مختصون: تواري اصحاب الفكر ملأه مهرجو التواصل الاجتماعي
حمل مختصون مستخدمي ”وسائل التواصل الاجتماعي“ المسؤولية في اطلاق مهرجي مواقع التواصل في سماء الشهرة، معتبرين بروز هذه النوعية من الشخصيات نتاج طبيعي لحالة الفراغ الحاصل، جراء تواري اصحاب الفكر والثقافة والتراث الثقافي عن العطاء واخذ الدور لملأ الساحة.
وطالبوا بضرورة التعاطي بوعي مع هذه النوعية من الشخصيات المتسلقة بطرق تهريجية دون القدرة على اثراء الساحة بتراثي علمي ومعرفي.
وقال الدكتور محمد الهويدي أن الأنترنت فضاء مفتوح للجميع، مشيرا الى ان أدوات التواصل بمثابة «الإحتفال بالناصفة»، نظرا لقدرة الجميع الحصول بالحلويات سواء كان مؤمنا أو غير مؤمن بالقضية.
وأضاف في حديثه إلى «جهينة الإخبارية» ان وسائل التواصل تمنح الجميع الفرصة للتعبير عن ما يجول في داخلهم وكذلك صنع الشهرة لانفسهم عبر استخدام بعض الممارسات الخاصة.
وتابع، ان وسائل التواصل الاجتماعي خلقت واقعا جديدا، من خلال الاقدام على سلوكيات شاذة خارجة عن الذوق العام، نظرا لعدم وجود قواعد انضباطية وعدم الشعور بالمسؤولية.
وأشار الى هذه السلوكيات ليست جديدة في المجتمعات، فهي موجودة منذ القدم ولكن مع وجود الفسحة انتشرت في الأوساط وبرزت في الساحة.
وأكد على وجود خلل ما في الفرد أو المجتمع، مما يسهم في الظهور بهذه الصورة، داعيا للتحرك الجاد لايجاد العلاج لتطويق هذه السلوكيات الشاذة.
وذكر أن الناس تتوجه لعلاج الأعراض وتهمل المرض إذ يتم معاقبة الفاعل مع إهمال الدراسات الميدانية التي أدت لهذا التصرف.
وبين أن الأضرار الناجمة عن هذه الظواهر محدودة ولا تهدد المجتمعات القوية والمتماسكة والمبنية على قواعد متينة، لأنها مجرد أعراض، والمجتمعات الواعية تبحث عن الأمراض لتعالجها.
وشدد على ان الجيل الناشئ يتعرض إلى زخم كبير من المعلومات والمشاهدات، مطالبا اولياء الامور بتهم مسؤولية تحصين الابناء قدر المستطاع للحيلولة دون نفاذ هذه العادات السلبيات.
واعتبر الحب أفضل وأول جرعة تطعيم يعطيه الآباء للابناء، مطالبا بنشر ثقافة الحب بين الجميع، مما يؤدي الى تعطل الكثير من السلوكيات.
بدوره قال الكاتب والباحث الاجتماعي محمد الحمزة ان ”مهرجي مواقع التواصل“ هم نتاج طبيعي لفراغ الساحة من الأشخاص أصحاب العطاء المعرفي والثقافي والأخلاقي.
وشدد على ضرورة الوعي في كيفية استغلال وسائل التقنية وتقديم رسالة واعية ومستنيرة، وتوظيفها لخدمة الثقافة والفن والعلم.
وأشار الى قدرة ”المهرجين“ بملامسة حاجات الشباب والحديث عنها ببساطة وعفوية، الامر الذي جعلهم محط الاهتمام، نظرا ما يقدمونه حتى لو كان ضعيفا ولا يرقى لمستوى النضج.
واقترح ال حمزة بالتوقف عن النقد والتشنيع بفئة ”مهرجي وسائل التواصل الاجتماعي“، داعيا لمراقبة الاطروحات، بالاضافة للتوقف عن عمل الدعايات والتسويق لهم بطريقة غير مباشرة.
وطالب بضرورة البدء في صنع مشاريع ثقافية وأخلاقية ومبادرات عملية نافعة تحاكي احتياجات الشباب وتشبع رغباتهم بطرق أكثر نفعا.
ودعا لتقديم الطرح الهادف بالاسلوب الجميل المبهر، فإشعال شمعة تنير الطريق المظلم أفضل من الجلوس والاكتفاء بسب الظلام.
وأوضح الشيخ مصطفى الموسى أن الهدف من هذه البرامج هو تبادل الأفكار والخبرات؛ منتقدا ما تحمله هذه البرامج من التجاوزات الشرعية التي فرضها الله تعالى.
وقال أن المجتمع السعودي مجتمع «محافظ»؛ لافتا إلى أن أبرز الأضرار تتجسد في العلاقات غير المشروعة وتبادل الإباحية الفاضحة بين الأطراف وهذه لا تمت الى ثقافتنا بصلة.
وحذر من مخاطر مهرجي المواقع الاجتماعية والتي وصفها ب «الكبيرة والخطيرة» مهاجما عدم المبالاة بالاحكام الشرعية وعدم وجود الوازع الديني وإيجاد المبررات الشخصية التي يقنع بها نفسه على أن ما يفعله هو الصحيح سواء وافق الشرع ام لا.
من جهتها انتقدت الناشطة الاجتماعية فوزية المبارك من ممارسات ”مشاهير التواصل الاجتماعي“ والتي تتخذ طرقا متعددة بهدف الحصول على اكبر قدر من المتابعين، داعية للكف عن تشجيع هذه النوعية من الشخصيات.
وقالت ان الطريقة وسوء اختيار الكلمات والمواضيع المختارة من قبل مهرجي مواقع التواصل الاجتماعي تهدف للتهريج والضحك فقط.
وحذرت من التأثير بهذه النوعية من الشخصيات ومحاولة تقليدها او التحدث بطريقتها وترديد الكلمات التي تستخدمها، مؤكدة، ان المتابعين يتحملون مسؤولية صنع هذه الشخصيات من نشر مقاطع الفيديو في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.