الفرج: الخطاطون هم من وضعوا الهمزة في بطن الكاف
أوضح معلم اللغة العربية حسين الفرج أن مايُرسم داخل الكاف ليست بهمزة في الأصل وإنما هي كاف صغيرة زنادية «تشبه زند الإنسان»، وضعها الخطاطون لما رأوه من الالتباس في رسم حرف الكاف مع رسم حرف اللام، ومع الوقت تطورت وأصبحت ترسم كهمزة.
جاء ذلك بعد أن تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً صورة تتحدث عن كتابة حرف الكاف وماهية الهمزة التي ترسم بداخل بطنه.
وتحدث الفرج عن نشأة الحروف العربية التي يرى البعض أصلها مشتق من لغة أهل الحيرة في الشمال حتى وصلت إلى مكة، فيما يرى آخرون أن أصله مأخوذ من حمير بالجنوب، وهم يرون أن الخط انتقل من اليمن إلى الحيرة ثم إلى الطائف ومكة، لافتا إلى أن أغلب الباحثين يرون أصل الحرف العربي مأخوذ من الخط النبطي؛ والأنباط هم عرب قطنوا شمالي الجزيرة العربية وعاصمتهم البتراء.
وبين أن الحرف العربي نشأ من دون نقط أو حركة؛ إلا أن اتساع رقعة الدولة الإسلامية واختلاط العرب بالعجم أفشى اللحن.
وذكر أن أبو الأسود الدؤلي الذي تعلم مبادئ النحو من أمير المؤمنين علي قد وضع الحركات على الحروف، وكانت عبارة عن نقطة حمراء فوق الحرف للدلالة على الفتحة، ونقطة تحت الحرف للدلالة على الكسرة، ونقطة بجانب الحرف للدلالة على الضمة، وأهمل السكون؛ لأنه رأى في عدم وضع الحركة دليلاً عليها.
ونوّه أن أهل المدينة أدخلوا علامة الشدة فجعلوها قوسين فوق الحرف للحرف المشدد المفتوح أو تحته للحرف المشدد المكسور أو على يساره للحرف المشدد المضموم، وزاد أهل البصرة علامة السكون فكانت عبارة عن شرطة «-» توضع فوق الحرف.
وتحدث عن تطور الحرف العربي مع الوقت، وقال: ”عندما جاء نصر بن عاصم الليثي «ت 89 هـ » وهو من تلاميذ أبي الأسود قام بنقط الحروف المتشابهة، ورتبها بالترتيب الهجائي المعروف لدينا الآن، وهو ترتيب حسب الحروف المتشابهة في الرسم“، لافتا إلى أنه وضع نقط حرف الشين بشكل أفقي - على كل سنة نقطة -، غير أن الخطاطين جعلوها على شكل مثلث حتى هذا اليوم.
وأشار إلى أن حرف الكاف لم تكن في السابق تلتبس بحرف اللام، لكنها تطورت على الخطاطين فأصبحت تلتبس باللام، وعليه تم وضع كاف صغيرة زنادية «- تشبه زند الإنسان -، ومع مرور الوقت حوّلها الخطاطون إلى ما يشبه الهمزة وهي ليست بهمزة.
وذكر أن الكتابة العربية تراوح مكانها رغم مناداة الباحثين بضرورة تخليصها من بعض القواعد القديمة، التي انتفت الحاجة إليها الآن إلا أنه لا يوجد قرار سياسي يلزم بذلك كما كان سابقًا.