في تكوينهم الفكري والذهني وكيفية تسيير أمور النادي أو الاتحاد الإدارية والمالية منها، خاصة في عالم الاحتراف، ولا بد أن تكون هناك مهارة تنظيمية، حيث ينظر القائد للعمل الرياضي على أساس أنه نظام متكامل، ويفهم أهدافه وأنظمته وخططه، ويجيد أعمال السلطة والصلاحيات، وكذا تنظيم العمل وتوزيع الواجبات وتنسيق الجهود ويدرك لجميع اللوائح والأنظمة وأن يكون عادلا في تعامله مع مرؤوسيه، وأن يتمتع بالقدرة على الدراسة والتحليل والاستنتاج بالمقارنة، وكذلك تعني المرونة والاستعداد الذهني لتقبل أفكار الآخرين، وكذا أفكار التغيير والتطوير حسب متطلبات العصر والظروف، فالعمل الإداري يستلزم من الرئيس أن يلاحظ ويراقب مرؤوسيه، بل يسجل لهم إنجازهم ليثابون عليه، كما يشمل في طياته نوعا من الإجبار أو الإكراه.
وفن الإدارة هو الطريق الذي يسلكه الرئيس فيحوّل الإكراه والإجبار والإلزام إلى رغبة في العمل وسعي للإنجاز وتضافر جهود المرؤوسين لتحقيق الهدف دونما شعور بالضغط الناتج عن استخدام السلطة أو التلويح بها، ويستلزم ذلك فكرا إنسانيا راقيا يتفهم طبيعة النفس البشرية ويخاطب القيم الإيجابية داخلها فيحرك الدوافع ويشحذ الهم، والإدارة فن مثلها مثل جميع المجالات الأخرى كالطب والموسيقى والهندسة والمحاسبة والرياضة فكلها تعد فنا بجانب كونها علما. ونأتي لتعريف الإدارة الرياضية، وهي من المنظور التنظيمي الإدارة إنجاز أهداف تنظيمية من خلال الأفراد وموارد أخرى وبتعريف أكثر تفصيلا للإدارة يتضح أنها أيضا إنجاز الأهداف من خلال القيام بالوظائف الإدارية الخمسة الأساسية «التخطيط، التنظيم، التوظيف، التوجيه، الرقابة». ولتوضيح بعض المعاني في الوظائف الخمسة نجد أن التخطيط الرياضي وهو الوظيفة الإدارية التي تهتم بتوقع المستقبل وتحديد أفضل السبل لإنجاز الأهداف التنظيمية. في حين يعرف التنظيم الرياضي على أنه الوظيفة الإدارية التي تمزج الموارد البشرية والمادية من خلال تصميم هيكل أساسي للمهام والصلاحيات وأنه بتطبيق العملية التنظيمية ستتمكن الإدارة من تحسين إمكانية إنجاز وظائف العمل، وهناك خمس خطوات في عملية التنظيم: الخطوة الأولى: احترام الخطط والأهداف؛ لأن الخطط تملي على الجهة الرياضية الغاية والأنشطة التي يجب أن تسعى لإنجازها، ومن الممكن إنشاء إدارات جديدة، أو إعطاء مسؤوليات جديدة لبعض الإدارات القديمة، كما يمكن إلغاء بعض الإدارات أيضا قد تنشأ علاقات جديدة بين مستويات اتخاذ القرارات، فالتنظيم سينشئ الهيكل الجديد للعلاقات ويقيّد العلاقات المعمول بها الآن. والخطوة الثانية، هي تحديد الأنشطة الضرورية لإنجاز وتحقيق الأهداف التنظيمية المحددة؟ يجب إعداد قائمة بالمهام الواجب إنجازها ابتداء بالأعمال المستمرة «التي تتكرر مرات عدة»، وانتهاء بالمهام التي تنجز مرة واحدة. أما الخطوة الثالثة فهي تصنيف الأنشطة؛ لأن المديرين مطالبون بإنجاز ثلاث عمليات:
1 - فحص كل نشاط تم تحديده لمعرفة طبيعته.
2 - وضع الأنشطة في مجموعات بناء على هذه العلاقات.
3 - البدء بتصميم الأجزاء الأساسية من الهيكل التنظيمي. والخطوة الرابعة هي تفويض العمل والسلطات، لأن مفهوم الحصص كقاعدة لهذه الخطوة هو أصل العمل التنظيمي في بدء الإدارات، الطبيعة، الغاية، المهام، وأداء الإدارة يجب أن يحدد أولا كأساس للسلطة هذه الخطوة مهمة في بداية وأثناء العملية التنظيمية. والخطوة الخامسة هي تصميم مستويات العلاقات وهذا الشيء نفتقده في معظم أعمالنا الإدارية، وهذه الخطوة هي لتحديد العلاقات الرأسية والأفقية في الجهة الرياضية ككل، فالهيكل الأفقي يبين من المسؤول عن كل مهمة، أما الهيكل الرأسي فيقوم بالتالي:
1 - يعرف علاقات العمل بين الإدارات العاملة.
2 - يجعل القرار النهائي تحت السيطرة. والتوظيف الرياضي الذي يهتم باختيار وتعيين وتدريب ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب في المنظمة.
أما التوجيه الرياضي وهو إرشاد وتحفيز الموظفين باتجاه أهداف النادي. وتأتي الرقابة الرياضية، وهي الوظيفة الإدارية الأخيرة التي تعنى بمراقبة أداء النادي أو الجهة الرياضية، وتحديد ما إذا كانت حققت أهدافها أم لا. دعونا نستعرض هذه الوظائف، مبتدئين بالتخطيط الرياضي وهو القاعدة التي تقوم عليها الوظائف الإدارية الأخرى والتخطيط عملية مستمرة تتضمن تحديد طريقة سير الأمور للإجابة عن الأسئلة مثل ماذا يجب أن نفعل، ومن يقوم به، وأين، ومتى، وكيف وبواسطة التخطيط سيمكنك إلى حد كبير من تحديد الأنشطة التنظيمية اللازمة لتحقيق الأهداف، ومفهوم التخطيط العام يحدد ما يجب عمله ونقطة البداية لهذا الهدف والعوامل التي ستساعد أو ستعوق تحقيق هذا الهدف، وما البدائل المتاحة لتحقيق الهدف، بل تصل إلى تحديد ما هو البديل الأفضل؛ لأنه من خلال التخطيط ستحدد طرق سير الأمور التي سيقوم بها الأفراد، والإدارات، وكل الجهات المنظمة للعمل الرياضي داخل النادي أو الهيئة الرياضية، ويشمل التخطيط كل الفترات قصيرة المدى أو المتوسطة أو بعيدة المدى، وعلى ضوء ذلك يتم تحديد الموارد المطلوبة وعدد ونوع الموظفين «فنيين، مشرفين، مديرين» الذين يحتاج إليهم العمل وتطوير قاعدة البيئة التنظيمية حسب الأعمال التي يجب أن تنجز «الهيكل التنظيمي» بجانب تحديد المستويات القياسية في كل مرحلة، وبالتالي يمكن قياس مدى تحقيق الأهداف مما يمكّن من إجراء التعديلات اللازمة في الوقت المناسب. والتخطيط يمكن أن يصنف حسب الهدف منه أو اتساعه إلى ثلاث فئات مختلفة، هي:
1 - التخطيط الاستراتيجي وهو الذي يحدد فيه الأهداف العامة.
2 - التخطيط التكتيكي وهو يهتم في الدرجة الأولى بتنفيذ الخطط الاستراتيجية على مستوى الإدارة.
3 - التخطيط التنفيذي ويرتكز على تخطيط الاحتياجات لإنجاز المسؤوليات المحددة للمجيرين أو الأقسام أو الإدارات. والتخطيط يجب أن يشمل، بجانب النواحي الإدارية النواحي الفنية، خاصة فيما يتعلق بالناشئين والشباب، حيث يشمل العناية بهم ورعاية الموهوبين منهم بصفة خاصة وتوفير سبل الحياة الكريمة حتى يستمر هذا المبدع وأن تزال كل العقبات التي تعترض طريق مسيرته الإبداعية ببرنامج متابعة التطور الفني والبدني لهؤلاء الناشئين ومواصلة هذه المتابعة في مرحلة الشباب، وإلى أن يصل اللاعب إلى مرحلة النضوج الكامل في كل مقاوماته البدنية والفنية والفكرية والذهنية. والوظيفة الثانية وهي التنظيم ويعرّف على أنه عملية دمج الموارد البشرية والمادية من خلال هيكل تنظيمي رسمي يبين المهام والسلطات، ونحن في عالمنا العربي نشكو من تداخل الاختصاصات، بل أسوء من ذلك ازدواجية التكليف في الأمور التنظيمية التي تتداخل فيها العلاقات والعواطف الشخصية؛ ولذلك تتسم معظم القرارات الإدارية بالعشوائية وتفتقر إلى العلمية والمنهجية، وذلك بسبب عدم التنظيم العلمي في العمل الرياضي، وهناك أربعة أنشطة بارزة في التنظيم:
1 - تحديد أنشطة العمل التي يجب أن تنجز لتحقيق الأهداف التنظيمية.
2 - تصنيف أنواع العمل المطلوبة ومجموعات العمل إلى وحدات عمل إدارية.
3 - تفويض العمل إلى أشخاص آخرين مع إعطائهم قدرا مناسبا من السلطة.
4 - تصميم مستويات اتخاذ القرارات. والغرض الأساسي من عملية التنظيم هو أن تعمل كل الوحدات التي يتألف منها «النظام» بتآلف لتنفيذ المهام لتحقيق الأهداف بكفاءة وفاعلية؛ لأن العملية التنظيمية تحقق الغاية في عملية التخطيط، إضافة إلى ذلك، فهي تضيف مزايا أخرى مثل:
1 - توضيح بيئة العمل لكل شخص والمهام والمسؤوليات المكلف بها كل فرد وإدارة، على أن يكون التقسيم التنظيمي العام واضحا وأن تكون نوعية وحدود السلطات محددة.
2 - يجب أن يكون هناك تنسيق بين جهات العمل المختلفة وإزالة العقبات والروابط بين وحدات العمل المختلفة، وأن يتم تطوير وتنمية هذه العلائق بصورة تجعل العمل ينساب ويخلق التفاعل بين الموظفين.
3 - يجب أن تكون العلاقة بين رئيس الاتحاد أو رئيس النادي أو المدير المسؤول عن الجهة الرياضية عبر الهيكل التنظيمي، حيث يتيح انتقال الأوامر بشكل مرتب عبر مستويات اتخاذ القرارات. ونأتي للوظيفة الثالثة، وهي التوظيف الرياضي، فالأشخاص المنتمون إلى الجهة الرياضية هم المورد الأكثر أهمية من جميع الموارد الأخرى، وعلى هذه الجهة تحديد وجذب المحافظة على الموظفين المؤهلين لملء المواقع الشاغرة فيها من خلال التوظيف والتوظيف يبدأ بتخطيط الموارد البشرية واختيار الموظفين ويستمر طوال وجودهم بالجهة الرياضية وعملية التوظيف مكونة من ثماني مهام صممت للتزويد بالأشخاص المناسبين في المناصب المناسبة هذه الخطوات الثمانية تتضمن: تخطيط الموارد البشرية، توفير الموظفين، الاختيار، التعريف بالمهام في العمل الرياضي، التدريب والتطوير، تقييم الأداء، المكافآت والترقيات وخفض الدرجات والنقل، وإنهاء الخدمة. وحينما تكتمل صياغة الخطط العامة وبناء هيكلها التنظيمي وتوظيف العاملين فيها، تكون الخطوة التالية في العملية الإدارية هي توجيه الناس باتجاه تحقيق الأهداف التنظيمية في هذه الوظيفة الإدارية، ويكون من واجب المدير تحقيق الأهداف من خلال إرشاد المرؤوسين وتحفيزهم وإتاحة الفرصة لهم للإبداع والابتكار وفق الخطة وآليات التنفيذ الموضوعة، وفي الماضي كان رئيس النادي يحمل على كاهله هم المشاكل المادية في تسيير أمور النادي، أما في عصر الاحتراف.. فأصبحت مسألة توفير المداخيل المادية يجب أن تنبع من مسؤولين متخصصين في الاقتصاد والتسويق والاستثمار، ووظيفة التوجيه يشار إليها أحيانا على أنها التحفيز، أو القيادة، أو الإرشاد، أو العلاقات الإنسانية لهذه الأسباب تعتبر وظيفة التوجيه هي الأكثر أهمية في المستوى الإداري، وإذا أراد أي شخص أن يكون مشرفا أو مديرا فعالا فعليه أن يكون قياديا فعالا، فحسن مقدرته على توجيه موظفيه تبرهن مدى فعاليته. وهناك الرقابة الرياضية، وهي على درجة كبيرة من الأهمية؛ لأن التخطيط، والتنظيم، والتوظيف، والتوجيه يجب أن يتابعوا للحفاظ على كفاءتهم وفاعليتهم؛ لذلك فالرقابة آخر الوظائف الخمسة للإدارة، وهي المعنيّة بالفعل بمتابعة كل من هذه الوظائف لتقييم أداء العمل ودرجة تحقيق أهدافه. ومن ضروريات الوظيفة الرقابية للإدارة، تحديد وإنشاء معايير للأداء التي ستستخدم لقياس التقدّم نحو الأهداف ومقاييس الأداء هذه تصمّم لتحديد إذا ما كانت الكفاءات البشرية والأجزاء المتنوّعة تسير على المسار الصحيح في طريقهم نحو الأهداف المخطط تحقيقها، وهناك خطوات للعملية الرقابية الأربعة؛ لأن وظيفة الرقابة مرتبطة بشكل كبير بالتّخطيط، بل في الحقيقة أن الغرض الأساسي من الرقابة هو تحديد مدى نجاح وظيفة التخطيط وهذه العملية يمكن أن تحصر في أربع خطوات أساسية تطبّق على أيّ شخص أو بند أو عملية يراد التحكم بها ومراقبتها، وهذه الخطوات الأساسية الأربعة هي:
1 - إعداد معايير الأداء وهي معيار أداة قياس صمّمت لمساعدة مراقب أداء القوة البشرية أو المنافسات أو البطولات التي تنظمها الجهة الرياضية، وهذه المعايير تستخدم لتحديد مدى التقدّم، أو التأخر عن تنفيذ الأهداف كانت المعايير، يمكن تصنيف المعايير إلى إحدى هاتين المجموعتين: المعايير الإداريّة أو المعايير التقنيّة، فيما يلي وصف لكل نوع:
أ - المعايير الإدارية وتتضمّن أشياء عدة كالتقارير واللوائح وتقييمات الأداء، التي ينبغي أن تركّز جميعها على المساحات الأساسيّة ونوع الأداء المطلوب لبلوغ الأهداف المحددة.
ب - المعايير التقنيّة وهي التي تحدّد ماهية وكيفية العمل وهي تطبق على كل طرق تنفيذ البرامج التي تضعها الجهة الرياضية.
2 - متابعة الأداء الفعلي، وهذه الخطوة تعتبر مقياسا وقائيّا.
3 - قياس الأداء بمعنى أن يقيس المديرون وقادة العمل في الجهة الرياضية الأداء ويحدّدون إن كان يتناسب مع المعايير المحدّدة، وما إذا كانت نتائج المقارنة أو القياسات مقبولة واتخاذ الإجراء اللازم إذا حدث أي خلل في الأداء وإعادة صياغة أوامره.
4 - تصحيح الانحرافات عن المعايير، وهذا يعني تحديد الإجراء الصحيح الواجب اتخاذه والذي يعتمد على ثلاثة أشياء: المعيار، دقّة القياسات التي بيّنت وجود الانحراف، وتحليل أداء الشخص أو الآلة لمعرفة سبب الانحراف. وهناك أصول عامة للإدارة نجدها عند هنري فايول، مؤلف كتاب ”النظرية الكلاسيكية للإدارة“، الذي طوّر الأصول الأساسية ال 14 للإدارة والتي تتضمن كل المهام الإدارية، وهي ملائمة للتطبيق على مستويات الإدارة الدنيا والوسطى والعليا على حد سواء:
1 - تقسيم العمل: التخصص يتيح للعاملين المديرين كسب البراعة والضبط والدقة والتي ستزيد من جودة المخرجات، وبالتالي نحصل على فعالية أكثر في العمل بالجهد المبذول نفسه.
2 - السلطة: إن إعطاء الأوامر والصلاحيات للمنطقة الصحيحة هي جوهر السلطة، والسلطة متأصلة في الأشخاص والمناصب فلا يمكن تصورها كجزء من المسؤولية.
3 - الفهم: تشمل الطاعة والتطبيق والسلوك والعلامات الخارجية ذات الصلة بين إدارة العمل والموظفين وهذا العنصر مهم جدا في أي عمل، من غيره لا يمكن لأي عمل أن ينجح، وهذا هو دور القادة.
4 - وحدة مصدر الأوامر: يجب أن يتلقى الموظفون أوامرهم من مشرف واحد فقط، بشكل عام يعتبر وجود مشرف واحد أفضل من الازدواجية في الأوامر.
5 - يد واحدة وخطة عمل واحدة: مشرف واحد بمجموعة من الأهداف يجب أن يدير مجموعة من الفعاليات لها الأهداف نفسها.
6 - إخضاع الاهتمامات الفردية للاهتمامات العامة: إن اهتمام فرد أو مجموعة في العمل يجب ألا يطغى على اهتمامات الجهة الرياضية.
7 - مكافآت الموظفين: قيمة المكافآت المدفوعة يجب أن تكون مرضية لكل من الموظفين وإدارة العمل ومستوى الدفع يعتمد على قيمة الموظفين بالنسبة للجهة الرياضية، وتحلل هذه القيمة لعوامل عدة مثل: تكاليف الحياة، توفر الموظفين، والظروف العامة للعمل. 8
8 - الموازنة بين تقليل وزيادة الاهتمامات الفردية: هنالك إجراءات من شأنها تقليل الاهتمامات الفردية، بينما تقوم إجراءات أخرى بزيادتها في كل الحالات يجب الموازنة بين هذين الأمرين.
9 - قنوات الاتصال: السلسلة الرسمية للمديرين من المستوى الأعلى للأدنى ”تسمى الخطوط الرسمية للأوامر“ والمديرون هم حلقات الوصل في هذه السلسلة فعليهم الاتصال من خلال القنوات الموجودة فيها، وبالإمكان تجاوز هذه القنوات فقط عندما توجد حاجة حقيقة إلى المشرفين لتجاوزها وتتم الموافقة بينهم على ذلك.
10 - الأوامر: الهدف من الأوامر هو تفادي الأخطاء في تنفيذ البرامج.
11 - العدالة: المراعاة والإنصاف يجب أن يمارسا من قبل جميع الأشخاص في السلطة، خاصة الإدارة العليا؛ فالمجاملة والعلاقات الشخصية تفسد العمل وتفقد الموظفين الثقة في مرؤوسيهم وتفقد فريق العمل روح التآلف.
12 - استقرار الموظفين: يقصد بالاستقرار بقاء الموظف في عمله ومنحه الثقة.
13 - روح المبادرة: يجب أن يسمح للموظفين بالتعبير بحرية عن مقترحاتهم وآرائهم وأفكارهم على جميع المستويات؛ فالمدير أو المسؤول القادر على إتاحة هذه الفرصة لموظفيه سيحقق النجاح المطلوب.
14 - إضفاء روح المرح للمجموعة: على المديرين تعزيز روح الألفة والترابط بين الموظفين ومنع أي أمر يعوق هذا التآلف. بمرور الأزمان تأكدت لنا حقيقة أن الإدارة الرياضية الصحيحة وما لها من ارتباط قوي في تطور المستوى الرياضي بجميع أشكاله، وبصفة خاصة كرة القدم، وهذه الحقيقة أثبتتها لنا الأيام بالتقدم الذي حدث في عدد كبير من الدول على مستوى الأندية والمنتخبات، فهناك العديد من الدول التي تمتلك كما هائلا من الموارد الاقتصادية والبشرية، لكن نظرا لانخفاض مستوى الإلمام بعلم الإدارة الرياضية كعلم بكل المرتكزات، بقيت في موقع التخلف بالمقارنة مع دولة أخرى تملك حجما أقل من الموارد، لكنها تتميز بارتفاع مستوى إلمامها بعلم الإدارة الرياضية، ولعل السر في ذلك يكمن في أن المعرفة الإدارية إنما تعني الاستغلال الأفضل للموارد وتوجيهات بطريقة تحقق لها الاستفادة من الموارد الاقتصادية وتوجيه العنصر البشري بطريقة تفجر كل طاقاته والاستفادة من كل إمكاناته بما يحقق النتائج التي تتوافق مع مردود هذه الاستفادة، والغالبية العظمى من إدارينا في العالم العربي يتعمدون على خبرتهم السابقة في العمل الإداري أو بناءً على مكانتهم الاجتماعية أو مواقعهم القيادية في مؤسسات الدولة أو القطاع الخاص أو لإمكاناتهم المادية أو لأنهم كانوا نجوما في السابق، ومع احترامنا لكل هؤلاء والذين يحتاج إليه العمل الرياضي فعلا، ولكن يجب دراسة علم الإدارة لأهميته في تسهيل الأمور الإدارية واختصار الوقت وجعل الإدارة شيئا سهلا مريحا لا يسبب القلق والتعب ومن ثم الابتعاد، نحن نريد الاستمرارية في العطاء؛ لأن:
1 - الإدارة هي الأداة الأساسية في تسيير العمل.
2 - يقع على الإدارة مسؤولية تحقيق الأهداف.
3 - الإدارة مسؤولة عن الإعداد للمنافسات الرياضية وتحقيق الإنجازات.
4 - الإدارة هي المسؤولة عن تحقيق الاستقرار في داخل النادي أو الهيئة الرياضية.
5 - الإدارة مسؤولة عن انخفاض معدل المستويات الفنية للفرق أو المنتخبات أو الاتحادات.
6 - الإدارة مسؤولة عن تحقيق التكامل بين الجهة الرياضية والمجتمع الخارجي.
7 - الإدارة مسؤولة عن تحقيق الترابط والتآلف داخل الجهة الرياضية.
8 - الإدارة مسؤولة عن إحداث التطوير والتقدم والتميز لكل الجهات التي تشرف عليها.
9 - الإدارة هي العنصر المحرك والموجه لكل مرافق العمل في الجهة الرياضية. إضافة إلى كل ما سبق، فإنه لا يوجد بديل آخر للإدارة، بالتحديد العلمي والواقعي للأهداف، والاختيار السليم للموارد مع الكفاءة في استخدامها من خلال التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة، كل ذلك يتطلب مستوى مرتفعا من التمييز الشخصي، مع مستوى محسوس من الشجاعة في مواجهة الظروف المتميزة، وهذا لا يتوافر إلا في أفراد الإدارة، وبحمد الله وعبر العديد من الوسائل والوسائط من الأجهزة الإلكترونية والحاسوب وخلافه التي تساعد الإدارة في أداء مهامها بصورة مرنة، وهي عامل مهم ومساعد في تنفيذ كل الأمور الإدارية، ويجب أن تستخدم في كل ذلك من أجل تجويد العمل وإتقانه واختصار الوقت والجهد والمال بواسطته، ومن أجل مواكبة كرة القدم العالمية فنيا، علينا أن نتطور إداريا وإخضاع الإدارة للقواعد العلمية، خاصة في عالم الاحتراف الذي لا يعرف الخطأ ولا يعترف بالجهل ولا مكانا للعشوائية والقرارات والنظريات الفردية في قاموسه، وعلينا أن نواكب هذا التطور حتى نخرج من دائرة تخلفنا الكروي.