مشاكل تغطية المصارف الزراعية تدفع ”التحسين“ لدراسة الحلول بعد اختناق المزارع
يعمل مكتب التحسين الزراعي بالقطيف التابع لهيئة الري والصرف على دراسة موسعة، لمعالجة ووضع حلول لجميع المشاكل المترتبة على مشروع تغطية المصارف الزراعية الرئيسية تفادياً لمشاكل مستقبلية.
وكانت مزارع أغلب بلدتي الجارودية وأم الحمام قد تضرر كامل محاصيلها الزراعية لهذا الموسم بسبب ”اختناق“ تشبع تربتها من برك الأمطار المتكونة بعد ”أسبوع المطر“ الشهر الماضي، لفشل المصارف الفرعية نقلها للرئيسية حيث الأخيرة غير مهيئة لاستيعاب هذه الكمية بعد التغطية.
وأدى تشبع تربة المزارع بالمياه إلى تكون برك عميقة تصل إلى 30 سم مغرقة المزروعات ومكونة مستنقعات جاذبة للحشرات بحسب معاينة المزارعين، مطالبين بحلول جذرية حتى لا تتكرر الخسائر في الأعوام المقبلة.
وأوضح مدير مكتب التحسين الزراعي بالقطيف المهندس عثمان الصرعاوي، أن هطول الأمطار الغير متوقعة وبكميات كبيرة على المنطقة أدت إلى تصريف مياه كبيرة على المصارف الزراعية بشكل عام.
وقال: ”أن تصريف بعض الجهات الحكومية على المصارف الزراعية وبكميات كبيرة تفوق قدرة استيعاب المصرف وارتداد المياه على المزارعين والذي هو مخصص بالأساس للتصريف الزراعي فقط.“
وبين أنه لوجود بعض الانسدادات والاختناقات التي تم معالجتها في حينها من قبل المشروع - وبإذن الله - سوف يتم معالجة ودراسة جميع المشاكل وبشكل موسع لتفادي المشاكل مستقبلا ووضع الحلول لها.
وذكر حسن العبدالله صاحب إحدى المزارع المتضررة بالكامل من مياه الأمطار ل ”جهينة الإخبارية“: أن ”المزروعات كلها تضررت بسبب عدم وجود مصارف زراعية رئيسية أو فرعية قريبة من مزرعتي“.
وتابع: ”وبالرغم من أنني مهتم قديماً بالتصريف بالدرجة الأولى ولكن لزحف البناء وقربه من مزرعتي لم تتسع غرف التفتيش لتلك الكمية ولكون مزارع جيراني تصب على مزرعتي قد فاقم أو ساهم من وضع مزروعاتي للأسوأ“.
ولفت إلى أن قيمة ما دمر من المزرعة تصل قيمته إلى خمسون ألف ريال إضافة لتضرر الحيوانات التي ما تزال تعيش أسوأ حالاتها بفعل البعوض المتكاثر.
وذكر أن جميع الورقيات وأشجار المزرعة من الحمضيات والتوت والكنار والببايا والبرسيم قد ماتت بسبب تشبع تربتها لمدة لا تقل عن 3 أسابيع دون تصريف.
وقدم العبدالله معروضاً وقع فيه 8 مزارعون آخرون متضررون لمكتب التحسين الزراعي والذي باشر بشفط المياه من برك الأمطار.
وعمل ”التحسين“ على تنظيف المصارف الفرعية وتركيب مواطير إضافية لكي يتاح للمياه التسرب للمصرف الرئيسي.
الجدير بالذكر أن عدداً من الباحثين قدموا دراسة ميدانية معمقة حول أضرار تغطية المصارف الزراعية بالقطيف قبل عامين من الآن للجهات الحكومية المعنية، تلفت فيها عنايتهم إلى الإجراءات الخاطئة المتبعة في تغطية المصارف الزراعية دون دراسة لتوابعها المستقبلية.
ولفتت الدراسة أنه لم يؤخذ بالحسبان مصادر المياه الزائدة ودراستها كمياه الأمطار حيث يتطلب التخلص منها، إضافة لانعدام الجدوى من المصارف الفرعية المساعدة بعد تغطية الرئيسية بسبب مشكلة هندسية بالمشروع ما سيؤدي لاحتباس التربة وموت المزروعات خلال 5 سنوات من المشروع.