إعلاميون: عيد الأم تجسده كل الأيام والمرأة القطيفية شجرة شامخة
أكد إعلاميون ومثقفون في محافظة القطيف أن عيد الأم الذي يحتفل به في 21 مارس من كل عام، يمثل يومًا تجسده كل الأيام، والمرأة القطيفية شجرة شامخة تهدي رطبها جنيًا في كل الزوايا والإتجاهات، لتحتضن الأبناء حنانًا ودفئًا ولتمنحهم الحياة ولينسجوا بعطاءاتهم كل ما من شأنه أن يعمر هذه البسيطة.
جاء ذلك في استطلاع ”جهينة الإخبارية“ لرأيهم عن بعض مقاطع الفيديو التي تصور الأم القطيفية بشكل سلبي، وكأنها رجعية وتقليدية تكتنف مفرداتها السلبية، الذي أشار إليها الفنان عاطف الغانم في قناة التواصل الإجتماعي ”سناب شات“، مستنكرًا هذه الثقافة التي تصور الأم القطيفية من ناحية سلبية وصفها ب «العقيمة».
وذكر الغانم أنه بين فترة وفترة تصله بعض المقاطع تمثل فيها الأم القطيفية ذات لسان سلبي ”زفر“، باستخدامها أنواع الشتائم القبيحة و”الدعاوي“ السيئة - بحسب تعبيره -، مؤكدًا أن هذي المقاطع تسيء إلى الأم بشكل عام والأم القطيفية بشكل خاص.
وأشار إلى أن المشكلة في هذه المشاهد تكمن بأنها لا تحمل أي قيمة فنية أو رسالة هادفة ليستفيد منها المتلقي، وقال: ”إن الأم القطيفية من أروع الأمهات ولسانها دائمًا ينقط عسل بالدعوات الصالحة والطيبة“.
وأوضح أن الأمهات في كل بقاع الدنيا لهن قيمتهن واحترامهن، مشددًا على التعامل معهم من خلال القيمة التي وضعها الإسلام فيها، موضحًا أن الدين الإسلامي أعطى الأم مكانة رفيعة ومنزلة كبرى.
ودعا إلى عدم تداول النكت أو المشاهد التمثيلية التي وصفها بالسخيفة المعنية بالتهكم على الأم والإساءة لها، وقال: ”لكل أم لم تفرح في هذا اليوم لأن عيالها أهملوها، أقول كل عام وأنت بخير يا أم الجميع يا أمنا الغالية“.
وبينت الإعلامية شادن الحايك، أن الأم القطيفية نخلة قطيفية شامخة معطاءة، وأن كل يوم هو للأم، وتكمن المفارقة بأن اليوم العالمي للأم يوم من كل عام، تترجمه احتفالية موجهة ومرتب لها، في حين أن الأم تحتفل بأمومتها طوال العام.
وذكرت أن ما يُوصف بكونها ”رجعية“ هي نسبية في هذه الأيام، وقالت: ما تراه رجعيًا قد يراه غيرك قيمة لابد أن يحتفظ بها ويعزز وجودها، وأن المساس بها خط أحمر، مؤكدة بأن هناك شواهد عدة تدل على نجاح المرأة القطيفية في محيطها الصغير ”الأسرة“ ومحيطها الأكبر ”المجتمع“.
وأشارت إلى ما يخص جانب الثرثرة - بحسب ما يقال -، فإنها كأم وأي مثلها، تأتي الثرثرة لديهم من باب القلق والحرص، وقالت: قد نكون جميعنا على خطأ حين نتمنى لأولادنا مستقبل أفضل من مستقبلنا، ونتناسى أن علينا التوجيه لا التشديد والمتابعة لا المراقبة، أن نترك لهم الخيار للتجربة وذلك ما نخشاه حيث أن المستقبل هاجس الأمهات، وكل أم تعبر عن قلقها بطريقتها.
وأكدت أن الشدة والقلق لربما لا يتفهم الأبناء ذلك إلا حين يصبحون آباء وأمهات، مبينة أن الأم تبقى أم وإن تعددت طرق التعامل ومناهج التفكير في كل بقاع الأرض.
ووصفت عضو المجلس البلدي الإعلامية عرفات الماجد، يوم الأم العالمي بيوم رمزي جدًا لعطاء الأم الذي تتجسد وتتجلى فيه المشاعر.
وأضافت: أن أوضح وأثمن هذه الأيام وأهميتها، لتشعر أمهاتنا بالتقدير المطلوب، منوهة إلى أنه وإن كان علينا إثبات ذلك طوال أيام العام، وقالت: ”ولكن تجسيد هذا اليوم له أثره النفسي الكبير على قلوبهن الجميلة“.
وأكدت بأنها تجدها أجمل أم في بساطتها التي بدأت منذ فترة ليست بالقصيرة ببلورتها للتحول، لأن مثالية منتجة لولاها لما كان أبناء القطيف يحصدون الجوائز في شتى المجالات.
وبلغة الإعتزاز والفخر، بينت بأنها احتوت ضعفنا بحنانها الغامر بدون أن تلونه بأساليب تربوية حديثة، واعتمدت على الحس الحسيني الزينبي وعلاقة السيدة فاطمة بأبنائها، مؤكدة هذه هي الأم القطيفية التي تمنح بلا حدود.
وبين اعتصار القلب واشتياقات الروح، قال الإعلامي ماجد الشبركة: ”أمي، ليتها تعود، فليس في الكون ما هو أرقى من رجعيتها وأنقى من ترابيتها وأعذب من لسانها، ماذا عساني أن أقول سوى ليتها تعود، هذه أمي، لا توفيها أي كلمة“.
وأضاف، ”لا أعرف ما هو وما تقييمنا لغير التقليدي وما هو مستوانا وموقعنا من هذا التقييم، حتى يدّعي البعض بأن الأم القطيفية تقليدية، موضحًًا بأنها نصف المجتمع إن لم تكن كله سواء في المرحلة الريفية، التي كان يعيها المجتمع عندما كان يعمل الغالبية في الفلاحة أو في مرحلة ما يسمى بالتمدن الآن، مؤكدًا بأنها الحاضرة المربية العاملة“.
وقال: ”لنسأل أنفسنا قبل توزيعنا الإتهامات للمرأة، ماذا نفعل في المقاهي والديوانيات والمزارع حتى الليل، بينما هي تتولى مسؤولية ما تملصنا منه من هموم منزل وأبناء وتربية وغيره، مؤكدًا بأن هكذا تقييم فعلاً مخجل لحد الخجل“، مستنكرا نظرة «ثرثارة أو تقليدية»، مبينًا أن تخصيص يوم سنوي للأم هو فرصة لتربية الجيل الناشئ على بر الوالدين.
وأوضح الإعلامي برير الأمرد، أن الأم في كل مكان، حنانها فطرة من الله ومن غير الصحيح اطلاق تخصيص أم قطيفية أو أم أجنبية إلى آخر التصنيفات، وقال ”إن الله ورسوله أوصانا بالأم ولم يحدد جنسيتها، داعيًا إلى أن يكون الإنسان قريبًا من لله وكتابه - القرآن الكريم -، ليعرف من هي الأم، حتى لا تسول لنا أنفسنا أن نطلق عليها هذه المصطلحات غير اللائقة“.
من جهة أخرى، تناغى الكاتب محمد الحميدي بوالدته، وقال: ”أمي ما زلت طفلاً، وسأبقى طفلاً بين يديك، وأنت تحتضنينني، وتزيلين الأسى والهموم من عيني، وتعيدين النشاط إلى روحي الهرمة من أثقال هذا الزمان الملبد بالدماء“.
وتابع: ”ما زلت طفلًا وسأبقى، فالطفولة، هي اللغة الوحيدة التي أجيدها أمامك، لن أكبر يومًا، لن أصبح راشدًا، لن تنظرين إلى وليدك الصغير سوى بعين الحنان، الرأفة، العشق، أنا ابنك الصغير، جاوزت عامي الثامن والثلاثين، وما زال شعور الطفولة في فمي، وذكرياتها تخترق ذاكرتي، صوتك ينبعث من مالضي الجميل، فلا أجمل من ذكريات الطفولة في أحضان الأمومة“.
وأضاف: لست مستاء من ثرثرتك على رأسي، عندما كنت طفلًا لا أجيد سوى السماع، كنت تمطرينني بأجمل الألحان، تناغين مستقبلي المشرق، تتمنين الأفضل لي، دائمًا تذهبين في خوفك عليَّ إلى الحد الأقصى، تلاحقينني بدعواتك الطاهرة، تختمين كلماتك بلفظ ”يا الله احفظه، احمه من كل سوء“.
وأردف بعد أن كبرت ُ، اكتشفت أنك ما زلت تتمنين الأفضل لي، دعواتك ظلت تلاحقني، واكتشفت أيضًا أنني لا زلت في داخلي أحمل طفلاً لن يكبر يومًا من الأيام، بل أصبحت أتمنى أن لا يكبر، فما زلت محتاجًا إلى حنانك؛ لأواجه نزق العالم، بؤسه، نزفه المستمر.
وتابع: كيف أنسى صلابتك وأنت تصارعين من أجلي الدنيا، تبحثين عني مساء كل ليلة، تعيدينني إلى الفراش، تنهمكين بتدليلي، بعد يوم من اللعب الطويل، وكدمات تملأ جسدي من الركض، السقوط، بكائي بين يديك ذريعة أخرى لكي تجددين العهد، تقومين بحضني، لفي بحنانك الإلهي.
وأكد لستِ امرأة خارقة أعترف بذلك لكنك في نظري أجمل هدية وهبتها لي السماء، استطعت الصمود في وجه الفقر المدقع، أخرجتني من مشاكلي الواحدة تلو الأخرى، كلما احتجتك وجدتك بجواري، لم تبخلي عليَّ بالمشورة حينما راهقت وتمردت على واقعي، صبر الجبال ظل لصيقا بك، حليفًا للياليك، وبين يكذبون حين يتحدثون عن أيامك بسوء، المرأة العظيمة فيك لا تنطفئ شعلتها، ربما لو عاد الزمان قلليلاً، لرأيناهم يتهامسون حولك، ينجذبون إلى أحضانك، وقت أن كانت الفراغات غير ممتلئة في حيواتهم، يكذبون على أنفسهم، فأنت أعظم أم عرفتها، أفضل امرأة رافقت مسيرتي، وستظلين في ذاكرتي إلى الأبد، أمي أحبك، سأظل طفلًا وادعًا بين يديك".
وبينت القاصة زينب العلي، أنه برغ التندر والتهكم على تصرفات الأم القطيفية، التي انتشرت مؤخرًا عبر وسائل التواصل الإجتماعي، إلا أنها تظل لها ميزتها الخاصة وحنانها الذي لا يعادله حنان، مشيرة إلى أن العبارات والكلمات، التي ارتبطت بحب الأم القطيفية لأبنائها لا تسمعها إلا منها، مثل ”يا خلف أبويي“ و”يا خلف افادي“، مبينة أنها كلمات بسيطة في معانيها متواضعة في تركيبها، لكنها تعبر عن كل معاني الحب والأمومة.
وأكدت بأنه مهما تفاوت المستوى التعليمي لأمهاتنا بين الماضي والحاضر، تبقى الأم القطيفية مضرب المثل على مستوى المنطقة في إنتاج أجيال مثقفة يميزها فكرها العالي وتفوقها الدراسي، وقالت: ”تحية إجلال وتقدير مني، لجميع الأمهات القطيفيات دمتم ودام عطائكن“.
وأكد علي النمر - من أهالي الأحساء -، أن الأمهات اللواتي أنبتن جيلاً منسابًا مع واقعه من المخجل أن تفتح الأبصارعلى غير فضلهنّ عليها، والعبرة بالنتائج.
يذكر أن 21 مارس، عيد الأم أو يوم الأم، الذي يطلق عليه باللغة الإنجليزية Mother's Day، يحتفل به في بعض الدول، لتكريم الأمهات والأمومة ورابطة الأم بأبنائها وتأثير الأمهات على المجتمع، الذي ظهر برغبة من المفكرين الغربيين والأوروبيين، بعد أن وجدوا الأبناء في مجتمعاتهم يهملون أمهاتهم ولا يؤدون الرعاية الكاملة لهن، فأرادوا أن يجعلوا يومًا في السنة ليذكروا الأبناء بأمهاتهم.