آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 4:07 م

الشيخ الصفار يرفض التخويف من البحث في الافكار والاشكالات المعرفية والدينية

جهات الإخبارية

رفض الشيخ حسن الصفار حالة التخوّف والتخويف من البحث والنقاش في الافكار والتساؤلات والاشكالات المعرفية والدينية على قاعدة التسلح بالمنهجية السليمة وممارسة التفكير الحر.

جاء ذلك خلال حديث الجمعة في مسجد الرسالة بمدينة القطيف.

وقال الشيخ الصفار ”لا ينبغي ان يتهيب الفرد أو المجتمع من النقاش في الافكار والتساؤلات والاشكالات حول القضايا المعرفية والدينية“.

وحثّ على التسلح بالمنهجية السليمة وممارسة التفكير الحر في مناقشة مختلف القضايا والتساؤلات.

وأضاف القول ”لابد من بذل جهد للوصول إلى المعرفة، ولا بد من التحلي بالمنهجية الموضوعية، وعدم الاستعجال، والوقوع تحت الانفعالات النفسية“.

ورأى بأن أجواء الانفتاح العالمي نقلت إلى مجتمعاتنا الدينية حالات من الاختلاف والصراع الفكري ”وذلك أمر طبيعي“. قائلا بأن بعض الناس يصدمهم النقاش في افكار كانوا يرونها من المسلمات.

وتابع أمام حشد من المصلين والمصليات ”ان بعض الناس يتصورون من بساطتهم أن بروز هذه التساؤلات والنقاشات بمثابة بداية النهاية للدين والمذهب وأننا بتنا نعيش آخر الزمان“.

وفنّد ذلك التصور بقول أحد المراجع الدينية الكبار في النجف الأشرف وهو الشيخ الفيّاض الذي رأى في بحث فقهي أن 94 بالمئة من المسائل الدينية هي محل نقاش، في مقابل 6 بالمئة فقط تعد من الضروريات التي لا نقاش فيها.

ومضى يقول ”ان الأديان اقوى وأمنع من ان تنسفها أو تضعفها الاشكالات، وما يطرح اليوم في جوهره ليس جديدا بل كان موجودا من اول الزمان“.

ويرفض الخطابات المدغدغة للمشاعر

وقال الشيخ الصفار ان الرسالات السماوية لا تريد من أتباعها أن يكونوا سذّجا أو إمّعات وإنما تحثهم باستمرار على التفكر والتعقل والتدبر في معتقداتهم الدينية.

وشدد القول انه بخلاف المسائل الفقهية التي تتطلب قدرة معينة على الإستنباط يبقى المجال الديني على مستوى المعارف والأفكار مسرحا لإعمال العقل والعلم والوعي وليس التبعية.

وحّث على التأني حيال الأفكار الدينية الجديدة وعدم رفضها جزافا والتوجه عوضا عن ذلك إلى الوقوف على حقيقتها في مصادر المعرفة التي باتت متاحة للجميع عبر الشبكة العنكبوتية.

وتابع القول انه بعد البحث ”إذا لم يقتنع المرء بكفرة فليس ملزما بالايمان بها ولكن لا داعي للخوف والتخويف منها“.

وانتقد الشيخ الصفار بعض الخطابات الدينية ”التي لا تصدر من جهات تعتمد التحقيق والبحث وانما تختار من التراث ما يدغدغ العواطف والمشاعر“.

وقال ان عدم التدقيق في مصادر الروايات او القصص المطروحة يفقد الثقة بمكانة المنبر الديني في اذهان المستمعين.

وأضاف بأن هذه الحالة تسبب التشويه لمذهب أهل البيت وارباكا في اوساط المؤمنين وتعطي الذريعة للتصيد من قبل المغرضين، داعيا الواعين إلى الدفع باتجاه الارتقاء بالخطاب الديني.

ودعا أفراد المجتمع إلى المساهمة في الارتقاء بالخطاب الديني من خلال النقد البنّاء للخطباء الذين لا يولون العناية الكافية بالبحث والتحري عن مصادر أقوالهم.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 4
1
الكاشوان
[ جزيره تاروت الحبيبه ]: 18 / 3 / 2017م - 1:06 م
حفظك الله مولانا🍁في الواقع اليوم لا تجد الى القليل يقول مالا يفعل وهذه الطامه الكبرى🍁او يقول ويفعل عكس ما يقول🍁وكذا لا نجد الخطيب لايختلط بالمجتمع ويقضى حوائج الناس او حتى اقاربه🍁النبي واهل بيته لم يقولوا شئ الى يفعلوا وثم يقولوا 🍁اذا كان الخطيب لا يضحى لن يرتقى وكذا المجتمع 🍁من صفات الخطيب الشجاعه يكون المجتمع شجاع (🍁)
2
أبو سعيد
18 / 3 / 2017م - 2:31 م
ذكر سماحة الشيخ الفياض في مقدمة كتابه الأصولي (المباحث الأصولية) وكذلك في رسالة (النظرة الخاطفة في الاجتهاد) أن الأحكام الشرعية تنقسم إلى ضروري ونظري، وذكر أن الضروري يشكل 6 % تقريباً من الأحكام الشرعية وذكر أن البقية تتوقف على الاجتهاد والاستنباط فلابد لغير الفقيه أن يرجع للمجتهد في ذلك.

والملاحظ أن الشيخ الصفار عمم الأمر لـ المسائل الدينية والمعارف كما هو محل حديثه.

وبالتالي فاستشهاده بكلام المرجع الفياض مغالطة واضحة وتوقع في الوهم، فينبغي التأمل جيداً.
3
...
[ القطيف ]: 18 / 3 / 2017م - 9:44 م
الأخ أبو سعيد ...

أولا : الشيخ موضوعه طرح التساؤل والإشكال ، أي أن المكلف إذا أشكل عليه شيء في المسائل غير الضرورية بإمكانه طرح السؤال إذ أن المسائل الإجتهادية ليست وحيا !

ثانيا : من قال أن المكلف يرجع إلى المجتهد في جميع المسائل الدينية على نحو التقليد حتى تلوح بعدم شرعية طرح السؤال والإشكال ؟ فالمسائل العقائدية يجب فيها على المكلف التحصيل لا التقليد والتقليد في الفقه فقط .

أخيرا : عالم الدين وظيفته إيصال رسالة الدين إلى الناس ، و الإجابة على التساؤلات والإشكالات والحث علي طرحها بقصد اتباع الحق وبشكل علمي هو منهج أهل البيت ( ع ) . والمغالطة هي استظهارك ما لم يكن الشيخ بصدد بيانه و الدليل موضوعه الموحي بقصده ولا مجال لتفسير كلامه كما اشتبهت في تأويله وهو بيّن .
4
أبو سعيد
19 / 3 / 2017م - 1:40 ص
ختمت كلامي بطلب التأمل الجيد ولكن يبدو أن المعقّب لم يعمل بذلك.