مؤبنا الشيخ جمال الخباز
الشيخ الصفار: على الخطباء أن يعلمو الناس بسلوكهم قبل كلامهم
طالب الشيخ حسن الصفار العلماء والخطباء بأن يجعلوا سلوكهم الحسن قدوة للناس، مؤكدا أن الناس ينظرون لهم كممثلين للدين ولأهل البيت.
جاء ذلك خلال كلمة تأبينية القاها بمناسبة رحيل الشيخ محمد جمال الخباز في حسينية كريم اهل البيت بتاروت مساء يوم الثلاثاء.
وأوضح الشيخ الصفار أن الراحل الخباز كان قدوة في سلوكه، فقد كان عف اللسان، حسن السيرة.
وأبان أن من أبرز صفات الشيخ الخباز ”رحمه الله“ أنه كان عفيف اللسان، لا يخوض في اعراض الناس وخصوصياتهم، ويحترم شخصياتهم المعنوية.
وتابع: ”مذ عرفته قبل اكثر من اربعين سنة ما سمعته ذكر أحدًا بسوء، وخاصة من أبناء صنفه من الخطباء والعلماء، بل كان يغضبه الكلام ضد أي من الجهات الدينية“.
وحذر من الخوض في أعراض الناس وشخصياتهم المعنوية، موضحا أنه لا يقل عن الاعتداء على أجسامهم او أموالهم.
وقال: هناك كيان معنوي للإنسان يتمثل في سمعته، وهذا الكيان له حرمته كحرمة ماله ودمه، وقد وردت نصوص كثيرة تحذر من الاعتداء على الأعراض كما تحذر من الاعتداء على الدماء والأموال.
واستشهد بقول رسول الله: "الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ". مؤكدًا أن صفة عفة اللسان إذا كانت مطلوبة من أي أحد فهي من عالم الدين والخطيب أشد ضرورة وإلحاحا.
واستنكر الشيخ الصفار استخدام البعض للمنبر الحسيني لتصفية الحسابات والشتم والتجريح، موضحا أن ذلك يعتبر جريمة كبرى، لأنه يمزق المجتمع ويعطي صورة مشوهة عن الحالة الدينية.
وقال: أن تختلف مع أحدٍ في فكرةٍ أو موقفٍ فهذا أمرٌ طبيعي، ويمكنك طرح رأيك ومعارضة الرأي الآخر، لكن التجريح وانتهاك الحرمات أمر مرفوض.
وحذر من استخدام المنبر أو الشعر في المناسبات الدينية لمعالجة الاختلاف بالشتم والسب، وقال: هذا الفعل لا يرضي الله ولا صاحب المنبر والحسينية وهو الامام الحسين.
وتساءل: هل الاختلاف في الموقف أو الرأي يبرر التهجم والشتم والتجريح؟ وهل ترض أن يستخدم الطرف الآخر نفس الاسلوب ضدك وضد رموزك؟
وعن الراحل الخباز قال: يجب أن نأخذ عبرة من هذا الخطيب الذي شنف اسماعنا سنوات بذكر اهل البيت ولا شك ان فقده خسارة لذويه ومجتمعه، فقد كان وقورا متواضعا، يحب الخير للجميع.
وكان الشيخ محمد جمال الخباز قد فارق الحياة صباح يوم الجمعة 13 جمادى الأولى 1438 هـ عن عمر ناهز 73 عاما.
ويعد الشيخ الخباز المولود في جزيرة تاروت بمحافظة القطيف عام 1365 هـ أحد أبرز خطباء المنبر الحسيني في جزيرة تاروت على مدى أكثر من خمسة عقود ومارس الخطابة في مختلف مدن وبلدات المنطقة.
وقد قضى بضع سنوات في دراسة العلوم الدينية في النجف الاشرف، وكان معروفا بحب المطالعة واقتناء الكتب الجديد، ومكتبته من اوسع المكتبات الشخصية في المنطقة.
وقد نقل بعض أبناء الفقيد ما لاحظ من اعتزاز والدهم بعلاقته مع الشيخ الصفار وتقديره لشخصيته ودوره، يقول ولده موسى: ”حتى أن الشيخ الفقيد في اخر ايام حياته المباركة رغم مرضه وألمه يبتهج عندما يذكر له سماحة الشيخ الصفار ويتفاعل مع طرحه الفكري إذ جمعتهم محبة أهل البيت مع نشر ثقافة الاعتدال والتسامح والوحدة الإسلامية“.