القاصة «الشمر» تصدر مجموعتها «رغبة جامحة»
جهات الإخبارية جمال الناصر - القطيف
أصدرت القاصة أميرة الشمر، إصدارها «رغبة جامحة» عن نادي حائل الأدبي بالتعاون مع دار المفردات للنشر والتوزيع بالعاصمة الرياض، الذي يحتوي على 14 قصة قصيرة و38 قصة قصيرة جدًا، في 102 صفحة من القطع المتوسط.
من خلالها تخترق «الشمر» بلغتها الإيحائية - البلاغية - ذاتية المتلقي، تستفزه، تجعله يتعمق، لتبتعد عن الكلاسيكية، في اتكاءة على انفتاح شرفة المعنى، احترامًا لذائقة المتلقي.
إن أحرفها، تترجم برؤيتها لواقع المرأة لغة قصصية، أشبه ما تكون متنفسًا لها، ابتعاث أمل مخبوء عبر أرواق النص، تخرجها من غيبوبة الواقع، تدخلها يقظته.
«جهينة الإخبارية»، أجرت حوارًا مع القاصة أميرة الشمر، عن إصدارها الثاني «رغبة جامحة».
بداية أميرة الشمر، بطاقتها الشخصية.
ولدت في محافظة القطيف وغادرتها لسنوات طويلة وعدت يحذوني الشوق، عشقت الأدب منذ تفتحت أزهاري على صرير قلم جدي وعمي الشاعرين، بدأت الكتابة في سن المراهقة بكتابة الخواطر والقصص القصيرة، ومن ثم نظمت الشعر، تخرجت من جامعة الملك عبد العزيز بمدينة جدة عام 1424 هـ ، كلية الآداب قسم - علوم المكتبات والمعلومات - ثم تابعت دراستي في معهد البسام وحصلت على دبلوم إنجليزي، عشقت الصحافة وكتبت جميع أنواعها وودعتها، في كل مرة أجد نفسي أسيرة الحروف والمعاني، كحرف كامن في رحم الأبجدية، إن حكاية كل قاص، هي حديقة للورد يقتطف حكاياتها من وجوه العابرين في حياته ومجتمعه.
هل من الممكن أن تحدثينا عن إصدارك الثاني - رغبة جامحة - وعن أي دار نشر بزغ للضوء؟
رغبة جامحة -، مجموعة قصصية صدرت مؤخرًا عن نادي حائل الأدبي بالتعاون مع دار المفردات للنشر والتوزيع بالرياض والعنوان لإحدى قصص المجموعة والتي تحكي معاناة بعض المغتربات وهي قصة حقيقة لفتاة تدرس بالولايات المتحدة الأمريكية وتتعرض للتحرش من زميلها في كلية الطب البشري، الذي يقطن ذات بلدتها، من يفترض عليه أن يحميها، وقد ترددت في اختيار هذا العنوان كي لا يؤول على محمل آخر غير المقصود وبما أن معظم النصوص عنصرها الأساسي المرأة فإن عنوان المجموعة يعزز الرومانسية ويلغي القيود التي وضعها المجتمع للحد من انطلاقها وإبداعها.
أن القارئ لإصدارك الأول» عش الحنان «، عطفا على الثاني» رغبة جامحة «، يجد ثمة شيء مختلف بينهما، كموضوع وأسلوب، ما تعليقك؟
البدايات لها لون وعبق الزهر فجاءت مجموعتي الأولى ”عش الحنان“، حاملة هموم وتطلعات المرأة، وقد عاب بعض النقاد عليها حيث فرضت عليً المخرجات نهايات مغلقة مع بساطة الأسلوب وكانت أقل بلاغة من ”رغبة جامحة“، التي اتسمت بالنضج من خلال القراءة والمتابعة، إضافة للنهايات المفتوحة والقصص القصيرة جدًا، التي لم يكن لها وجودًا في إصداري الأول.
”رغبة جامحة“، كعنوان أهي صرخة أرادت القاصة أن تجمع فيها آهات المرأة، ألمها والهم الاجتماعي، بكونه يمثل حالة رفض، تعانق المتلقي في قالب قصصي؟
رغبة جامحة كعنوان أردت من خلالها تعزيز القيم الإنسانية ونبذ الغرائز الغير مقيدة وتفعيل عنصر التشويق لاستشفاف جمال المجموعة ورقيها وفي الوقت نفسه، هي صرخة مدوية ضد قمع المرأة، تحمل همومها وتطلعاتها.
بالنسبة لإصدارك ”رغبة جامحة“، تركيبته البلاغية مستفحلة، أهو منعطف مغاير، يفتح نافذة لثقافية السرد لديك مستقبلا؟
نعم. تركيبته البلاغية تختلف كثيرًا عن إصداري الأول ”عش الحنان“، فقد اكتسبت خبرة أكثر في عالم السرد من خلال الاهتمام بهذا العالم الجميل، كتخصص، إني أعد نفسي قاصة بالدرجة الأولى وقد يفتح لي ذلك بابًا للانغماس والولوج في المعاني والبلاغة والتمكين وإظهار مخرجاتي القادمة بشكل أجمل.
الأسلوب البلاغي، الرافض للكلاسيكية - المباشرة -، في صياغة النص من جهة، ومن جهة أخرى زاويته، البوصلة التي تقودك في ترجمة الواقع، أين تكمن؟
لابد من مزج الكلاسيكية بدرامية القصة، تأخذ من الواقع المادة التي تصاغ بها واللغة التي تحاكيها، لتأتي قدرة القاص في استنطاق الواقع في شكل قصة هادفة إلى جانب عنصر التشويق والمتعة.
الحياة دراما يعيش ضمنها الإنسان، ماهية فكرة النص، التي تستفز يراعك وفكرك؟
ليست هناك فكرة معينة تستفزني دون غيرها، الكتابة لدي حالة مزاجية، ما أن تأتي الفكرة، أكتبها بلا قيود.
هل القارئ لديك مشاغب، ألا تخشين من تيه المتلقي في النصوص، أم أنك تؤمنين بانفتاحية النص، من خلال الابتعاد عن المباشرة في الكتابة، لتخلقي جواً متسع الأفق للمتلقي؟.
نعم. يفترض أن يكون مشاغبًا، وبعيدًا عن تيه اللغة، ليؤول النص إلى معناه الذي يريده الكاتب. إن الابتعاد عن المباشرة في النص، يعطي بعدًا حقيقيًا للمتلقي في التأويل وخلق أفق متسع يسمح للقارئ بالمشاركة.
برأيك، هل النقد في محافظة القطيف يراهق الغياب أم حاضرًا، ليكون داعمًا في تطوير وتألق النص الأدبي، وكيف توصفين علاقتك به - النقد -؟
أرى بأن النقد يراهق الغياب في المنطقة، سؤال يفترش ذاته، كم عدد النقاد مقارنة بالكتاب؟!.، بل اتجه الكثير من النقاد للتلميع فقط، بعيدًا عن النقد البناء الداعم للنص الأدبي، كانت لي تجربة قديمة من خلال قراءة في مجموعة شعرية، كتبتها سابقًا، لكني لم أكرر التجربة رغم أن بعض النقاد وجد فيني روح النقد، إلا أني لا أجد نفسي جديرة بذلك.
لكل يراع ملهمًا، أين يكمن الملهم لديك، وأي يراع قريب لذاتك وتجربتك القصصية؟
ليس بالضرورة أن يكون هناك ملهمًا، ليبدع اليراع. إن الكاتب يجده - الملهم -، في خياله ليحثه على الإبداع، يعجبني الكثير من كتاب القصة ولكني أحب أن أكون كاتبة أشبه نفسي فقط.
ماهي الإصدارات، التي تم الانتهاء منها وبزغت في الأفق، وهل هناك إصدارات، ستحتضن الغيمات، لتهطل مطرًا في القرب؟
الإصدارات التي بزغت للنور هي: عش الحنان - مجموعة قصصية -، ورغبة جامحة - مجموعة قصصية -، ولدي عمل شبه مكتمل، أتمنى أن يرى النور قريبًا.
هل ثمة تجارب أخرى كتابية غير القصة، وأين تجدين ذاتك حاضرة وبقوة، بين الأجناس الأدبية؟
نعم. كتبت الشعر والقصة القصيرة والقصيرة جدًا وعملت بالصحافة، كتبت سيناريو لفيلمين قصيرين أحدهما ”أنين الصمت“، وهو فيلم قصير يسلط الضوء على ذوي الاحتياجات الخاصة من فئة الصم، وحاجتهم للخدمات العامة، والآخر لم ير النور، لكني أصنف نفسي كقاصة، لأجدني حاضرة بقوة بين رحابها وخصلات أحرفها. إن القصة أفق رؤياي، حالة من المتعة التي لا نظير لها، لأنصهر في قالب السرد دائمًا. القصة تتراقص أمام عيني وتعزلني عن عالمي الجاف لعالم ملئ بالدفء، لذلك جاءت مخرجاتي مجموعتين قصصيتين ”عش الحنان“ و”رغبة جامحة“.