”Film 4 February“ يدعو لمقاومة السرطان
دعا الفيلم القصير ”Film 4 February“ إلى مقاومة وتحدي مرض السرطان بالصبر الجميل والأمل في الحياة، مؤكدًا أن المرحوم ”أحمد أبو السعود“، الذي تعرض إلى نكسة صحية بعد تعافية من المرض ليفارق الحياة مثالاً يحتذى، مبينًا أن السرطان مجرد جزء من حكاية الحياة وليس الحياة بأكملها.
وذكر المخرج وكاتب السيناريست حسين العباس لـ ”جهينة الإخبارية“، بأنه كانت لديه فكرة لإعطاء المرضى فسحة من الأمل ليكتب الفيلم، مشيرًا إلى أنه تعرف على أحمد أبو السعود - رحمه الله -، الذي وافته المنية بسبب مرض السرطان منذ فترة خلال صداقتهما، حيث رأى بأنه خير من يعطيه حالة المرضى، خصوصًا بكونه يحمل صولات وجولات مع المرض.
وأوضح بأن الفيلم تناول حالة الصراع النفسي للمعانين من هذا المرض، ليغرس بين جنباته دعوة تحمل عبر طياتها تفعيل عنصر المواجهة والتحدي وعدم الاستسلام للمرض، الذي يعتبره الأغلب من الناس أنه من الأمراض الصعبة ومنهم من يستسلم له.
وأكد أن المواجهة والتحدي لها دور كبير في التغلب عليه، متمنيًا على كل من يعاني المرض إلى السعي الحثيث لمواجهته بكل السبل وبكل ما أوتي من قوة، متلحفًا بالأمل والصبر الجميل وتسخير كل معطياته وإمكانياته الحياتية لتحفيز ذاته، مبتعدًا عن الإنعزالية والهروب من الواقع والمجتمع.
واستنكر اطلاق البعض جملة ”أنت مصاب بالسرطان، وستموت بعد شهرين“، واصفاً هذه الكلمات بغير المسؤولة وأن الأعمار بيد الله.
وقال: ”كم مريض عاش لسنوات مع يأس الكثير من الأطباء ومن حوله بشفائه، لكن بقوته وإرادته وتفائله وصبره الجميل، كل ذلك يعد دافعه الكبير لمقاومته المرض و- الشفاء بيد الله -، لهذا كانت نبضاتهم تنبض بالحياة“.
وأجاب بأنه من الناحية الإخراجية، وجود المرايا والماء والظلمة والآلام المنبعثة من العينين كلها تعبير عن الحزن واليأس، لتأتي حالة السعد والفرح في نهاية الفيلم، بأن الإنسان مجموعة مشاعر وقد تكون هذه المشاعر متضاربة ومتناقضة، خصوصًا عند المواقف الصعبة، حيث أن معرفتنا بأخبار قد تكون صادمة لنا كالمرض فإنه يبقى الأمل هو الفاصل والبوصلة.
وبين أن الصراع كان مختزلاً في المنزل كحالة تعبر عن انزواء بعض اللذين يعانون من هذا المرض، لتدعوهم للإنخراط في المجتمع، وأن يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي ”هذا ما يحدث للأغلبية للأسف“.
وأكد أن من حق المريض أن يعيش حياته الطبيعية وأن لا ينزوي ولا يستسلم أبدًا، فلا يدري قد يحدث الله بعد ذلك أمرًا.
واستعرض الفيلم حالة تحدي للمرض ناجحة، لغرس ثقافة التحدي والصبر في وجهتها الواقعية للمصاب - أبو السعود -، الذي تغلب على المرض ليكون نموذجًا يحتذى.
وأشار إلى أن أبو السعود أصيب بالمرض منذ 2003 وعاش حتى 2017، وكان في كل مرة رغم التعب يواجهه بإصرار على الشفاء.
وجاءت نهايته، تجسيدًا فعليًا واقعيًا لإمكانية الشفاء وذلك من خلال ابتهاج المرضى به - أبو السعود -، تصفيقًا وتشجيعًا واستشراف حياة كانت في ما سبق تختزل المعاناة، لتكون سعيدة بالشفاء لتجذر في حياة المرضى بأنه لا يأس مع الحياة، وأن الظلمة إن طال أمدها لابد يومًا تشرق في حياة الإنسان.
وقال: ”أحمد أبو السعود - رحمك الله - صديقي العزيز أتمنى أن تكون رسالتك وصلت، أمي وزوجتي أنتم سبب النجاح“.