أحداث 11 سبتمبر دمرت بناء لعدة عقود
عضو شورى سابق يستعرض ملامح وأبعاد العلاقات السعودية - الامريكية
قال رئيس مكتب سفارة الخليج للدراسات والاستشارات في التربية والتنمية بالرياض وعضو مجلس الشورى السابق الدكتور خليل بن عبد الله الخليل أن العلاقات بين السعودية وامريكا بدأت تجارياً ثم تطورت إلى علاقات استراتيجية في مجالات عدة.
ولفت إلى تفرد هذه العلاقة بأنها لم تكن نتيجة حرب أو استعمار سابق كما هو الحال في معظم البلدان العربية.
وأعتبر الحدث التاريخي في الاول من يونيو 1939 الذي شهد ضخ أول شحنة نفط للباخرة الأمريكية من مرفأ رأس تنورة باعتباره اللبنة الأولى التي نقلت المملكة إلى واقع مؤثر ومتغير مستشهداً بمقولة وزير البترول السابق المهندس علي النعيمي بأن هذا الحدث ”هو أول اتصال تجاري مؤثر بين المملكة والعالم الخارجي وغير المجتمع السعودي إلى الأبد“.
واستعرض خلال ندوة ”قراءة في مسيرة العلاقات السعودية الأمريكية“ بمنتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف، اهم سمات تشكل ملامح وأبعاد العلاقات بين البلدين.
ولفت الى أنها نشأت في جو طبيعي وضمن تفاعلات مصلحية مشتركة، والسمة الثانية هي التواصل الدائم رغم مرور تحديات اختبار لهذه العلاقة ولكنها لم تنقطع، وثالثاً العلاقة الشخصية بين القيادات العليا في البلدين التي أصبحت تقليداً في العلاقات السعودية الأمريكية، ورابعاً الشمولية والتوسع فهي بدأت بالاقتصاد والطاقة ثم شملت قضايا الأمن والسلم والتعليم والتدريب والتسليح ومسائل الأمم المتحدة.
وأشار إلى أنه رغم تقلص تزويد الولايات المتحدة بالنفط حالياً إلى 14% إلا أن النفط يبقى عاملاً استراتيجيا في علاقة البلدين حتى مع وجود النفط الصخري.
وبين أن الأصل في أي علاقات سياسية بين بلدين ان تكون محددة وغير شمولية غير أن الظروف والأوضاع السياسية قد تفرض هذا التوسع، وفي سياق تبيان جوانب ايجابية أفادت المملكة من جراء العلاقة مع أمريكا.
ولفت إلى ثلاث اتفاقيات مهمة بين البلدين الأولى في مجال التعليم وقعها الملك فهد عام 1974م وكان حينها وزيراً للداخلية بصحبة وفد ثقافي والثانية وقعها المهندس محمود طيبة وكيل وزارة المالية عام 1978م استكمالاً للأولى، وهي التي أسست لبرنامج البعثات في عهد الملك خالد والملك عبد الله والاتفاقية الثالثة والمهمة تمت في عام 2008م للتعاون التكنولوجي وحماية المنشآت الحيوية.
ونفى في هذا السياق وجود اتفاقيات سرية، ثم تطرق الدكتور خليل لمجال التعاون الأمني والسياسي بين البلدين حول الأزمات التي تحيط بالمملكة.
وتطرق لأبرز نقاط التباين بين البلدين متمثلة في القضية الفلسطينية، وقضية إيقاف البترول عام 1973م، والاتفاق النووي الإيراني، وقضايا الربيع العربي ودعم تنظيم الاخوان المسلمين يضاف إلى ذلك تصريحات الرئيس ترامب.
ولفت إلى طبيعة السياسة السعودية في التعامل مع تلك القضايا بالأسلوب المتأني، حيث يجري العمل مع الفريق المحيط بالرئيس لاحتواء آثارها والتي توجت أخيراً بزيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وتحدث عن الآثار المترتبة على أحداث 11 سبتمبر وانعكاساتها السلبية الكبيرة على العلاقات بين البلدين، موضحا أنها دمرت ما تم بناؤه على مدى عقود من الزمن.
وأشار إلى أن العلاقات السعودية الأمريكية مع تميزها طيلة هذه العقود غير أنها بقيت محصورة ضمن المؤسسات السياسية والأمنية ولم تتوسع للمؤسسات التشريعية كالكونجرس ومجلس الشيوخ والتعليمية كالجامعات او العلاقة المباشرة مع بعض الولايات إلاّ مؤخراً.
واكد استمرار العلاقة الاستراتيجية لوجود مصالح مشتركة تخدم الطرفين، وهذه الرؤية متبلورة على مستوى القيادات السياسية ومراكز الدراسات إلى أهمية الحفاظ على عمق ومتانة هذه العلاقات ورعايتها ضمن خطط استراتيجية بين البلدين.
وقال، ان السعوديين لم ينجحوا في تقديم أنفسهم للأمريكيين في مجال الأبحاث، ولم يعالجوا أهم الانتقادات بشأن مواضيع المرأة وحقوق الانسان وأحكام الاعدام والحريات الدينية وعدم تجريم العنصرية والطائفية بتشريعات وقوانين، الأمر الذي بفرض استمرارية التواصل والعلاقة بجهود وتكاليف زمنية ومالية أكبر من السابق.
وقد صاحب الندوة مشاركة الفنان عباس الخميس الذي تحدث حول تجربته في التصوير الضوئي القائمة على الترحال والسفر ورصد حياة الشارع في المجتمعات المختلفة. وعرض عدد من لوحاته عن مجتمع النيبال.